نيويورك تايمز- إسرائيل تضرب قرب بيروت مع فشل الديبلوماسية
شارك هذا الخبر
Saturday, November 2, 2024
شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات بالقرب من بيروت للمرّة الأولى منذ أيام عدة، وقُتل ما لا يقلّ عن 13 شخصاً في وسط لبنان يوم أمس الجمعة، وفقاً للسلطات اللبنانية، في وقت أظهرت فيه الجهود الديبلوماسية لخفض التصعيد بين إسرائيل و»حزب الله» فشلها في تحقيق أي نجاح.
كما واجهت المفاوضات للتوصّل إلى هدنة موقتة بين إسرائيل وحركة «حماس»، حليفة «حزب الله» في قطاع غزة، طريقاً مسدوداً آخر يوم الجمعة. وأشارت «حماس» إلى استبعاد احتمال التوصّل إلى وقف إطلاق نار محدود لتبادل الرهائن المحتجزين في غزة والأسرى الفلسطينيِّين، وفقاً لبيان أصدرته عبر وسائل إعلامها الرسمية.
وقد أرسلت إدارة بايدن مبعوثين رئيسيّين، بما في ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إلى المنطقة هذا الأسبوع، في محاولة لتحقيق بعض التقدّم في المحادثات لوقف الحرب بين إسرائيل و»حماس» في غزة والصراع المتصاعد مع «حزب الله» في لبنان. لكنّ المبعوثين غادروا المنطقة من دون نتائج واضحة أو فورية على أي من الجبهتَين.
استمر «حزب الله»، المجموعة المسلحة القوية في لبنان والمدعومة من إيران، في إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، ما أدّى إلى إطلاق صافرات الإنذار في جميع أنحاء شمال البلاد. وأفادت وسائل الإعلام الحكومية اللبنانية أنّ الضربات الإسرائيلية في لبنان تسبّبت في «دمار هائل» وسوّت المباني بالأرض. استهدفت الضربات بالقرب من بيروت الضواحي الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وهي مجموعة من الأحياء المعروفة بالضاحية، حيث يُسيطر «حزب الله» إلى حدّ كبير. وفي وسط لبنان، قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافاً في قرى عدة، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً وإصابة 26، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية، التي لا تميّز بين المقاتلين والمدنيِّين.
وسّع الجيش الإسرائيلي حملته ضدّ «حزب الله» في الأيام الأخيرة، متجاوزاً القرى الحدودية اللبنانية ومعاقل المجموعة المسلّحة ليصل إلى المدن الساحلية التي تضمّ مؤيّدين للمجموعة، بما في ذلك بعلبك وصور وصيدا.
بدأت المواجهة بين إسرائيل و»حزب الله» بعد أن قادت «حماس» هجوم 7 أكتوبر 2023 إلى داخل إسرائيل، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر نحو 250 آخرين. حينها بدأ «حزب الله» بإطلاق النار على المواقع الإسرائيلية تضامناً، ما أدّى إلى أشهر من التبادل عبر الحدود، حتى صعّدت إسرائيل هجماتها بشكل كبير داخل لبنان، ما أسفر عن مقتل قائد «الحزب» المخضرم حسن نصرالله في أواخر أيلول وبدء غزو بري في الأول من تشرين الأول.
لم يظهر أي من إسرائيل أو «حزب الله»، على الرغم من الضربات العنيفة التي تعرّضت لها المجموعة، استعداداً للتراجع.
وقد أشار نعيم قاسم، زعيم «حزب الله» الجديد، يوم الأربعاء إلى أنّه منفتح على إيجاد شروط لهدنة «وفقاً للشروط التي نراها مناسبة وملائمة». ويُعتقد أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية الأسبوع المقبل قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع الحرب، وفقاً للمحلّلين.
غادر آموس هوكشتاين، المبعوث الرئيسي لإدارة بايدن في محادثات لبنان، إسرائيل، بعد اجتماعاته مع نتنياهو وقادة إسرائيليِّين آخرين، يرافقه بريت مكغورك، مسؤول أميركي كبير آخر. واعتبر المحلّلون السياسيّون أنّ عودته السريعة إلى واشنطن، بدلاً من التوجّه إلى بيروت لمزيد من الديبلوماسية، تشير إلى أنّ المفاوضين لم يكونوا قريبين من التوصّل إلى اتفاق وشيك.
وأعلن نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني المكلّف، يوم الجمعة، إنّ الغارات الجوية الإسرائيلية الجديدة على بيروت تشير إلى أنّ إسرائيل رفضت «كل الجهود المبذولة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار». وأكّد مجدّداً عزمه تنفيذ القرار الأممي الذي أنهى الحرب السابقة بين إسرائيل و»حزب الله» في عام 2006، والذي كان غير فعّال منذ فترة طويلة. يوم الخميس، أعلن نتنياهو لضباط خرّيجين في كلية القيادة العسكرية الإسرائيلية، أنّ إسرائيل عازمة على «تطبيق الأمن، وإحباط الهجمات ضدّنا، والعمل ضدّ تسليح أعدائنا».
وأضاف نتنياهو في خطاب تلفزيوني: «لن يجلس «حزب الله» على حدودنا الشمالية، في مواقع على بُعد أمتار قليلة من حدودنا، ومن هذه المواقع يمكنه الغزو. لن يحدث هذا بعد الآن».
كما استمرّت حالة الجمود في محادثات الهدنة بين إسرائيل و»حماس»، التي تقاتل منذ أكثر من عام. ووفقاً للمسؤولين الصحيّين المحليّين في غزة، قُتل أكثر من 42,000 شخص منذ ذلك الحين، ونزح مئات الآلاف من منازلهم، ويواجه العديد منهم خطر المجاعة.
حاول المفاوضون تنشيط المحادثات على مدى الأسابيع الماضية للتوصّل على الأقل إلى هدنة موقتة في أعقاب مقتل يحيى السنوار، زعيم «حماس»، في تشرين الأول. وقدّمت مصر علناً مقترحاً جديداً يوم الأحد لوقف إطلاق النار لمدة يومَين لإطلاق عدد قليل من الرهائن مقابل الأسرى الفلسطينيّين.
يوم الخميس أيضاً، التقى وليام ج. بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية وأحد كبار المفاوضين الأميركيّين، مع مسؤولين في القاهرة. لكن في اليوم التالي، أشار بيان لـ»حماس» إلى أنّ المجموعة المسلّحة الفلسطينية متمسّكة بموقفها الذي لم يتغيّر منذ أشهر: يجب أن تتضمّن أي صفقة للإفراج عن مزيد من الرهائن طريقاً لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة بالكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية.