بعد صدمة البرلمان الأوروبي: ماكرون بخطر ولوبان تقترب من السلطة

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 10, 2024

انطلقت الإثنين في فرنسا حملة انتخابية بعد حل الرئيس إيمانويل ماكرون، الجمعية الوطنية والدعوة لانتخابات مبكرة في نهاية يونيو (حزيران)، في مجازفة رئاسية كبيرة تضع اليمين المتطرف في موقع قوة، وتغرق البلاد في غموض سياسي.

وفجر ماكرون مفاجأة من العيار الثقيل مساء الأحد عندما أشهر السلاح الدستوري الذي نادراً ما يستخدم في فرنسا بعد الفوز الكاسح للتجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، وفوزه على تيار"النهضة" الرئاسي بـ 31.36% مقابل 14.60%.
وفي دول أخرى أوروبية، تأكد الأحد زخم اليمين المتطرف، خاصة في ألمانيا حيث صعد حزب البديل من أجل ألمانيا إلى المركز الثاني متقدماُ على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار أولاف شولتس. وبالتالي، على الائتلاف الأوروبي الكبير الذي يضم يمين الوسط والاشتراكيين الديموقراطيين أن يحتفظ بغالبية مقاعد البرلمان الأوروبي في بروكسل.
رغم هزيمته، استبعد المستشار شولتس تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في ألمانيا، رافضاً اتباع إيمانويل ماكرون الذي أقدم على رهان "محفوف بالمخاطر"، وفق ما عنونت عدة صحف، بالدعوة إلى انتخابات جديدة.

وقال ماكرون الذي يواجه أزمة جديدة ويعاني أساساً تراجعاً في استطلاعات الرأي، الإثنين عبر إكس: "أنا أثق في قدرة الشعب الفرنسي على اختيار الأنسب له وللأجيال المقبلة. طموحي الوحيد هو أن أكون مفيداً لبلادنا التي أحب".
وانطلقت الحملة الانتخابية التي تستمر 3 أسابيع الإثنين، لتقام الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في 30 يونيو (حزيران) و الثانية في 7 من يوليو (تموز). وقد تشكل حكومة جديدة في فرنسا فيما تستعد باريس لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية من 26 يوليو (تموز) إلى 11 أغسطس (آب).
من جهته، قال الكرملين إنه "يتابع بانتباه" صعود اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا.
وفي حين يسعى اليسار لتجاوز انقساماته، لم يكن التجمع الوطني يوما قريباً من السلطة كما هو عليه اليوم، وباشر حملته دون تأخير. وبات رئيسه الشاب جوردان بارديلا، 28 عاماً، الذي قاد بنجاح قائمته للانتخابات الأوروبية، مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء، حال الفوز في الانتخابات التشريعية.
والأحد، أكدت مارين لوبن التي خسرت أمام ماكرون في الدورة الثانية في الاقتراعين الرئيسيين الأخيرين أن التجمع الوطني "مستعد لتولي السلطة".
ومن شأن فوز التجمع الوطني أن يفرض "تعايشاً" بين رئيس ورئيس وزراء من معسكرين متعارضين وهو أمر سُجل مرتين في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة.
وبعد قرار الحل المفاجئ، يحاول المعسكر الرئاسي المحروم من الغالبية المطلقة في البرلمان منذ إعادة انتخاب ماكرون في 2002، تنظيم صفوفه.
وقالت النائب إليونور كاروا، المتحدثة باسم كتلة الحزب الحاكم في الجمعية الوطنية:"إنها ضربة قاسية للغاية للجميع، لكننا سنتعافى منها".
وتفيد أوساط الرئيس بأنه يتحمل المجازفة "باستفتاء جديد ضد ماكرون".
وقال أحد الوزراء إن حل الجمعية الوطنية "فكرة نضجت في ذهن ماكرون خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى حد قوله إنه لا يوجد بديل عنها" في ضوء النتائج.
وقال ماكرون لأمرأة تمنت له "التحلي بكثير من الشجاعة" خلال زيارته الإثنين أورادور سور غلان وسط فرنسا التي شهدت مذبحة نازية ضد المدنيين في 1944: "لا يحق لنا ألا نتحلى بالشجاعة".
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أثناء مرافقته في الزيارة: "في اليوم التالي للانتخابات الأوروبية، أقول: دعونا لا ننسى أبداً الضرر الذي سببته القومية والكراهية لأوروبا".

وأضاف الرئيس الفرنسي "أوروبا هي مشروع سلام فريد ورائع".
أما معسكر اليسار فيشهد مداولات شاقة بين الأحزاب التي شكلت تحالفاً في الانتخابات التشريعية في 2022 إلا انها انقسمت خلال حملة الانتخابات الأوروبية بسبب خلافات بين الحزب الاشتراكي وحزب "فرنسا المتمردة" اليساري الراديكالي، بسبب الحرب في غزة.
واقترح مسؤولو المتمردة، اقتراح لقاء بعد ظهر الاثنين للحزب الاشتراكي والشيوعي والخضر "للعمل بوضوح وبشكل موحد"، على ما قال منسق الحزب مانويل بومبار.
وفي انتظار المواقف المختلفة، توقفت الحركة في الجمعية الوطنية حيث كان النواب يناقشون مشروع قانون حول القتل الرحيم. وقال مصدر برلماني: "ألغي البرنامج برمته. إنها صدمة هائلة. لم يتوقع أحد هذه الضربة القوية".


AFP