واشنطن بوست- وقف إطلاق النار في غزة قد يكون مخرجا مشرفا لبايدن من السباق الرئاسي

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 12, 2024

قال المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناطيوس، نقلا عن مسؤول أمريكي تحدث إليه يوم الأربعاء، إن إطار وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل جاهز لتنفيذ تفاصيله، فبعد أشهر من المفاوضات يبدو أن إدارة بايدن قريبة من تحقيق صفقة وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وزيادة دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها. وأكد المسؤول الأمريكي أن “الإطار تم التوافق عليه” وأن الأطراف “تتفاوض على التفاصيل المتعلقة بتنفيذه”.

ومن أجل توثيق الصفقة يقوم مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز ومستشار شؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض بريت ماكغيرك برحلات مكوكية للمنطقة منذ تشرين الثاني/نوفمبر. لكن المسؤولين حذروا مع ذلك من أن الإطار وإن كان جاهزا إلا أن الصفقة ليست قريبة والتفاصيل معقدة وبحاجة لوقت كي يتم الاتفاق عليها ومناقشتها قبل ذلك.

ويقول إغناطيوس، إنه في حال التوصل لصفقة نهائية، فستكون تأكيدا لدبلوماسية الرئيس بايدن الصبورة التي حاول من خلالها الموازنة بين دور أمريكا كصانعة سلام في الشرق الأوسط ودعمها العسكري القوي لإسرائيل. كما أنها ستخلق لحظة وداع محتملة للرئيس وتعطيه الفرصة للخروج وبشرف من المحاولة الثانية في حملة إعادة انتخابه أو زيادة تصميمه على المواصلة في السباق الرئاسي. ومثل بقية اتفاقيات السلام، فهذه الصفقة تعكس حالة التعب لدى الطرفين. فبعد تسعة أشهر من الحرب، تريد إسرائيل راحة لقواتها والتحضير لنزاعات محتملة مع إيران وجماعاتها الوكيلة.

ونقل إغناطيوس عن المسؤول إن حماس في “وضع صعب” بعرينها تحت الأرض وبحاجة ماسة للذخائر والإمدادات، كما وتواجه ضغوطا من السكان الذين بات صوتهم أعلى مطالبة بهدنة.

ووصف المسؤول الأمريكي يوم الأربعاء الاتفاق المحتمل بأنه يشمل ثلاث مراحل لحل النزاع. الأولى، ستكون فترة وقف إطلاق النار على مدى ستة أسابيع، حيث ستفرج حماس خلالها عن 33 أسيرا إسرائيليا بمن فيهم الأسيرات وكل الرجال فوق سن الخمسين ومن أصيبوا بجراح. وستفرج إسرائيل بالمقابل عن مئات الأسرى الفلسطينيين من سجونها وتسحب قواتها من المناطق الكثيفة بالسكان باتجاه حدود غزة الشرقية. وسيتدفق الدعم الإنساني ويعاد إصلاح المستشفيات وتقوم طواقمها بتنظيف الأنقاض. وقال إغناطيوس إن العقبة كانت المرحلة الانتقالية والتي ستفرج فيها عن الجنود الأسرى ويتفق الطرفان على “وقف دائم للأعمال العدوانية” و”انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة”. ويخشى كل طرف من استخدام فترة التوقف الأولى لتسليح نفسه والعودة للقتال. وتريد إسرائيل تحقيق هدفها الرئيسي وهو منع حماس من حكم غزة مرة أخرى. ويقول إن الاختراق حدث في الفترة الماضية عندما تخلت حماس عن ضماناتها المكتوبة بشأن إنهاء القتال. وقبلت بدلا من ذلك اللغة المطمئنة المتجسدة في قرار مجلس الأمن الدولي الذي مرر الشهر الماضي والذي أكد أن الولايات المتحدة هي التي تفاوضت على الاتفاق. وبحسب القرار: “لو استمرت المفاوضات للمرحلة الأولى أكثر من ستة أسابيع، فسيظل وقف إطلاق النار قائما ما دامت المفاوضات جارية”. وسيعمل الوسطاء الأمريكيون والقطريون والمصريون على “التأكد من أن المفاوضات مستمرة لحين التوصل لاتفاقيات وبداية المرحلة الثانية”. وأظهرت حماس وإسرائيل إشارات على تقبل “الحكم الانتقالي” الذي سيبدأ مع المرحلة الثانية والتي لن تحكم فيها حماس أو إسرائيل غزة. وستتسلم مهمة الأمن قوة تدربها الولايات المتحدة وتدعمها دول عربية وبمجموعة رئيسية من 2,500 من أنصار السلطة الوطنية في غزة والذين درست إسرائيل ملفاتهم الأمنية.

