خاص – صعود اليمين المتطرّف في أوروبا.. هل يفرمل جهود لبنان في ملف اللاجئين السوريين؟ - هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 16, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

هند سعادة

ماذا يعني أن يحقق اليمين المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات الأوروبية؟ تساؤل تخطّى حدود القارة العجوز ليتم التداول به في جميع أنحاء العالم. فاليمين المتطرّف لاطالما عُرف بمواقفه الحاسمة والمختلفة من عدّة قضايا، أبرزها، الهجرة واللجوء والتغير المناخي والإنفاق الدفاعي وغيرها من الملفات.

وفي هذا الإطار، لم يغب لبنان عن هذا الحدث لجهة ما سيحمله له على صعيد ملف اللجوء مع صعود اليمين المتطرّف، فهو في طليعة البلدان التي تواجه تحدّي اللجوء السوري على أراضيه وأي تحوّل أوروبي من شأنه أن ينعكس عليه. فهل تفرمل هذه الانتخابات مساعي لبنان مع الدول الأوروبية والمجتمع الدولي بشكل عام لترحيل اللاجئين السوريين، وكيف سيتعامل اليمين المتطرّف مع هذا الملف في حال تربّعه على عرش السلطة في أوروبا؟

الصحافي اللبناني- الفرنسي، المرشّح في الإنتخابات التشريعية الفرنسية، جوزيف مكرزل، أوضح في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن "رصيد اليمين المتطرف في أوروبا بدأ بالتصاعد منذ ما قبل انتخابات البرلمان الاوروبي" .

وأشار الى أن "تفوّق نواب اليمين المتطرف في فرنسا على النواب الآخرين في انتخابات البرلمان الاوروبي، سابقة خطيرة جدا لان فرنسا بلد الانفتاح وهذه النتائج تنبئ بمحاولات تغيير وجهها في ما يتعلق بالإنفتاح على العالم".

مكرزل رأى أن "هناك حالة من التّقوقع تسيطر على جميع البلدان في العالم وخوف من الآخر ولبنان على رأس هذه البلدان، بالاضافة الى الحروب التي لا تزال قائمة من أوكرانيا الى الشرق الاوسط"، شارحا أن "الخوف من أن تستبدل الشعوب، واقع مشترك بين جميع الدول، وهذه المؤشرات لا تنذر بتحولات إيجابية في العالم".

ورأى أن "هناك نوع من التناقض، ففي حين تتّجه أوروبا نحو التّقوقع، رافضة استقبال اللاجئين، تطلب من البلدان المضيفة لهم عدم ترحيلهم، علما أنهم انطلاقا من المخاوف التي يحملها الأوروبيون داخل بلدانهم عليهم أن يتفهّموا هواجس البلدان المضيفة وعلى رأسها لبنان".

وأفاد بأن "هناك عددا كبيرا من النواب في فرنسا والدول الأوروبية ومسؤولين في المجتمع الدولي يحاولون تسليط الضوء على هذا التناقض الحاصل بالاضافة الى الضغط اللبناني الذي يتم في هذا الإطار لإيصال الصوت".

وإذ أكد أن "التحركات التي أقدم عليها لبنان على المستوى الرسمي وشعبي، في ملف اللاجئين جيّدة وإيجابية"، أشار مكرزل الى أن "الدول الأوروبية منشغلة بأمورها الداخلية ولا تعطي الأولوية للملف اللبناني".

ولكن هل من تأثير مباشر على لبنان جراء وصول اليمين المتطرف في أوروبا؟، أجاب مكرزل، شارحا أن "لبنان يمكن أن يستغلّ الخوف الأوروبي من انتقال اللاجئين من لبنان والدول المضيفة إليهم، كقوة ضغط لمنع اسرائيل من فتح حرب على لبنان لأن الحرب من شأنها أن تدفع اللاجئين الى الهرب من لبنان بالإضافة الى الحرب الإقتصادية التي يمكن أن تكون عاملا أساسيا لمغادرة اللاجئين السوريين للبنان ولجوؤهم الى الدول الأوروبية".

وشدّد على أنه "علينا أن ننجح بالدخول بمفاوضات جدية، بالإضافة الى ضرورة وجود موقف موحد بدل المبادرات والزيارات الفردية التي تقوم بها الأطراف في الداخل الى الخارج".

الى ذلك، أوضح المرشّح الفرنسي، أن "الدول الأوروبية مستعدة لاستقبال نوع معيّن من اللاجئين ليعملوا بأشغال محددة بغض النظر عن مستواهم العلمي بحسب الحاجة إليهم في سوق العمل، مستشهدا بتجربة الفلسطينيين في لبنان الذين وعندما بدؤوا ينخرطون في المسار التعليمي ويتخصصون في الجامعات ويراكمون الخبرات عمدت الكثير من الدول الأوروبية الى استقبالهم والسماح لهم بالمشاركة في سوق العمل".

وفي هذا السياق، لفت مكرزل الى أن "الدولة اللبنانية لا تقصر وتعمل على توفير التعليم لللاجئين كما اللبنانيين".

واعتبر أن "صعود اليمين المتطرف لن يؤثر على ملف اللاجئين بشكل مباشر علما أنه من المفترض أن يكونوا متفهمين أكثر لمطالب لبنان ولكن طالما الملف ليس شأنا يؤثر عليهم بشكل مباشر فهم لن يعيروه الإهتمام المطلوب حتى لو باتوا يشاركوننا الهواجس نفسها".
من جهتها، ذكرت الصحافية رندا تقي الدين، أن "اليمين المتطرّف لم يكتسح الإنتخابات في أوروبا كما يتم التداول بل سجّل تقدّما فقط، في حين اكتسح الانتخابات في فرنسا".

وقالت: "هناك صعود للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا وفي حال وصلوا الى سدّة الحكم، سينعكس ذلك من دون شكّ على ملف اللاجئين، لأنه من أوّل الهواجس لديها في بلدانهم".

وإذ رأت أن "أوروبا ستتّجه الى إغلاق حدودها أكثر فأكثر، أشارت تقي الدين إلى أن "في فرنسا حيث تصدّر أقصى اليمين تصويت الفرنسيين في الانتخابات الأوروبية، تريد زعيمته مارين لوبان وضع قيود على الحدود بين الدول الأوروبية في حال وصلت الى الحكم".

واعتبرت تقي الدين أن "ملف اللاجئين قضية لبنانية، وعلى المسؤولين اللبنانيين مواصلة جهودهم مع الدول الأوروبية بغض النظرعن نتائج الانتخابات الأوروبية".

ولفتت الى أن "ملف اللاجئين لم تتم معالجته بالشكل المطلوب في ظل الحكم الحالي، وبالتالي وصول اليمين المتطرف لن يغيّر الكثير في المعادلة القائمة".

وتابعت: "اللاجئون السورييون لن يعودوا الى بلدهم طالما الرئيس السوري بشار الأسد لا يريد ذلك وطالما الأوروبيون يرفضون التحاور مع النظام السوري وبالتالي لا عودة قريبة لللاجئين السوريين".

وأوضحت أن "نتائج الإنتخابات الأوروبية جاءت بناء على ملفات الداخل الأوروبي وغير مربوطة بشكل أساسي بالملفات الخارجية".