كرة القدم اللبنانية في مهبّ الحرب.. قراءة لرالف شربل عن "القوّة القاهرة"!

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 6, 2024

على وقع الحرب الدائرة في لبنان، وُضع مبدأ "القوّة القاهرة" على طاولة البحث في أوساط كرة القدم اللبنانية. فهل وضعت الفيفا قوانين حول هذا المبدأ وما هي مفاعيله لجهة المسار القانوني المتّبع في الحالات الطارئة؟ وماذا عن مصير عقود لاعبي كرة القدم في لبنان؟

في هذا الإطار، أوضح المستشار في القانون الرياضي الدولي رالف شربل، المتخصص والمتمرّس في القضايا الرياضية الدولية، في حديث خاص لموقع "الكلمة أونلاين"، أن "المادة 27 من لائحة الفيفا لأوضاع وانتقالات اللاعبين تنصّ على أنّ كل المسائل التي لم تنصّ عليها هذه اللائحة وحالات القوّة القاهرة، يجب أن يتمّ البت بها من قبل مجلس الفيفا وتكون قراراته نهائية."

وذكر أن "الفيفا لم تعرّف في لوائحها وأنظمتها مبدأ "القوّة القاهرة"، لكنها تقوم في بعض الأحيان بإصدار قوانين مؤقّتة استثنائية تتعلّق بحالات يمكن توصيفها بالقوّة قاهرة، كما فعلت بشأن الحرب في أوكرانيا".

وبناء على ذلك، ما هو موقف الاجتهاد في الفيفا ومحكمة الكاس حول القوّة القاهرة؟، أجاب شربل، شارحا أن "الحالات التي وصفها الاجتهاد في الفيفا ومحكمة الكاس بالقوّة القاهرة قليلة، فمن شروط وصف القوّة القاهرة أن يكون هناك عائق موضوعي خارج عن سيطرة المدين، غير متوقع، وليس من الممكن مقاومته، ويجعل تنفيذ الموجب مستحيلا".

وعلى صعيد لبنان، جزم شربل أنّ "الوضع الحالي في لبنان يمكن وصفه بالقوّة القاهرة، لأنّ الوضع أصبح خارج عن السيطرة بالنسبة للأندية واللاعبين وتنطبق عليه معايير القوّة القاهرة المذكورة في اجتهادات محكمة الفيفا لكرة القدم ومحكمة التحكيم الرياضية في لوزان (كاس)".

وتابع: "يستطيع الاتحاد اللبناني لكرة القدم وصف الوضع الراهن بأنّه يشكّل قوّة قاهرة، لانّ معايير هذا المبدأ تنطبق على الوضع الحالي، كما أنّ الاتحاد اللبناني لكرة القدم لديه الصلاحية في القيام بذلك".

من جهة أخرى، تطرّق شربل الى مصير عقود لاعبي كرة القدم في لبنان، وضحا أنّ "قيام الاتحاد اللبناني لكرة القدم باعتبار أنّ الوضع الحالي يشكّل قوّة قاهرة سيرّتب نتائج قانونية ممكن أن تصل الى إمكانية فسخ العقد من جانب أحد طرفيه"، مشدّدا على "أهميّة دور الاتحاد اللبناني لكرة القدم في توصيف الوضع الراهن في البلاد وتأثيره الكبير على مصير عقود اللاعبين مع أنديتهم".

وفي السياق، أشار شربل، المستشار في القانون الرياضي الدولي وعضو نقابة المحامين في بيروت، الى أنه "لا يمكن للأندية التذرّع بالقوّة القاهرة للتهرّب من سداد دفعات للاعبين استحقت قبل توقف الدوري. كذلك، لا يمكن للنادي فسخ العقد إذا كان هناك أي خطأ أو تقصير من جانبه ولا يمكن التذرّع بالقوّة القاهرة لعدم معاقبة ناد فسخ عقد لاعبه من قبل دون سبب مشروع أو لعدم معاقبة ناد جرّاء فسخ اللاعب عقده لسبب مشروع غير مرتبط بالقوّة القاهرة (كعدم سداد النادي راتبين شهريين مستحقين للاعب أو عدم قيام النادي بتسجيل اللاعب).

وأضاف: "في المقابل، لا يمكن للاعب الذي فسخ عقده من قبل دون سبب مشروع أن يتذرّع بالقوّة القاهرة للإفلات من العقاب".

وعلى سبيل المثال، قال شربل: "النادي الذي لم يسدّد راتب شهر آب 2024 للاعبه لا يمكنه أن يتذرّع بالقوّة القاهرة، أمّا النادي الذي نفّذ التزاماته تجاه لاعبه لغاية توقف أو تعليق الدوري، فلديه موقف قوي لكي يفسخ العقد بالاستناد الى القوّة القاهرة، خصوصًا إذا تمّ إعلان القوّة القاهرة من قبل الاتحاد اللبناني لكرة القدم وإذا كان هناك بند في العقد يتيح للنادي فسخ عقد لاعبه في حال وجود قوّة قاهرة أو في حال وجود حرب، وذلك بالاستناد الى مبدأ "العقد شريعة المتعاقدين".