التلوث البلاستيكي يشكل تهديدا حقيقيا للمناخ ولصحة الإنسان ... وفق الأمم المتحدة
شارك هذا الخبر
Thursday, November 28, 2024
في سابقة نوعها، تحتضن مدينة بوسان في كوريا الجنوبية مفاوضات دولية غير مسبوقة تضم نحو 178 دولة مشاركة، بغية صياغة أول معاهدة للأمم المتحدة بشأن الحد من التلوث البلاستيكي، بعد أن وصلت مستويات التلوث البلاسيتيكي حداً غير مسبوقاً يشكل تهديداً حقيقياً ليس على المناخ فحسب، بل على صحة الإنسان أيضاً..
وتستمر الجولة النهائية للجنة التفاوض البيئية للحكومات بشأن التلوث البلاستيكي حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل، ويشارك فيها ممثلون عن 178 دولة.
وقال الدبلوماسي الإكوادوري الذي يرأس المفاوضات لويس فاياس فالديفييزو، يوم الاثنين الماضي، "هذا المؤتمر هو أكثر بكثير من مجرد صياغة معاهدة دولية. إنه تعبئة إنسانية في مواجهة تهديد وجودي.. والقرارات التي نتخذها في الأيام المقبلة ستكتب التاريخ".
تطلعات المؤتمر يناقش المشاركون خلال المؤتمر أسئلة وتحديات ملحة تشكل تحدياً غير مسبوق. أبرزها الحاجة إلى التوصل إلى معاهدة دولية للحد من التلوث بعد فشل الجهود الفردية للدول في إعادة تدوير البلاستيك، بحسب الأعضاء المشاركون.
ويهدف المؤتمر إلى التوصل لتوقيع معاهدة دولية للاتفاق على القضايا الشائعة التي تتعلق بالتلوث المناخي بفعل استهلاك مادة البلاستيك، أهمها تحديد سقف للإنتاج العالمي للبلاستيك، أو الحظر المحتمل للمواد الكيميائية السامة، وصولاً إلى الاتفاق على تدابير التمويل التي تنص عليها المعاهدة.
وكما محاولات التدوير البلاستيكي، اصطدمت محادثات المؤتمر بواقع شاق وصدامات بين تطلعات المشاركين وآرائهم ونظرتهم لنص المعاهدة "غير القابل للتنفيذ". فيما اتفق المشاركون على أن المفاوضات الجارية "ليست سياسية" وإنما جهود جماعية تتجاوز الحدود والقطاعات والأجيال داعيةً إلى العمل الجماعي لتجنب الكارثة.
خطورة التلوث البلاستيكي بلغت مرحلة متقدمة وملحة وبحسب الأمم المتحدة، انتشر التلوث البلاستيكي على نطاق واسع ليصل خطره "المكتشف" إلى رصد آثاره في السحب والغيوم وصولاً إلى أعماق المحيطات، فضلاً عن اكتشاف ترسباته إلى كل جزء من جسم الإنسان تقريباً بما فيها الدماغ وصولاً إلى حليب الثدي عند الامهات المرضعة.
يجدر الذكر أنه تم إنتاج ما يفوق 460 طن من البلاستيك في العام 2019، أي بزيادة الضعف عن العام 2000، كما يرجحأن تتضاعف كمية الإنتاج مرة أخرى بحلول العام 2040، مع وجود أكثر من 90 % من البلاستيك المنتج بشكل "غير قابل للتدوير"، بينما تحتل كوريا الجنوبية "الحاضنة لأعمال المؤتمر" المرتبة الرابعة من حيث أكبر المنتجين للمواد البلاستيكية في العالم.
تأتي محادثات معاهدة الأمم المتحدة للحد من التلوث البلاستيكي بعد أيام قليلة على انتهاء مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي "كوب 29" الذي انعقد في باكو بأذربيجان، والذي جاءت نتائجه، بحسب مراقبون، مخيبة للآمال بعض الشيء خاصة لطموحات واحتياجات الدول النامية الأكثر عرضة للتلوث المناخي.