وقال المسؤول الأمريكي إن حماس أخبرت الوسطاء أنها “مستعدة للتخلي عن السلطة لصالح ترتيبات حكم انتقالي”. ومع توسع الأمن في غزة ما بعد الحرب، فخطة السلام التي تتصورها المرحلة الثالثة، والتي وصفها قرار مجلس الأمن الدولي “خطة إعادة إعمار على مدى سنوات عدة”. ومع اقتراب الوسطاء من استكمال الصفقة حصلوا على دعم من قطر ومصر.

وللضغط على حماس، أخبرت قطر ممثلي الحركة بأنهم لن يظلوا في الدوحة إذا رفضوا الاتفاقية. وقدمت مصر مساعدة في اللحظة الأخيرة من خلال قبول مقترح أمريكي إبداعي لحجب الأنفاق على طول الحدود مع غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها.

وأصدر يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي الذي برز كنقطة اتصال رئيسية للمفاوضات، بيانا يوم الأربعاء أشار فيه إلى “تقدم مع مصر” باتجاه خطة “لوقف محاولات التهريب وقطع الإمدادات المحتملة عن حماس”.

ولو تم التوصل إلى صفقة، فإن ذلك سيفتح الطريق أمام تغيرين مهمين في مشهد الشرق الأوسط، يتعلقان بلبنان والسعودية، مما قد يخفف من احتمالات اندلاع حرب واسعة. وعبر لبنان عن إمكانية موافقته بعد هدنة غزة، على رزمة لسحب قوات حزب الله بعيدا عن الحدود إلى نهر الليطاني. وسيشمل الاتفاق قبول إسرائيل بتغير الحدود التي يطالب بها حزب الله وخطوات أخرى لبناء الثقة ونهاية تبادل الصواريخ بين الطرفين. وتفاوض على الإطار مع لبنان، اموس هوكشتاين، العضو في فريق مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان. وبدلا من التفاوض مباشرة مع حزب الله، التقى هوكشتاين، مع نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني وحليف حزب الله.

وربما كانت هناك مكافأة إضافية من وقف النار في غزة وهي السعودية التي عبرت عن استعدادها “للمضي قدما في التطبيع” مع إسرائيل. وبحسب مسؤول أمريكي، تريد الرياض طريقا نحو الدولة الفلسطينية كجزء من الصفقة، لكنه مطلب بعيد لإسرائيل كما يقول. والتوصل لاتفاقية تطبيع يحتاج لوقت ودبلوماسية بارعة. ويقول إن حرب غزة كانت كابوسا لكل المشاركين فيها، بدءا من هجوم حماس ورد إسرائيل الانتقامي الذي حطم حياة المدنيين الفلسطينيين وقتل عشرات الآلاف منهم. وكانت امتحانا لبايدن الذي حاول الحفاظ على دعمه الثابت لإسرائيل رغم تصادمه مع بنيامين نتنياهو حول طريقة إدارة الحرب والثمن الإنساني. وكتب الإستراتيجي فريد إليكل عن فيتنام: “يجب أن تنتهي كل حرب”، لكن حرب غزة لم تنته بعد، لكن كما قال مسوؤل في البيت الأبيض يوم الأربعاء “شبك أصابعك” على أمل حدوث حظ.


القدس العربي