افتتاح مهرجان أجيال السينمائي 2024.. سينما تعزز نضالات الشعوب

  • شارك هذا الخبر
Sunday, November 17, 2024

افتتح مهرجان أجيال السينمائي في الدوحة دورته الثانية عشرة مساء أمس السبت وتضم مجموعة مختارة من 66 فيلماً من 42 بلداً. وقد تجسد شعارها "لحظات تُشكّلنا" في فقراتها الاحتفالية وبرنامجها الذي يستمر أسبوعاً ويختتم يوم 23 الجاري، بتسليط الضوء على دور السينما في تعزيز نضالات الشعوب في سعيها للحرية والاستقلال.

من ساحة الحكمة في كتارا توالى على الجدران ظهور اللوحات الرقمية المعبرة عن التضامن مع فلسطين، وصولاً إلى مسرح دار الأوبرا، حيث كرمت لولوة الخاطر، وزيرة التربية والتعليم العالي في قطر الطفل الفلسطيني محمود عجور الذي وصل من غزة إلى الدوحة للعلاج بعد أن فقد ذراعيه.

وأمام أكثر من 600 حكم شاب من مختلف أنحاء العالم، ومسؤولين ثقافيين وصناع أفلام وفنانين قالت فاطمة الرميحي الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة المهرجان إنه بعد العدوان على غزة العام الماضي وقرار عدم إقامة مهرجان أجيال السينمائي "كان الرعب وحجم الدمار والمجازر الهائل يفوق العقل، والمآسي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا بشكل مفجع، وامتدت أيضاً إلى لبنان. ورغم ذلك الإلغاء في وقتها، نظمنا وعرضنا الأفلام والمناقشات في برنامج "أصوات من فلسطين".

وفي هذه الدورة من مهرجان أجيال السينمائي، التي تتزامن مع أكثر من عام على حرب الإبادة، اشترك 90 من الحكام الشباب في غزة بمشاهدة أفلام من إنتاج قطري، وجرى تنظيم مهرجان "أجيال غزة" على ثلاث مراحل، على أن تُعلن أصواتهم السبت المقبل اليوم الختامي للمهرجان.

وجاءت المصادفة لتجعل الشعر بطل الليلة السينمائية، فقد استعادت لولوة الخاطر قصيدة الشاعرة السودانية روضة الحاج وهي تحيي في كلمتها صمود النساء في السودان، وألقت من شعرها قصيدة "زمن التيه وعصا موسى"، قالت إنها "مهداة إلى أبطال غزة".

كان "السودان يا غالي" الفيلم الوثائقي للمخرجة التونسية الفرنسية هند المدب، فيلم الافتتاح الذي أيضاً يضج بالشعر في أغلب زمنه الممتد على مدى ساعة وربع فكان سودان القصائد والأناشيد في ميادين الخرطوم عام 2019 حين رفعت شعار "حرية سلام عدالة".

وصعد فريق الفيلم مع المخرجة ووجهوا رسائل بدت كأنها صيحات الميادين ذاتها وهي تنادي "سلمية" و "مدنية" من دون أن تيأس رغم اللقطة المروّعة التي تظهر عسكرياً يمسك بمتظاهر مهدداً بأنه إن كرر كلمة مدنية فسيقتله، إشارة إلى أن العسكر فقط هم يقودون إلى الأبد.

وفريق الفيلم هم الناشطون في ميادين المظاهرات والاعتصامات والناجون من رصاص قوات الأمن قبل أربع سنوات، ومن ثم الحرب المدمرة التي تطاحن فيها العسكر والمليشيات. وتوسطتهم المخرجة وقدمتهم للجمهور قائلة إنها صادقتهم وعاشت بينهم وما زالت ترى أن صيحات "حرية سلام عدالة" عابرة للزمن والجغرافيا.

ومر على السجادة الحمراء ضيوف المهرجان من بينهم الممثل الفلسطيني صالح بكري والمخرج محمد بكري، والممثلة التركية إسراء بيلجيتش والممثل التركي بيركان سوكولو، والموسيقي الفلسطيني أنيس، والفنان السوداني مصطفى الشاعر، والمخرجة التونسية هند المدب وغيرهم.

مفاجأة مهرجان أجيال السينمائي
ومن أبرز مفاجآت هذه الدورة بدء التحضيرات لإطلاق الدورة الأولى "مهرجان الدوحة للأفلام" العام المقبل 2025، وهو مهرجان وفق ما أعلنته فاطمة الرميحي مديرة المهرجان "سينمائي عالمي يحاكي تطلعات صناع الأفلام المحليين والعالميين"، من دون ذكر تفاصيل.

لكن مصادر حول المهرجان أشارت إلى بقاء فكرة مهرجان أجيال الذي تأسس عام 2013، متبنياً تمكين الشباب سينمائياً، ضمن مهرجان واسع بحلة جديدة.

وتستمر عروض المهرجان وفعالياته في مواقع مختلفة بما في ذلك الحي الثقافي كتارا، وسكة وادي مشيرب، ولوسيل، وفوكس سينما في دوحة فستيفال سيتي"، ومن ذلك معرض "إنتاج" وهو يفتتح سنوياً مع كل دورة في مشيرب قلب الدوحة خصص هذا العام لعرض مختارات من 22 فيلماً من غزة ظهرت ضمن مشروع "من المسافة صفر" وأنجزت تحت إشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.

وتمثل الأفلام كما يصفها بيان مؤسسة الدوحة للأفلام "لحظات أصيلة من الأحداث شهدتها غزة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، شاملة أنماطاً متنوعة من الأفلام الروائية والرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية، تعكس قدرات مجتمع فني نابض بالحياة يستمر بالإبداع والتألق برغم التحديات والصعوبات الهائلة".

وتعود عروض سينما في الهواء الطلق من خلال "سينما تحت النجوم" في حديقة متحف الفن الإسلامي وسينما البحر على شاطئ الخليج الغربي، وتشمل برنامجاً من أفلام الرسوم المتحركة الطويلة والكلاسيكيات العائلية، مثل "بابار" لآلان بونس، "المقترضون" لبيتر هيويت، "هانسل وغريتل" لريتشارد سلابشينسكي، "نيمو الصغير" لماسامي هاتا وميليام هيرتز، وغيرها.

وبمناسبة العام الثقافي قطر-المغرب 2024، يقدم المهرجان برنامج "صنع في المغرب" وهو يلقي نظرة على الحياة والمشهد الثقافي في المغرب، ويتضمن ستة أفلام قصيرة تستكشف مواضيع التقاليد والهوية والتغيير المجتمعي، من بينها أعمال للمخرج فوزي بن سعيدي.