خاص- تغريدات متناقضة ترسم صورة الأحداث في المنطقة - عبير بركات
شارك هذا الخبر
Wednesday, January 3, 2024
Abir Obeid Barakat
عاد الانقسام السياسي والطائفي في لبنان بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت بين مؤيدي القضية الفلسطينية ومعارضيها، وتحول اغتياله الى حملات الكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الوجود الفلسطيني في لبنان في مقابل ردود من مؤيدي الحزب والقضية الفلسطينية يتهمون هؤلاء بتبني الموقف الاسرائيلي. فتساءل مغردون من الأغلبية المسيحية المعارضة للوجود الفلسطيني في لبنان عن أسباب وجود قادة حماس في لبنان وسأل آخرون عن أسباب وجود مكاتب لحماس في بيروت، ولماذا يعرضون البلاد الى الخطر؟
أمثلة من هذه التغريدات:
تغريدة الإعلامية مي شدياق: الدولة اللبنانية بدها تشتكي للأمم المتحدة اعتراضا على استباحة العدو أرضها! يمكن معها حق! بس كيف بتفسر عقد قياديي حماس اجتماعات لتحضير عمليات من على ارض لبنان ومؤتمراتهم الصحافية لتهديد إسرائيل من لبنان وتعريض أمن اللبنانيين للخطر عملا بوحدة الساحات! خلص!مش مضطرين ندفع ثمن عن حدا
تغريدة الممثلة كارين سلامة: هجموا عليي قد ما بدكم....الشعب اللبناني ما بدو بقى يدفع فاتورة حرب حدا....حلو عنا، حلو عن سمانا...هلكتونا من ٧٥ لليوم ولك تفووووووووووووووووووووووووووووو
تغريدة الإعلامية رشا العيتاني: بعد ضرب الضاحية الجنوبية اليوم نطالب بترحيل جميع قيادات حماس والحركات الجهادية من لبنان حماية للبنانيين
تغريدة الاعلامي أحمد ياسين: مرحبا جميعًا، تحاول بعض أصوات النشاز التي لا قيمة فعلية لمحرّكها أو تأثير أن تحرف النظر عن استهداف اسرائيل العمق اللبناني بالحديث عن العملاء أو المطالبة بترحيل قادة ح-ماس وهم لاجئون سياسيون، أتفق معهم، في لبنان حركة عملاء كبيرة، منهم من ينشر صور منصات صواريخ ومنهم من يتماهى مع الخطاب الاسرائيلي ومنهم من يتقدّم بالخطاب على الاسرائيلي حتى، تجاهلوهم وتذكروا أنهم "صفر تأثير"، لا أسنان لهم كي يعضّوا.
ولكن منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول 2023 ومنذ اللحظة الأولى أجمع الفرقاء اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم وطوائفهم على دعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، فيما ارتفعت الأصوات المحذرة من "توريط لبنان" في هذه الحرب لا سيما في ظل الأوضاع الصعبة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يرزح تحتها اللبنانيون.
أما اليوم تترقّب الأوساط السياسية والشعبية اللبنانية بقلق إمكانية توريط لبنان في حرب مفتوحة مع إسرائيل، وتنتظر جميعها كلمة السيد حسن نصرالله لمعرفة كيف سيرد حزب الله على هذه العملية الكبيرة بعد أن حذر في كلمته الأخيرة من أن "أي اغتيال في الأرض اللبنانية، يطال لبنانيا أو فلسطينيا أو إيرانيا أو سواهم، لا يمكن السكوت عنه".
فهل استطاعت إسرائيل التي تعتبر نفسها فوق القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية أن تحقق هدفها باستدراج الحزب لتوسيع الحرب بهدف تحقيق انتصاراً وهمياً تغطّي فيه عجزها وخسارتها التاريخية وكسر هيبة جيشها ؟
تتجه الأنظار اليوم إلى موقف حزب الله الذي جرت العملية على أرضه وفي عمق منطقته الأمنية فهو أمام امتحان، هل ستدخل المواجهة بين الحزب وإسرائيل منعطفا جديدا وخطيرا بعدما تجاوزت الأخيرة الخطوط الحمر لقواعد الاشتباك بين الطرفين، أم سيستوعب حزب الله العملية ضمن سياسة عدم السماح لإسرائيل بأخذه إلى حيث تريد مقابل توجيه ضربة قاسية لإسرائيل على تهديدها المباشر لجهازه الأمني والسياسي داخل معقله الشعبي في الوقت المناسب.