حاقدون ومجرمون شاركوا في تدمير البلد وقتل الناس-بقلم داني حداد

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 4, 2024

كتب داني حداد في موقع mtv

لا ينفع خطاب الشماتة اليوم، بقدر ما يسيء خطاب التخوين. بعض التافهين، ممّن يدورون في فلك حزب الله ويعيشون، حتى اللحظة، في حالة إنكار تبلغ حدّ الغباء، يسيئون للطائفة الشيعيّة، سواء انتموا إليها أو لم يفعلوا، أكثر بكثير ممّا يفعل الإسرائيلي.

أنت تختلف معي في الرأي، إذاً أنت صهيوني وعميل. هكذا باتت قاعدة البعض. يرفع هؤلاء أصابعهم ويكشّرون عن أنيابهم ويوزّعون الاتهامات ويتوعّدون من يخالفهم الرأي بما سيفعلونه بهم بعد انتهاء الحرب. ماذا سيفعل هؤلاء، يا ترى، إن خرج أفيخاي أدرعي ليعلن أنّه سيستهدفهم؟ سيختبئون كالجرذان في الأقبية. هم يتمرجلون فقط على شريكهم في الوطن. يهدّدون صحافيّاً. يتوّعدون وسيلةً إعلاميّة. ويتحوّلون الى قضاةٍ يصدرون الأحكام: أنت وطنيّ، وأنت عميل…
هل يعرف هؤلاء ماذا سيحصل بعد الحرب؟ سنتخلّص منهم، وسنرتاح من تفاهتهم، ولن نصغي إلى تحليلهم الغبي، ولن ندخل الى قنواتهم السخيفة على "يوتيوب"، ولن نقرأ "استفراغهم" الحاقد على "أكس".
لن يفعل العدوّ الإسرائيلي ذلك كلّه. نحن من سيفعل ذلك، بالقانون وليس بالضرب والقتل الذي يهدّدون به. سنفعل ذلك باهتمامنا بعائلاتهم التي تُركت لمصيرها، من دون أيّ اهتمامٍ من قبلهم لأنّهم يتلهّون بالتنظير لهذه الحرب الفاشلة التي دمّرت المدن والقرى والاقتصاد وقتلت الآلاف.
وسنفعل ذلك بالأسف على شهدائهم والتعاطف مع ذويهم، ولو كانوا في عداد موزّعي الحلوى حين سقط شهداءٌ في عمليّات اغتيال، من بيار الجميّل الى جبران تويني وآخرين.
وسنحضن ونساعد من تركت هذه الحرب جروحاً في أجسادهم ونفوسهم، ولو كانوا في صفوف المتنمّرين على مي شدياق حين خسرت أعضاءً من جسدها.
يساندون غزة ويعجزون عن مساندة أهلهم الذين ينتظرون شتاءً في العراء.
يتحدّون "أمريكا الشيطان الأكبر" بينما يفاوضها مموّلهم الإيراني، ويترقّب هويّة الرئيس الأميركي المقبل ليعقد معه صفقةً على دماء اللبنانيّين.
يعتمدون على إيران وحرسها الثوري، وهي تجري المناورات المشتركة مع السعوديّة التي كانوا يهاجمونها، خصوصاً في صحيفتهم التي لا تصلح صفحاتها حتى لمسح الزجاج الوسخ، إذ ما فيها أكثر وسَخاً.
يعلنون مواجهة الاستعمار العالمي، بينما يرعبهم رجلٌ بهلوانيّ يطلق إنذارات الإخلاء من إسرائيل.
يريدون سلوك طريق القدس، بينما يعجزون عن المرور على طريق عاريا.

لا نريد لإسرائيل أن تربح هذه الحرب. لن نناصر عدوّاً، مهما كان السبب. ولكن، لا نريد أن نعيش بعد كما كنّا. لا نريد لمجموعة أغبياء تستقبلهم المنصّات بحثاً عن مشاهدات أن يلقّنوننا دروساً في الوطنيّة. ولا نريد لمن يخضع لإرادة إيران أن يتحكّم بمصيرنا.
حين ستنتهي هذه الحرب، نحن من سيحاسبهم، ومن سيفضحهم، ومن سيرفع صورهم ويكشف حقيقتهم: تافهون وحاقدون ومجرمون شاركوا في تدمير هذا البلد وفي قتل الناس.