خاص- بري يستعد لكل السيناريوهات تحت سقف "عدم التراجع عن فرنجية" - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 15, 2024

خاص- الكلمة أونلاين


بولا أسطيح


يتحرك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالملف الرئاسي تحت سقف واحد رسمه حزب الله يقول ب"عدم التراجع عن ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ايا كانت الضغوط والاثمان". طالما هو لا يتجاوز هذا السقف يمكن لرئيس البرلمان المناورة قدر ما يشاء. حتى الدعوة لحوار او تشاور ينتهي بجلسة انتخاب، حتى ولو كانت غير مضمونة النتائج امر قد يحصل. فبجيب "الثنائي الشيعي" مهما "حارت ودارت" باقي القوى، ورقتي جوكر يستطيع ان يستخدمهما بأي لحظة لتعطيل اي تقاطع جديد على مرشح يطيح بحظوظ فرنجية. الورقة الاولى ورقة "التقدمي الاشتراكي" الذي يبدو واضحا انه لن يغامر بالسير بتقاطع يؤدي لكسر "الثنائي".. اصلا هو لو ظن للحظة ان التقاطع على ازعور سينجح بايصاله الى قصر بعبدا غصبا عن رأي كل النواب الشيعة، ما كان ليسير به. فكيف الحال اليوم بعدما بات واضحا بعد ٧ تشرين الاول ان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عاد ليكون اقرب من اي وقت مضى من حزب الله، هو الذي لم ولن يغادر يوما حلفه الاستراتيجي مع الرئيس بري.
اما الورقة الثانية التي يضعها "الثنائي الشيعي" في جيبه وتجعله مطمئنا لقدرته على الاطاحة بأي مرشح لا يرضى عنه، فهي امتلاكه كل اصوات الشيعة في مجلس النواب. لذلك يعتقد انه قادر على وضع هذه ورقة "الميثاقية" على الطاولة حتى لو نجح اخصامه بفرض مرشح ب٦٥ صوتا وتأمين نصاب ٨٦ نائبا. فيقول عندها ان رئيسا لا يمتلك ولا صوت شيعي هو رئيس غير ميثاقي ولن يمر، حتى ولو كان الدستور اللبناني لم يُقارب هذه المسألة لا من قريب ولا من بعيد.
ويعتقد مصدر سياسي واسع الاطلاع ان "الثنائي الشيعي" لن يقبل اصلا بالوصول للعب هذه الورقة طالما هو قادر على المراوغة والمناورة قدر ما يريد خاصة في ظل وجود قوى في المعارضة تخدمه في هذا المجال بدل ان تحرجه وتعريه امام المجتمع الدولي كطرف واحد ووحيد يعطل الاستحقاق الرئاسي". وتضيف المصادر:"حتى ولو سارت المعارضة مجتمعة ومعها "التيار الوطني الحر" بالحوار كما يريده الرئيس بري وهو حوار سينتهي الى عدم تفاهم على اسم رئيس واحد، عندها سيكون رئيس البرلمان مضطرا للدعوة الى جلسة انتخاب كما وعد سفراء اللجنة الخماسية.. وهنا تصل المعارضة الى ما تطالب به ليل نهار لجهة عقد جلسة بدورات مفتوحة، وعد بري على ما يبدو ان تتجاوز ال٤ او ال٥… وبالتالي اذا لم يلتزم بري بذلك او لم يلتزم النواب الشيعة بعدم تعطيل النصاب، عندها تكون المعارضة نجحت بتعرية معطلي العملية الانتخابية بدل ان تقبل اليوم بأن تبدو امام المجتمع الدولي شريكة بهذا التعطيل من خلال رفضها الحوار الذي يسبق جلسة الانتخاب".
ويبدو واضحا اليوم ان الرئيس بري سيستثمر بالpass الذي اعطته اياه المعارضة حتى النهاية. اذ حتى ولو وافقت الاكثرية الساحقة من القوى المشاركة بحوار بشروطه، وهو ما لا يبدو حاصلا، فهو سيُطالب باشراك حزب "القوات" ايضا بهذا الحوار باعتباره صاحب اكبر كتلة نيابية. ما يعني ان هامش المراوغة لديه كبير لدرجة يسمح لحزب الله بانتظار نتائج حرب غزة ليبني عليها من دون ان يضطر ليُعلن ويقر بذلك لا بل بالعكس ها هو يخرج وبكل دهاء امام كل الموفدين الدوليين ليؤكد انه لا يربط مصير الرئاسة بمصير غزة والتسوية الكبرى المنتظرة للمنطقة.
وحتى ذلك الوقت، ستُشغل القوى السياسية اللبنانيين بمبادرات مستنسخة لا تُقدم اي جديد طالما مفتاح الهيئة العامة في جيب "النبيه" ومفتاح الحل في البلد في جيب "الأمين".