"مُبادرة الثلاثي"من شجّع عليها... وهل تكون مثل سابقاتها؟- بقلم كمال ذبيان
شارك هذا الخبر
Monday, October 7, 2024
حرّكت مبادرة الثلاثي رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي»السابق وليد جنبلاط، الركود في انتخاب رئيس للجمهورية دون مقدمات، بعد ان اعتبر مسؤولون وسياسيون لبنانيون، ان الاستحقاق الرئاسي مؤجل ولم يعد اولوية، بعد ان توسعت الحرب «الاسرائيلية»التدميرية على لبنان، ولم تتوقف في غزة، التي ارتبطت جبهة الجنوب العسكرية بمواجهة الاحتلال الاسرائيلي باسناد غزة، التي ما زال حزب الله يراها من نواح اخلاقية وانسانية ودينية والالتزام بقضية فلسطين.
«المبادرة الثلاثية» فكت ارتباط رئاسة الجمهورية بالحرب، وهو لا يزعج حزب الله الذي فوض بري، كما دعت الى تطبيق القرار 1701، واحتضان النازحين من المناطق التي تتعرض للاعتداءات «الاسرائيلية"، التي تستهدف البشر والحجر.
اما لماذا تحريك الملف الرئاسي الآن مع مرور عامين على الشغور في رئاسة الجمهورية؟ وما سر ان الثلاثي بري وميقاتي وجنبلاط من لون «طائفي اسلامي»، وغابت عن اللقاء مكونات مسيحية، التي استلحقها الثلاثي بزيارة ميقاتي الى بكركي ولقاء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، في وقت زار عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل ابو فاعور الكتل والاحزاب المسيحية، لوضعهم باجواء اللقاء وظروف انعقاده؟ ولماذا اقتصر على الجانب «الاسلامي» والهدف منه، وفي هذا التوقيت بالذات؟
«مبادرة الثلاثي»ليست الاولى التي تُطرح منذ عامين، اذ تقدمت كتل نيابية واطراف سياسية وروحية باقترحات، فاعلن بري قبل اكثر من عام بفكرة تحت عنوان «الحوار والانتخاب»، لكن القوى المسيحية رفضت الاقتراح، لا سيما حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب»وبعض النواب، وطالبوا بتطبيق الدستور والدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية بجلسات مفتوحة، اذا لم ينل اي مرشح الثلثين في الدورة الاولى، لكن بري كان بعد كل جلسة انتخاب التي بلغت 12 يرفع الجلسة، فتوقف انعقاد مجلس النواب منذ 14 حزيران 2023، فدخل لبنان في الوقت الضائع الرئاسي، مع تعنت كل فريق عند مرشحه او قراءته للدستور، وكان آخر الاختبارات الرئاسية بين المرشحين رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي نال 51 صوتا، وهو مرشح الثنائي حركة «امل» وحزب الله وحلفائهما، فيما نال الوزير السابق جهاد ازعور 59 صوتاً، الذي كان مرشح ما سمي «المعارضة»، التي انضم اليها «التيار الوطني الحر».
وامام التصلب الرئاسي من الاطراف اللبنانية، فان «اللجنة الخماسية» المكونة من اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، لم تنجح في التوصل الى حل تسوية داخلية لبنانية برعاية دولية ـ عربية، كما حصل في انتخابات رئاسية سابقة، ومحاولات «اللجنة الخماسية» على مستوى وزراء الخارجية وسفراء دول الخماسية في لبنان، عقدت اكثر من لقاء، ولم يحصل فيما بينها التوافق، الذي يسعى اليه «اللقاء الثلاثي» ويعتبر اعضاؤه، انها فرصة امام اللبنانيين لانتخاب رئيس الجمهورية، لتنتظم معه المؤسسات الدستورية في ظل حرب مدمّرة يواجهها لبنان ضد العدو الاسرائيلي، وفق مصادر نيابية اطلعت على ما جرى في هذا اللقاء، والذي كان وليد جنبلاط صاحب الاقتراحات للبنود التي وردت في البيان الذي صدر عن «اللقاء الثلاثي»، وهي جاءت نتيجة اتصالات اجراها جنبلاط مع بري وميقاتي.
وابدى بري مرونة حول مبادرته وفك ربط الانتخاب بحوار يسبقه، وكان يقصد منه تقريب المسافات، وهو ابلغ النواب الذين التقاهم قبل اللقاء وبعده، بانه منفتح على دعوة مجلس النواب الى جلسة انتخاب وبدورات متتالية، لعل في ذلك يتوصل النواب الى مرشح يحظى بثلثي اعضاء المجلس او اكثر ليفوز. وتلقف جنبلاط مرونة بري وابلغ ميقاتي بها، فكان «اللقاء الثلاثي”، لفتح كوة في الجدار الرئاسي.
ولم يتطرق «اللقاء الثلاثي» الى الاسماء، ولم يعلن بري موقفه من ترشيح فرنجية، الذي يبقى مرشحاً من بين مرشحين، واقترح على كل من لديه مرشح ان يعلن عنه وتجري الانتخابات، ومن يحصل على الاكثرية النيابية يُعلن فوزه.
وهذه «المبادرة الثلاثية» قدمت الى القوى المسيحية وبكركي، وهي تقترب من طرحهم، وفق مصادر نيابية، وعليها ان تقدم اجوبة، التي يؤكد النائب ابو فاعور انها لم تكن سلبية، وسأل البعض عن موقف حزب الله الذي ما زال يربط وقف الحرب في لبنان بوقفها في غزة، وهذا ما يعطل تنفيذ القرار 1701، الذي ينص على ان تكون منطقة جنوب الليطاني خالية من المسلحين، وينتشر فيها الجيش اللبناني مع القوات الدولية.
فهل تكون «مبادرة الثلاثي» مثل مبادرات سابقة، التي لم تفتح الطريق امام انتخاب رئيس الجمهورية، حيث طُرح السؤال في اوساط سياسية، حول من يقف وراءها، وهل تحظى بدعم خارجي، بعد ان بدأ يتسرب ان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين شجع على ذلك وتواصل مع ميقاتي الذي نفى ذلك؟