سوليفان إلى السعودية لمناقشة صفقة ضخمة قبل عرضها على نتنياهو

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 2, 2024

يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، السعودية بعد غد الخميس، لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حول "صفقة ضخمة محتملة" تشمل التطبيع مع إسرائيل ومعاهدة دفاعية بين واشنطن والرياض، حسب تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي.

ومع استمرار الحرب في غزة وقبل سبعة أشهر فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يعترف مسؤولو البيت الأبيض بأن هناك فرصة ضئيلة للتوصل إلى اتفاق السلام التاريخي. وتظهر رحلة سوليفان أن الرئيس بايدن لا يزال مصمماً على متابعتها.

ونقل الموقع عن أربعة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن زيارة سوليفان "تأتي ضمن جهود البيت الأبيض للعمل على صياغة معاهدة دفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية، وتفاهمات تتعلق بدعم الولايات المتحدة لبرنامج نووي مدني سعودي".

وأضاف التقرير أن المسؤولين الأميركيين يأملون في التوصل خلال الزيارة إلى "اتفاق ثنائي" مع السعودية، يتم عرضه بعد ذلك على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الجانب الإسرائيلي من الاتفاق "يتضمن الالتزام بمسار يقود إلى حل الدولتين".

وسيواجه نتنياهو بعد ذلك خيارا: إذا وافق، فقد يخرق اتفاق سلام تاريخي مع المملكة العربية السعودية. وإذا قال لا، فمن الممكن أن ينكشف باعتباره رافضا ويخسر ما تبقى له من دعم أميركي. وفق "أكسيوس".

ورفض البيت الأبيض التعليق لأكسيوس بشأن التقرير، فيما لم تستجب السفارة السعودية في واشنطن على طلب من الموقع للتعليق حول المسألة.

وصرح مسؤول إسرائيلي للموقع الأميركي "كان هناك تقدم كبير في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية حول مسودة معاهدة الدفاع الخاصة بهما. يريدون إنهاء الجانب الخاص بهم من الصفقة قبل وضعها على طاولتنا، ويقولون لنا: اقبلوها أو اتركوها".

وتوقفت محادثات التطبيع في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الذي شنه مقاتلو حركة حماس الفلسطينية على جنوب إسرائيل والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة، لكن المحادثات استؤنفت في الأشهر القليلة الماضية.

ونقلت وكالة رويترز، الثلاثاء، عن مسؤول أميركي قوله، إن سوليفان "يعتزم إجراء محادثات مع ولي العهد السعودي بخصوص هذه القضية، لكنه لا يتوقع تحقيق انفراجة كبيرة".

وذكر مسؤول أميركي ثان، أن سوليفان سيجري مشاورات واسعة النطاق بشأن عدد من الأمور، موضحا "لم يزر السعودية منذ فترة وهناك الكثير مما يمكن مناقشته".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد قال في 21 مارس الماضي، إن الولايات المتحدة والسعودية حققتا "تقدما جيدا" في المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، دون تقديم جدول زمني لإبرام اتفاق.

وتضع السعودية عدة شروط للتطبيع، من بينها إبرام اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن والحصول على دعم الولايات المتحدة لبرنامجها النووي المدني. كما أنها أكدت مطالبتها بقيام دولة فلسطينية، وهو أمر جددت التأكيد عليه بعد الحرب في قطاع غزة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد صرح خلال فعالية لجمع التبرعات لحملته الانتخابية في نيويورك، الأسبوع الماضي، بأن السعوديين "على استعداد للاعتراف الكامل بإسرائيل"، وفق أكسيوس.

وأضاف بايدن "لكن يجب أن تكون هناك خطة بشأن غزة، ويجب أن هناك مسار للوصول إلى حل الدولتين. لا ينبغي أن يحدث ذلك اليوم".

وسيسافر ثلاثة مسؤولين إلى السعودية قبل سوليفان لعقد اجتماعات غدا الأربعاء كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وكبير مستشاري الطاقة عاموس هوكشتاين، ومستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت.

ويعتقد الكثيرون في البيت الأبيض أن الصفقة السعودية الضخمة ما هي إلا حلم بعيد المنال، مشيرين إلى الحرب في غزة، واعتماد نتنياهو على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، والسياسة الداخلية الأميركية.

ولقد أوضح السعوديون أنه من أجل المضي قدمًا في التطبيع مع إسرائيل، يجب أن تنتهي الحرب في غزة ويجب على الحكومة الإسرائيلية الالتزام بمسار لا رجعة فيه لتحقيق حل الدولتين.

ولا يبدو أن نتنياهو يتجه نحو إنهاء الحرب. وهو لا يعارض حل الدولتين فحسب، بل يرفض مجرد فكرة السماح للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور في حكم غزة في اليوم التالي للحرب.

وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فسيتعين على مجلس الشيوخ التصديق على معاهدة الدفاع مع المملكة العربية السعودية وربما التفاهمات النووية.

وسيكون هذا أقرب إلى المستحيل في ظل المناخ السياسي الحالي في واشنطن. ومن غير الواضح ما إذا كان عدد كافٍ من الديمقراطيين سيدعمون الصفقة التي سيُنظر إليها على أنها فوز لكل من الأمير محمد بن سلمان ونتنياهو.

على الجانب الآخر، قال السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا) للبيت الأبيض إنه يستطيع إقناع معظم الجمهوريين في مجلس الشيوخ بالتصويت لصالحه. لكن الرئيس السابق دونالد ترامب قد يتدخل لمنع الجمهوريين من منح بايدن الفوز قبل الانتخابات.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل. وبذلت إدارة بايدن جهودا حثيثة لإقناع السعودية بتطبيع العلاقات.