حول خطر نشوب حرب جديدة في جنوب القوقاز، كتب فياتشيسلاف ميخائيلوف، في "أوراسيا ديلي":
خطر نشوب حرب جديدة في جنوب القوقاز لا يزال قائما. بل يزداد مع ركود عملية التسوية بين أرمينيا وأذربيجان.
ظهرت، في المرحلة الحالية من المفاوضات لإبرام اتفاق السلام، مؤشرات على انسداد الطريق. في يريفان، هناك رأي في بعض الأوساط يقول إن موسكو تريد، كما يزعمون، معاقبة أرمينيا التي تبتعد عنها، وتلقينها درسًا. ولهذا الغرض، وفقًا لسياسيين وخبراء موالين للغرب في العاصمة الأرمينية، يمكن لروسيا أن تمنح أذربيجان تفويضا للقيام بعملية عسكرية ذات طبيعة موضعية. ومن الواضح أن مثل هذه الافتراءات دعاية صريحة مناهضة لروسيا. نعم، موسكو تشعر باستياء شديد من انحياز باشينيان للغرب، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن القيادة الروسية تدرس بجدية سيناريوهات "عقابية" ضد أرمينيا بيد أذربيجان. وإيران، ليس أقل من روسيا، لا تريد نشوب صراع مسلح جديد بين أرمينيا وأذربيجان. وقد أوضحت أنقرة علنًا لباكو، غير مرة، أن من غير المناسب القيام بعمليات عسكرية جديدة واسعة النطاق على الحدود الأرمينية الأذربيجانية. ولن يكون من الصعب على علييف أن يشرح موقفه لجمهوره. فالجمهور الأذربيجاني يبتعد بشكل متزايد عن التصور العسكري للتعامل مع أرمينيا ويميل إلى ضرورة إقامة سلام عاجل مع الدولة الجارة. لكن الأسئلة تظل قائمة، ومعها شعور عام بهشاشة السلام القائم في المنطقة، كما يؤكد الزعيم الأذربيجاني. وهو لا ينوي فرض الأحداث، بل سيواصل التمسك بموقف الانتظار والترقب، منتهجًا مبدأ "لا حرب ولا سلام مبرم". العمليات خارج جنوب القوقاز تجري بديناميكية شديدة، ومن المفيد لأذربيجان الحفاظ على الوضع الراهن، في انتظار وضع أكثر ملاءمة للسياسة الخارجية.