الانفصام مستمر: جعجع يهجم.. بري يطنش.. الجنوب يسخن ولا يفلت- بقلم رواند بو ضرغم

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 20, 2024

يعيش الداخل اللبناني الانفصام السياسي، ويتقلب بين استراتيجياته الضيقة وأهدافه بكسر المقاومة واستعادة قرار السلم والحرب في ذروة آلة القتل الاسرائيلية بحق الجنوبيين، مقاومين كانوا أم مدنيين آمنين، بينما العالم يتهيّب من القواعد التي يفرضها “حزب الله” ويجددها من خلال تهديد المستوطنات لردع الجنون الاسرائيلي، إذ يسارع المجتمع الدولي الى ضبط التصعيد وحماية المستوطنين الاسرائيليين من رد المقاومة.

فعلى صعيد الداخل يكرر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أسطوانته الهجومية على رئيس مجلس النواب نبيه بري من باب الاستحقاق الرئاسي، ويستمر الرئيس بري في تطنيشه وعدم الرد على بياناته اليومية على قاعدة أن الثوابت التي أرساها رئيس المجلس بالزامية الحوار باتت ثابتة، ولا ضير في إبقاء المتنفس لجعجع لكي يواسي نفسه بالتصريحات غير المسموعة.


أما على مستوى المؤسسة العسكرية، فبعد أن مرّ الحل المتعلق بالكلية الحربية بمسعى من الرئيس بري وتمكّن الوزير محمد المرتضى من تفكيك صاعق السجال بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش جوزيف عون، بات التركيز حالياً على تفكيك أزمة رئاسة الاركان على أبواب انتهاء ولاية قائد الجيش مطلع السنة المقبلة.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” إن الحزب “التقدمي الاشتراكي” يسعى الى تذليل العقبات من أمام إصدار المرسوم وفق الأصول وتوقيع وزير الدفاع عليه ليصبح نافذاً ويستلم اللواء حسان عودة مهام قيادة الجيش بالانابة بعد تقاعد العماد جوزيف عون، وذلك على أساس التصريح الذي أدلى به الوزير سليم بأنه كان سيرفع إسم عودة لو اتُبعت الأصول في مجلس الوزراء حينها.


وتقول المصادر لموقع “لبنان الكبير” إن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في مأزق حقيقي إن لم يسمح لوزير الدفاع المحسوب عليه بتوقيع مرسوم رئاسة الأركان لأنه سيجد نفسه أمام التمديد مجدداً لقائد الجيش جوزيف عون في مجلس النواب، وأن الكتل النيابية التي حرصت على تحييد المؤسسة العسكرية عن السجالات السياسية ستكرر فعلتها صوناً للجيش ومنعاً للفراغ وحفاظاً على هيكلية المؤسسة العسكرية من خلال التمديد مجدداً للقائد الحالي. ولكن الوقت لا يزال سانحاً والمسعى مستمر ووزير الدفاع يتعاطى مع ملف رئاسة الأركان بإيجابية، تماماً كما تعامل مع مسعى الرئيس بري لفك أزمة الحربية.


وبالعودة الى المشهد الميداني جنوباً، فالمسرح لم يعد في لبنان إنما في إسرائيل، حيث باتت تل أبيب تحت نيران المقاومة بعد وصول المسيرة اليمنية الى قلبها، وبعد أن حدّث “حزب الله” معادلاته من خلال استهداف ثلاث مستوطنات جديدة لردع الاجرام الاسرائيلي في استهداف المدنيين وباتت قاعدة المقاومة: أي اعتداء على المدنيين سيكون الرد على مستعمرات أخرى جديدة. الا أن المشهد الحدودي سيكون قاسياً على الطرفين “من غير شك” وفقاً لمصدر من الثنائي الشيعي، إنما ليس هناك من اتجاه لفتح معركة أوسع، ويسعى المجتمع الدولي جاهداً الى ضبط قواعد الاشتباك ولكن من غير أن يضمن مسار الجنون الاسرائيلي، وفي كل الاحوال فإن المقاومة جاهزة وعلى استعداد لمواجهة العدو الاسرائيلي ومفاجأته.