بالصور- البيان الختامي لمؤتمر "الإنسان والأرض" في البقاع: الشعب والأرض والدولة والكنيسة لحماية التنوّع في الوطن

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 27, 2024

عقد المؤتمر المسيحي الدائم (إتحاد أورا) في مطرانية سيدة النجاة للروم الملكيين الكاثوليك في زحلة، مؤتمراً تحت عنوان "الإنسان والأرض"، برعاية وحضور مجلس أساقفة زحلة وبحضور أساقفة بعلبك ودير الأحمر، وبمشاركة واسعة من مختلف الفعاليات الروحية والسياسية والحزبية والإدارية والنقابية والإقتصادية والتربوية والإجتماعية في البقاع، من مجلس أساقفة زحلة ورؤساء عامين ورئيسات عامات من مختلف الرهبانيات في البقاع، وزراء ونواب حاليين وسابقين، أحزاب، مدراء عامين، نقباء، رؤساء بلديات، رؤساء ومدراء جامعات، بالإضافة إلى أعضاء مكتب المؤتمر المسيحي الدائم ومنسقي ومقرّري لجانه في مختلف أقضية البقاع.

تم عقد هذا المؤتمر في البقاع في إطار رباعية لا بدّ منها لإنقاذ حضورنا وهي: الشعب والأرض والدولة والكنيسة، ليقدّم نموذجا للتلاقي والإصغاء لبعضنا البعض كإخوة، في زمن الإنقسام وغربة الإنسان عن أخيه الإنسان في الوطن الواحد وعلى الأرض الواحدة. تميّزت أجواء المؤتمر بالمصارحة والحوار الجدّي البنّاء بين فعاليات البقاع على اختلاف انتماءاتهم وميادين عملهم، الذين التقوا حول همّ واحد: حماية الإنسان والأرض لحماية الوجود والتنوّع في لبنان، كي يبقى هذا الوطن وطن الرسالة، والمحبة والشراكة، والتنوّع والحرية.

وكان المؤتمر المسيحي الدائم الذي يعمل منذ تأسيسه تحت شعار "إستنهاض تلاقٍ وتعاون" قد دعا إلى هذا المؤتمر واختار أرض البقاع العزيزة نقطة انطلاق لسلسلة مؤتمراته في المناطق، لما تختزنه هذه الأرض من طاقات، ولما ترزح تحته من معاناة ومخاطر، ظهرت جليّاً في جميع المداخلات وأجمع عليها جميع المشاركين.


وصدر عن المؤتمر البيان التالي:
"-أوّلاً: ناقش المؤتمر في جلسته الأولى بعنوان "عرض للواقع" قضيّة الأرض والحفاظ عليها و الحفاظ على الإنسان فيها، وعرض بالتفاصيل والأرقام والتجارب واقع الأرض والوجود المسيحي فيها، وتوزيع ملكيتها وسبل معالجة التحديات والمخاطر التي تواجهها، من الإهمال والإشغال من قبل الغير إلى البيوعات العشوائية والمشبوهة وغير القانونية الخ...

وتضمّنت الجلسة تقديم أوّل عرض من نوعه بالتفاصيل والأرقام لواقع ملكيّة الأراضي في البقاع على صعيدي الأفراد والأوقاف ونسب توزّعها بين المسيحيين والطوائف الأخرى الشريكة في الوطن. وتضمّنت كذلك عرضاً علمياً بالأرقام لواقع البيوعات المشبوهة التي تجعل البقاعيين يخسرون أرضهم وديموغرافيتهم التاريخية، في خرق خطير لقانون تملّك الأجانب، عسى ألاّ يكون مخطَطاً ممنهجاً ومدروساً. كما تضمّنت الجلسة صرخات و تجارب معبّرة من رؤساء بلديات وشخصيات موثوقة عن واقع خسارة الأرض بطرق عديدة، وبأساليب ملتوية في أحيان كثيرة، سواء من قبل لبنانيين أو أجانب.

وفي المقابل، تضمّنت الجلسة عرضاً علمياً حول ترشيد استثمار الأرض وشهادة حيّة لمشروع استثماري ناجح، للتأكيد على انّ الحلول موجودة وإن كانت التحدّيات كبيرة وخطيرة.

-ثانياً: في الجلسة الثانية للمؤتمر، ناقش المؤتمرون أسباب بيع الأرض ومواضيع الجلسة الأولى، وقدّموا اقتراحات عمليّة لمشكلة خسارة الأرض. كما تضمّنت الجلسة مداخلات للحضور أغنت المؤتمر بالتجارب والمعلومات، وركّزت على الأهمّيّة القصوى لمعالجة هذا الموضوع وتدارك مخاطره.


-ثالثاً: بعد المداولات، تمّت مناقشة التوصيات المتعلقة بالحلول المناسبة لموضوع الأرض وجرى تشكيل لجان عمل من الشخصيات المشاركة، وهي: لجنة استثمار الأرض، لجنة حماية الأرض، ولجنة معالجة البيوعات العشوائية، مهمتها متابعة تنفيذ التوصيات والعمل بكل الوسائل المشروعة من اجل حماية الأرض واستثمارها كما يجب من قبل أصحابها، مما يؤمّن لهم الحياة الكريمة ويبعد عنهم شبح البيع والهجرة، فيتشبّثوا بأرضهم ويعيدوا بناء قراهم ووطنهم على أساس الحقوق التي يسعى كثيرون إلى سلبهم إياها وهي: الحق بالوجود، الحق بالشراكة، والحق بالحرية."

-رابعاً:أكّد المجتمعون على ضرورة تضافر الطاقات وتشبيكها لمتابعة توصيات المؤتمر ومواكبة عمل اللجان المنبثقة عنه، ونوّهوا بجهود المؤتمر المسيحي الدائم وسعيه إلى جمع ما فرّقته الحسابات السياسيّة والمذهبية الضيّقة، وتحقيق الوحدة الوطنية بخاصة المسيحية، المطلوبة والضرورية للحفاظ على الأرض والوجود، وشدّدوا على أهمّيّة تعميم تجربة مؤتمر البقاع على جميع المناطق اللبنانية."

خامسا: دعا المؤتمرون إلى تطبيق نظام اللامركزية الموسعة كمنطلق لحل موضوع الارض وتحقيق الإنماء المتوازن.

سادسا: وأكد المجتمعون على ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم وتطبيق القوانين على من لا يستوفي شروط الإقامة."

وختم البيان بنداء يدعو إلى الحفاظ على الأرض والتشبّث بها كخشبة خلاص أساسية جاء فيه: "خلاصنا وخلاص لبنان في التشبّث بالأرض والحفاظ على التنوّع، وتعزيز وحدة الشعب والأرض والكنيسة، لأن الشعبَ أمانتُنا والأرض ضمانتُنا والدولة أماننا والكنيسة راعيتنا، ومهما اشتدّت المصاعب وعصفت الأزمات، فإننا أبناء الرجاء وأبناء هذه الأرض. فيها سنبقى ورجاؤنا لن يخيب. وأكبر دليل على ذلك صورة الوحدة المسيحية التي تجلّت في هذا اللقاء الجامع، العابر للخلافات والإختلافات، المتطلّع بعين الإيمان والأمل من زحلة والبقاع، إلى لبنان الغد الذي- من دون المسيحيين- لا يمكن له أن يكون!"