فايننشال تايمز- خلفيات قرار الدوحة وقف وساطتها في غزة

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 11, 2024

يشير إعلان قطر توقف جهودها للتوسط في وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس، إلى الإحباط المتزايد للدولة الخليجية إزاء فشل الأطراف المتحاربين في الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة.

اشتكت الدوحة من أن جهودها يقوضها سياسيون "ذوو مصالح ضيقة"

وتقول صحيفة "الفايننشال تايمز" إن الخطوة التي اتخذتها الدوحة تدل على الصعوبات التي واجهها الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر، خلال أشهر من المحادثات الشاقة التي كانت تهدف إلى وقف الصراع المستمر منذ أكثر من عام. ورفضت كل من إسرائيل وحماس تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق.
وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت السبت، أن الدوحة أبلغت إسرائيل وحماس قبل 10 أيام أنها "ستوقف جهودها" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الجولة الأخيرة من المحادثات الفاشلة الشهر الماضي.

موقف أمريكي
وصدر بيان وزارة الخارجية غداة تصريح مسؤول أمريكي بأن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت قطر بأن وجود حماس في الدوحة "لم يعد مقبولاً".

جاءت هذه التعليقات في أعقاب تقرير في وسائل الإعلام الإسرائيلية مفاده أن قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، أخبرت الحركة أنها لم تعد موضع ترحيب على أراضيها.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، قال في البيان إن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة" غير دقيقة".
كانت قطر، الحليف المهم للولايات المتحدة في المنطقة، أحد الوسطاء الذين سعوا إلى إنهاء الصراع وتأمين إطلاق سراح الرهائن منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وفقًا لإسرائيل، وأدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

انتقادات من الكونغرس
لكنها تعرضت لانتقادات من بعض المشرعين الأمريكيين والسياسيين الإسرائيليين لدورها في استضافة القيادة السياسية للجماعة المسلحة.

إلى ذلك، أغضبت الهجمات من السياسيين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الدوحة، فضلاً عن غياب أي تقدم في المحادثات والضغوط عليها لبذل المزيد من الجهد لإقناع حماس بقبول الصفقة.
في أبريل (نيسان)، قالت الدولة إنها تعيد تقييم دورها كوسيط حيث اشتكت من أن جهودها يقوضها سياسيون "ذوو مصالح ضيقة". ولكنها استمرت في العمل مع الولايات المتحدة ومصر لتأمين صفقة.
في سبتمبر (أيلول)، أعربت عن غضبها من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، قائلة إن نهج إسرائيل "يقوم على محاولة تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي بتكرار الأكاذيب" التي من شأنها أن "تؤدي إلى زوال جهود السلام".

تعنت حماس
لكنها شعرت بالإحباط أيضًا بسبب تعنت حماس، بما في ذلك بعد فشل الجهود التي قادتها الولايات المتحدة الشهر الماضي للتوسط في هدنة قصيرة الأجل وإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الـ 101 المتبقين المحتجزين في غزة، في كسر الجمود.
كانت حماس تصر منذ أسابيع على أنها لن تقبل إلا نسخة من صفقة متعددة المراحل من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيل من القطاع مقابل إطلاق سراح الرهائن، والتي أيدتها في بداية يوليو(تموز).
وفي الوقت نفسه، يرفض نتانياهو مراراً وتكراراً إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة المدمر، حيث أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 43 ألف شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
وقال بيان وزارة الخارجية القطرية إن الدوحة ستستأنف جهود الوساطة "عندما تظهر الأطراف استعدادها وجديتها لإنهاء الحرب الوحشية والمعاناة المستمرة للمدنيين الناجمة عن الظروف الإنسانية الكارثية في القطاع".
لكنها أضافت أن قطر لن "تقبل أن تكون الوساطة سبباً لابتزازها" و"استغلال استمرار المفاوضات لتبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".


24.AE