تايمز- هنا أخفت "حماس" رهائنها

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 12, 2024

"مدينة تحت مدينة".. هذا ما قاله العميد دان غولدفوس قائد الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "تايمز" البريطانية التي أعدت تقريراً من قلب شبكة الأنفاق الواسعة تحت خان يونس، بينما تستمر المعارك بين زقاق أحياء قطاع غزة المحاصر.

وبحسب الصحيفة يحتوي النفق الذي يبلغ عمقه حوالي 30 متراً، على سلم معدني متبوعاً بمسارين ضيقين من الدرجات المتتالية.


مدينة تحت مدينة
ويقود غولدفوس على بعد مئات الأمتار جنوباً، الفرقة 98 تحت الجزء الأوسط من خان يونس، ثاني مدينة في غزة ومعقل حماس، والذي وصف مدخل النفق بالمتاهة الشاسعة التي تمتد لعدة كيلومترات بإنها "مدينة تحت مدينة".

وهو أيضاً المكان الذي احتجزت فيه حماس الرهائن الذين أسرتهم في 7 أكتوبر (تشرين الأول) لمدة ساعات أو أيام أو أسابيع، بحسب التقرير.

النفق، الذي يمكن الوصول إليه من مدخل مخفي في مرحاض، فارغ الآن، باستثناء الكابلات الكهربائية وأسلاك الاتصالات.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه عثر على أدلة جنائية، بما في ذلك عينات دم، تظهر احتجاز رهائن هناك.

وكانت خان يونس نقطة انطلاق للعديد من مقاتلي حماس الذين قتلوا 1200 إسرائيلي في 7 أكتوبر (تشرين الأول) وعادوا مع الرهائن.

كما تم تسليم معظم المدنيين الأسرى الـ 110 الذين تم إطلاق سراحهم في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) إلى الصليب الأحمر، وتعتقد إسرائيل أنه من بين الرهائن الـ 136 الباقين، مات 24.

ويقاتل رجال غولدفوس في خان يونس وحولها، منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعاً، والتي كانت جزءاً من اتفاق الرهائن، في 1 ديسمبر (كانون الأول).

مفخخات وانفجارات
وبحسب الصحيفة، فقد تم تدمير جزء كبير من الأحياء الشرقية والشمالية من المدينة في القصف الإسرائيلي وفر معظم سكانها إما غرباً إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط أو جنوبا باتجاه رفح على الحدود المصرية، وهم الآن جزء من نحو مليوني نازح من غزة.

وكانت شبكات الأنفاق تحت مدينة غزة وخان يونس أكبر تحد عسكري يواجه الجيش الإسرائيلي في هجومه البري، إذ إنه في المرحلة الأولى من الحرب التي ركزت على مدينة غزة، كان الجنود الإسرائيليون يخضعون لأوامر صارمة بعدم دخول الأنفاق.

وعادة ما يتم تفجير الأعمدة، التي كانت موجودة في السابق، وفي الحالات التي كان يعتقد أنها جزء من شبكة أكبر، يتم إرسال طائرات صغيرة بدون طيار وكلاب بوليسية تحمل كاميرات لرسم خرائط لها قبل تدميرها.

الآن يقول غولدفوس: "نحن نناور فوق الأرض وتحتها، نحن بحاجة إلى إيجاد الطريقة الأسرع والأكثر فعالية للتغلب على عدونا وقلب حماس تحت الأرض. هذا هو المكان الذي سوف نتغلب عليهم فيه".


تحذير إسرائيلي
وتقول وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس في غزة إن أكثر من 23,000 شخص قتلوا في غزة منذ بدء الحرب، وربما قتل آلاف آخرون ولم يتم إخراجهم تحت الأنقاض، ومعظمهم من المدنيين.

بينما يزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل حوالي 8000 من أعضاء حماس في شمال غزة وحوالي 2000 في الجنوب.

وفي حديثه إلى القوات الإسرائيلية في غزة يوم الأربعاء، قال الجنرال هيرزي هاليفي، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إن الجهود المبذولة للقضاء على حماس أظهرت أن إسرائيل قادرة على خوض حرب ضد حزب الله في لبنان وسط مخاوف من فتح جبهة ثانية مع الميليشيا المتحالفة مع إيران.


"ذهبوا إلى السماء"
كانوا يحتمون في منزل أقاربهم في جنوب غزة عندما بدأت القذائف تتساقط حولهم، وتقترب من كل اتجاه، وعندما سقطت إحدى القذائف من سقف الغرفة المجاورة، غادرت آلاء المصري (39 عاماً) غرفة المعيشة حيث تجمعت مع أولادها، معتقدة أن أطفالها قد تبعوها للخارج.

وبحلول الوقت الذي عادت فيه لأخذهم معها، كانوا قد قتلوا، وفرت الأسرة من منزلها في خان يونس، الذي أصبح الآن هدفاً مركزياً للجيش الإسرائيلي، إلى منطقة المعراج شمال رفح مباشرة، على حدود غزة مع مصر.

وكان طفلاها كريم (7 أعوام) وأحمد (5 أعوام) من بين المئات الذين قتلوا في الأيام الأخيرة في الغارات المستمرة، حيث يقول السكان وملايين النازحين إنه لا يوجد مكان للاختباء.

وقالت المصري: "لقد حرمت من إنجاب أطفال بشكل طبيعي لكن بفضل الله، تمكنت من إنجاب أطفال من خلال التلقيح الاصطناعي بعد انتظار 10 سنوات، لكنهم الآن في السماء".

وضع مأساوي
وانضم أطفال المصري إلى العدد المتزايد من القتلى والمحتضرين الذين يتم إحضارهم إلى المستشفيات القريبة، حيث غادر العديد من الطاقم الطبي خوفاً من القصف.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها ألغت بعثة مساعدات طبية سادسة إلى غزة بسبب مخاوف من "القصف المكثف".

قال شون كيسي، منسق فريق الطوارئ الطبي التابع لمنظمة الصحة العالمية في غزة: "لا يمكننا أن نفقد هذه المرافق الصحية.. يجب حمايتها تماماً. قدرات الرعاية الصحية من الشمال إلى الجنوب تتقلص، مستشفى بعد مستشفى، ندعو إسرائيل إلى الموافقة على طلبات منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لإيصال المساعدات الإنسانية".

وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تأمل في أن تستمر بعثة مساعدات إلى شمال غزة مخطط لها يوم الخميس.

وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل هذا الأسبوع للضغط على السلطات للسماح بدخول المزيد من الغذاء والماء والوقود والأدوية إلى غزة.

ومع ذلك، تصر إسرائيل على أن هناك مساعدات كافية تدخل غزة وألقت باللوم على المنظمات الدولية.


24.AE