تلغراف- على الغرب انتهاز فرصة تراجع قوات الأسد وإنهاء النفوذ الإيراني بالمنطقة
شارك هذا الخبر
Monday, December 2, 2024
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف”افتتاحية قالت فيها إن تراجع قوات بشار الأسد، وسيطرة المعارضة السورية على حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، يعتبر إذلالا لإيران. ورأت في تقدم المعارضة فرصة للغرب لكي ينهي التأثير الإيراني “الخبيث” ولوقت طويل على المنطقة.
وقالت إن التقدم السريع للمعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب، هو بمثابة ضربة موجعة لنظام الأسد البغيض. فقد شنت الجماعات الإسلامية المتطرفة هجمات منفصلة دفعت قوات النظام السوري إلى التراجع، مع وجود تكهنات بأن الهجوم قد يتقدم إلى المدن الكبرى.
وتعلق الصحيفة قائلة إن الوضع من الواضح أنه هش، وأن سوريا قد تدخل بسهولة إلى فوضى عارمة. مضيفة أن الأسد وحش، ولكن المتمردين الإسلاميين ليسوا أصدقاء للغرب. وفي حين يتم التركيز بشدة على هذه الديناميات ومشاركة القوات الروسية التي تدعم حكومة الأسد، مع تقارير عن غارات جوية حول حلب، إلا أن الضرر الذي لحق بطموحات إيران في الشرق الأوسط، مهم بنفس الدرجة.
وعلى الأرجح على ما يبدو أن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لم يكن بداية لعصر جديد من القوة الإيرانية، بل كان ذلك اليوم يمثل المرحلة الحرجة في ذروة النفوذ الإيراني بالمنطقة.
فقد راقبت طهران وعلى مدى العام الماضي حلفاءها في غزة يواجهون الهزيمة بعد الهزيمة، وتم تدمير “حزب الله” في لبنان، وهو من أهم وكلائها في المنطقة، بحسب قول الصحيفة.
ولم تؤد الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل إلى آثار تذكر، بل قادت لشن غارات جوية إسرائيلية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها استهدفت البرنامج النووي الإيراني.
ومن الواضح أن المناورة الكبرى التي انتهجها النظام الإيراني قد فشلت، على حد قول الصحيفة. ويبدو أن الفوضى الحالية في سوريا تأتي مباشرة بعد القرارات التي اتخذت بعد 7 من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث شنت الميليشيات المدعومة من إيران هجمات على قواعد أمريكية، مما أدى إلى رد أمريكي بغارات جوية على مواقع إيرانية في سوريا، وتسبب وابل الصواريخ التي أطلقها “حزب الله” على إسرائيل في إشعال فتيل هجوم بري إسرائيلي على لبنان.
وتعتقد الصحيفة أن إضعاف حلفاء الأسد في سوريا، فتحَ الباب على ما يبدو للهجوم الحالي، واحتمالية خسارة دمشق قوة حقيقية لها.
ومن الواضح، كما تقول الصحيفة، أن طهران أخطأت تقدير قرارها بتصعيد صراعها مع إسرائيل والغرب. وتزعم الصحيفة أن النظام الإيراني استطاع تحقيق بعض الانتصارات الدعائية، حيث نجح في إقناع العديد من الشباب اليساريين في الغرب بأن إسرائيل هي المعتدي في هذا الصراع في تحريف للحقائق، بحسب وصف الصحيفة، إلا أنه عانى من الإذلال في أرض المعركة، وتمزقت الأهداف الاستراتيجية التي عمل من أجلها لسنوات إلى أشلاء في غضون أشهر.
ويبدو أن النتيجة كانت انهيار حلم إيران بالهيمنة الإقليمية. وتقول الصحيفة إن النظام السوري ضعف بشكل كبير بعدما بذلت إيران جهودا هائلة لتثبيت استقراره، كما تم تدمير وكلاء طهران في لبنان وتحييد حماس تقريبا كقوة فعالة.
وهناك فرصة ذهبية أمام الغرب لإنهاء مهمة تحطيم النفوذ الإقليمي “الخبيث” لإيران ولفترة طويلة، كما تقول الصحيفة.