واشنطن بوست- بايدن ينجر نحو الحرب في الشرق الأوسط

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 14, 2024

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده جون هدسون ودان لاموث قالا فيه إن الولايات المتحدة أعلنت عن إرسال أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تقدما وحوالي 100 جندي أمريكي إلى إسرائيل، مما يعزز المشاركة الأمريكية في الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط وسط توقعات أمريكية بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران.

وقالا إن ارسال الجنود هو أول عملية نشر كبير للقوات الأمريكية في إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة وتأتي قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث كان تورط الولايات المتحدة في الصراع قضية استقطابية خلال الحملة الانتخابية.

ويأتي إرسال النظام الصاروخي رغم محاولات المسؤولين الأمريكيين إقناع إسرائيل بتجنب استهداف المواقع النووية والنفطية الإيرانية خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إشعال فتيل تصعيد أكبر من شأنه أن يقلب الاقتصاد العالمي رأسا على عقب.

ونقلت الصحيفة عن آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط الذي قدم المشورة لإدارات جمهورية وديمقراطية متعددة، إن نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي (ثاد) هو أحدث مؤشر على أن الولايات المتحدة تتوقع أن يكون الهجوم الإسرائيلي “شاملا لدرجة أن الإيرانيين سيضطرون إلى الرد”.

ويأتي نشر ثاد إلى جانب أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وفقا لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

ووعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشن هجوم مدمر على طهران ردا على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وقال غالانت يوم الأربعاء: “ستكون ضربتنا قوية ودقيقة وفوق كل شيء – مفاجئة. لن يفهموا ما حدث وكيف حدث”.

وتقول الصحيفة إن الهجوم الإيراني، الذي أعقب اغتيال إسرائيل لمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى ومن حماس وحزب الله، لم يلحق أضرارا جسيمة نتيجة للجهود الأمريكية والإسرائيلية لإسقاط القذائف. ومع ذلك، أظهر القصف أن نظام الدفاع الصاروخي المتطور في إسرائيل يمكن التغلب عليه، مما يسمح لعشرات الصواريخ بضرب الأراضي الإسرائيلية. وفي يوم الأحد، بدا أن مسيّرة تابعة لحزب الله تهرب من الدفاعات الجوية عندما ضربت قاعدة لجيش الدفاع الإسرائيلي بالقرب من بلدة بنيامينا شمال إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة سبعين آخرين على الأقل.

وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر: “ستعمل بطارية ثاد على تعزيز نظام الدفاع الجوي المتكامل في إسرائيل. يؤكد هذا الإجراء على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل، من أي هجمات صاروخية باليستية أخرى من قبل إيران”.

وتعهد كل من نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب بالدفاع بقوة عن إسرائيل مع التعبير عن دعمهما لإنهاء سريع للحرب.

من ناحية أخرى، هاجم الجمهوريون إدارة بايدن لانتقادها التكتيكات العسكرية الإسرائيلية في أعقاب هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 شخصا.

على الرغم من الخلافات العديدة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدار الحرب التي استمرت عاما، فإن قرار الرئيس بتسليم نظام ثاد قبل هجوم إسرائيل يعتبر مثالا آخر على استعداده للثقة في نتنياهو ومنحه فرصة عدم اليقين.

وتساءل هاريسون مان، الضابط السابق في الجيش الأمريكي والذي عمل محللا في وكالة استخبارات الدفاع: “بمجرد وضع هذه البطارية في مكانها وتمتع إسرائيل بحماية المدافعين الجويين الأمريكيين، ما الحافز الذي قد يدفع نتنياهو إلى الوفاء بكلمته وعدم ضرب الأهداف الحساسة التي وعد بتجنبها؟”.

تم تصميم نظام ثاد خصيصا لإسقاط الصواريخ الباليستية. لا يحتوي النظام الأرضي على أي رؤوس حربية ولا يستخدم لضرب المباني أو شن هجمات هجومية. ولكن النظام لا يصد سوى الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى القادمة.

وفرضت إدارة بايدن يوم الجمعة عقوبات اقتصادية على صناعة البترول الإيرانية، مستهدفة أسطول طهران من الناقلات، على أمل أن يقلل مثل هذا الإجراء من رغبة إسرائيل في ضرب أصول الطاقة الإيرانية، الأمر الذي قد يدفع طهران إلى استهداف منشآت النفط المملوكة لحلفاء واشنطن العرب.

وقال ميلر إن قرار نشر المزيد من القوات الأمريكية في إسرائيل وسط هجوم وشيك يزيد من خطر وقوع خسائر في صفوف الأمريكيين – وهو السيناريو الذي قد يجر الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك في الصراع المتسع.

وقال ميلر: “إذا أصابت الصواريخ الإيرانية جنديا أمريكيا أو قتلت الميليشيات الموالية لإيران في العراق أو سوريا أو جرحت أفرادا أمريكيين، فهناك احتمال كبير أن تتخذ الولايات المتحدة إجراء حركيا ضد إيران”.


القدس العربي