ليزيكو- حماس تستعيد التجنيد والأرض ومصانع السلاح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 26, 2024

كشفت تحقيقات صحفية أنّ حركة حماس تكبّدت خسائر فادحة للغاية جرّاء هجمات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث باتت تمتلك أقل من 10 آلاف مقاتل، كما أنّ عتادها من الأسلحة بات أقل وأضعف بكثير من أيّ وقت مضى.

وعلى الرغم من ذلك، ووفق ما كشفت عنه صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، فإنّ الحركة بدأت مرّة أخرى عملية تجديد صفوفها بمُجنّدين شباب عاطلين عن العمل لسدّ الثغرات في قواتها، كما أنّها أعادت إطلاق إنتاج الأسلحة عبر ورش تصنيع مُصغّرة لتعويض عدم إمكانية دخول أسلحة جديدة، فضلاً عن استعادة السيطرة الأمنية على معظم الأراضي رغم عدم وجود آفاق مُستقبلية بعد في هذا الجيب الفلسطيني المُدمّر بشكل شبه كامل.



ونقلت اليومية الفرنسية الليبرالية، عن ضابط احتياط إسرائيلي قوله "نحن نشنّ حرباً ضدّ حماس ذات جانب سيزيفي" مُشيرة إلى أنّ هذه الملاحظة المُحبطة تعكس بوضوح الشعور بأنّ "النصر الكامل" على حركة حماس الذي وعد به رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو يُشكّل تحدّياً يصعب التغلب عليه.

ويشكف الضابط أنّه "بمُجرّد إخلاء الجنود الإسرائيليون لمناطق في قطاع غزة، تستعيد حماس السيطرة على الفور". كما وأبدت هذه الملاحظة أيضاً إذاعة الجيش الإسرائيلي ووسائل الإعلام في إسرائيل.

وذكرت "ليزيكو" أنّ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أكدت أنّ حركة حماس أطلقت حملة تجنيد بين الشباب الفلسطينيينن بعد انخفاض أعداد مُقاتليها بشكل كبير. ويُقدّر الجيش الإسرائيلي أنّ ما بين 14.000 إلى 16.000 من أعضاء الجناح المسلح لحركة حماس قتلوا، وأصيب عدّة آلاف، وتمّ اعتقال 4 آلاف منهم منذ بداية الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


خان يونس من جديد
وعلى الأرض، كان على حركة حماس أن تأخذ هذا النقص في القوات في الاعتبار من خلال ما يحصل حالياً من انخراطها في تكتيكات حرب العصابات في المناطق الحضرية بقيادة مجموعات صغيرة من حوالي عشرة مُسلحين فقط، بينما كانت كتائبها في بداية الحرب تتكون أحياناً من ألف مسلح يُواجهون الجيش الإسرائيلي.

وحدث ذلك في شهر إبريل (نيسان) الماضي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث وبعد أنّ قام الجيش الإسرائيلي بإخلاء هذه المنطقة بعد فترة من الأعمال القتالية، انتهزت حماس الفرصة لفتح مكاتب التجنيد مجدداً لجذب الآلاف من المقاتلين ممن هم في عمر 18 سنة، لذا فمن المحتمل جداً أن يضطر الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق عملية جديدة في خان يونس كما حدث سابقاً في مخيم جباليا للاجئين أو في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والتي تعرّضت للهجوم مرّتين، وهو ما يؤجج مخاوف المدنيين من اقتحام جديد لجنوب القطاع.

ورش الأسلحة
وذكرت كذلك الصحيفة الفرنسية أنّ حماس أقامت ورشها لإنتاج المتفجرات والصواريخ والطائرات بدون طيار سعياً لتجديد مخزونها الذي انخفض بشكل حاد، حيث تمّ إطلاق أكثر من 10,000 صاروخ منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) باتجاه الأراضي الإسرائيلية. كما أنّ الأسلحة والذخائر التي تمّ تهريبها عبر شبكة أنفاق ضخمة تربط مصر بجنوب قطاع غزة، لم تعد تصل منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على هذا الخط الحدودي بأكمله.

وتستغل حركة حماس الأوضاع الهادئة نسبياً في بعض الأحيان لإعادة عملية التسلّح. كما أنّها استعادت إلى حدّ كبير السيطرة على الأمن والحياة اليومية في شوارع البلدات الرئيسية، بمُجرّد أن يُغادرها الجنود الإسرائيليون.

وتخلص "ليزيكو" إلى أنّ ما يحدث حالياً في قطاع غزة يُعزز التشخيص الذي أدلى به في الأسبوع الماضي دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، والذي اتخذ وجهة نظر معاكسة لتصريحات نتانياهو من خلال التأكيد على أنّ "حماس فكرة وكل أولئك الذين يعتقدون أنّه يمكننا جعلها تختفي يقومون فقط بذر الرماد في العيون.. وإذا لم تجد الحكومة بديلاً فإنّ حماس سوف تبقى في قطاع غزة".


24.AE