يُدرك الداعمون اللبنانيون للرئيس الاميركي المنتخب حديثا دونالد ترامب انه لن ينهي الحرب على غزة ولبنان قريبا، كما كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية. هؤلاء اصلا لا يريدون للحرب ان تنتهي بشكلها الحالي ويفضلون كما اسرائيل ان تنتهي الى القضاء كليا على حزب الله لاعتبارهم ان لبنان اصلا في مستنقع الحرب وبالتالي لا اشكالية اذا استمرت هذه الحالة اشهرا اضافية اذا كانت النتيجة القضاء على خصمهم وانتهاء وضعيته العسكرية بشكل كلي.
ولعل ابرز من عبّر عن خطة ترامب المقبلة الناطقة باسمه التي نُقل عنها قولها:"الرئيس يريد ان تنتنهي الحروب في أسرع وقت ممكن، لكنه يريد ذلك بانتصار إسرائيل على نحو حاسم، وإدارة بايدن لم تكن حاسمة في دعمها لاسرائيل".
وصحيح ان هذا التوجه واضح تماما، لكن الخطة التطبيقية لن تتضح معالمها قبل ٢٠ كانون الثاني، تاريخ استلام ترامب مهامه رسميا، باعتبار ان ملف الشرق الأوسط سيكون لا شك ملفا ذات اولوية للإدارة الاميركية الجديدة.
وليس فوز ترامب وخططه للتعامل مع المنطقة اشارة وحيدة لكون الحرب الحالية ستكون طويلة ولن تنتهي كما يشيع البعض خلال اسابيع.
فالمواقف التي اطلقها مؤخرا الامين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كما المرشد لأعلى الايراني علي خامنئي تُشكل اشارة ثانية لذلك بحيث يبدو واضحا ان لا قرار ايراني بالتراجع والتسليم بالأمر الواقع، انما قرار بمواصلة القتال حصرا في غزة ولبنان حتى آخر عنصر وصاروخ.
اما الاشارة الثالثة لكون الحرب طويلة، فهي إقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يواف غالانت الذي لطالما كان يحاول وضع حد لحرب غزة وعدم اطالة أمد حرب لبنان، بما يعني ان نتنياهو يحاول تأمين الارضية والظروف المناسبة لتحقيق كل أهدافه، مهما استلزم ذلك من وقت وتضحيات.
ويُشكّل التصعيد الحاصل في الميدان، من خلال انتقال حزب الله واسرائيل لضرب الاعماق، اشارة رابعة حاسمة لان المواجهة مستمرة وستتخذ بعد اشكالا شتى، فلا حزب الله لديه بعد ما يخسره بعد كل الخسارات التي مُني بها ما يجعله يقاتل تحت شعار "عليّ وعلى اعدائي"، ولا اسرائيل جاهزة لتتخلى عن كل "انجازاتها" بالموافقة حصرا على العودة لتطبيق القرار 1701، خاصة وانها تعتبر ان هدف القضاء على حزب الله وحماس قابل للتنفيذ.