هيمنة روسيا على البحر الأسود بين الحقيقة و الخيال

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 22, 2024




أظهر قيام القوات المسلحة الأوكرانية بتدمير سفينة برمائية كبيرة تابعة للاتحاد الروسي في البحر الاسود بوضوح أن هيمنة الاتحاد الروسي في البحر الأسود ليست سوى وهم لا يقتنع به الا بوتين بنفسه. حيث قامت القوات المسلحة الأوكرانية في 14 شباط/فبراير، بالتعاون مع وحدات من المديرية الرئيسية للاستخبارات في البحر الأسود، بتدمير السفينة الهجومية البرمائية الروسية الكبيرة "سيزار كونيكوف". ومنذ بداية الحرب الشاملة، قامت القوات الأوكرانية بمهاجمة الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم وعلى الأراضي الروسية بشكل منهجي. وبلغ إجمالي الخسائر القتالية للروس حتى الآن 24 سفينة حربية وغواصة واحدة، أي حوالي 33 بالمائة من إجمالي قوة أسطول البحر الأسود. وفي بداية الغزو واسع النطاق، كانت هناك 13 سفينة إنزال كبيرة تابعة للاتحاد الروسي في البحر الأسود. أثناء الأعمال العدائية، دمرت قوات الدفاع الأوكرانية أربع سفن من هذا النوع: “ساراتوف”، “ نوفوتشيركاسك”، “مينسك” و"سيزار كونيكوف". حاليًا، لا تزال 5 منها في الخدمة، و4 أخرى قيد الإصلاح. وقد أدى ذلك إلى إبطال قدرة روسيا على تنفيذ عمليات برمائية واسعة النطاق ضد أوكرانيا.

ومن الملفت للانتباه أن السفينة الحربية الروسية" سيزار كونيكوف"، وهي سفينة برمائية من المشروع 775 وكانت جزءًا من أسطول البحر الأسود للاتحاد الروسي وكان مقرها في سيفاستوبول، دمرتها القوات المسلحة الأوكرانية في 14 شباط/فبراير 2024، وهو نفس التاريخ الذي توفي فيه الضابط السوفيتي سيزار كونيكوف، الذي سميت السفينة على شرفه، أي 14 شباط/فبراير أيضًا، ولكن في العام 1943 .

ويدل تدمير السفينة الحربية الروسية “ سيزار كونيكوف”، التي كانت وقت الهجوم في المياه الإقليمية لأوكرانيا بالقرب من ألوبكا، على القدرات العسكرية القوية للقوات المسلحة الأوكرانية لضرب أهداف عسكرية في البحر الأسود. حيث إن تكتيكات القوات المسلحة الأوكرانية في المسرح البحري للأعمال العدائية أجبرت المحتلين على إخفاء السفن الحربية باستمرار في الخلجان المحمية، مما يقلل من قدرتها القتالية إلى الصفر، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى فقدان روسيا السيطرة على البحر الأسود. ووفقا لاستنتاجات الخبراء العسكريين، فإن المحتلين الروس لا قدرة لهم على استعادة عمل أسطول البحر الأسود للاتحاد الروسي، لأنهم لا يزالون غير قادرين على إشراك مجموعة السفن بأكملها . كما إن حقيقة نزول سفينة حربية روسية أخرى إلى القاع مرة واحدة كل 10 أيام هو فشل كامل للقيادة العسكرية الروسية المتمثلة بشخص شويغو وغيراسيموف ورئيس أسطول البحر الأسود. لقد قتل ما لا يقل عن ألف بحار بسبب اخطائهم، ونظراً لإِحجام بوتين عن ايقاف الحرب، فسوف يزداد عدد القتلى من البحارة الروس باستمرار.

وبفضل الإجراءات الناجحة للقوات المسلحة الأوكرانية ، فإن روسيا تفقد نفوذها السياسي في منطقة البحر الأسود، والدليل على ذلك هو حقيقة أنه على الرغم من كل الجهود التي يبذلها الاتحاد الروسي لمنع نشاط ممر الحبوب، فإنه يعمل بفعالية، بينما نقلت أوكرانيا المزيد من البضائع عبر موانئ منطقة أوديسا مقارنة بالعام 2021 . وتشير خسائر القوات البحرية الروسية اثناء الغزو الشامل لأوكرانيا إلى أن أسطول البحر الأسود كان غير فعال على الإطلاق، كما أن تأكيد الدعاية الروسية حول هيمنة الاتحاد الروسي على البحر الأسود ليس سوى وهم بالنسبة لبوتين..