فوارق عوائد السندات تدعم الدولار على الرغم من تراجع العوائد الحقيقة‎

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 8, 2023

تمكن الدولار الأمريكي من الانتعاش على نحو ملحوظ منذ أواخر نوفمبر الفائت أمام عدد من العملات الرئيسية. جاءت هذه الارتفاعات على الرغم من استمرار تدفق البيانات التي تُشير إلى استمرار التضخم في الانحسار والعودة إلى مساره الطبيعي.

حيث تضخمت أسعار المستهلك بنسبة 3.24% خلال أكتوبر الفائت على أساس سنوي وهو ما يقع بالقرب قليلاً من أدنى المستويات منذ النصف الأول من العام 2021. كما استمر التضخم في الانحسار على صعيد مؤشر الانفاق الشخصي الاستهلاكي الأساسي (core PCE)، المفضل لدى الفيدرالي، إلى 3.46% وهو أدنى مستوى لم نراه منذ أبريل من العام الفائت.

ساعدت قراءات التضخم المختلفة وتوقعاتها على تعزيز توقعات الأسواق بانتهاء الفيدرالي فعلاً من رفع سعر الفائدة والاتجاه إلى خفضها في وقت ما من العام القادم. فيما دفعت هذه التوقعات عوائد السندات إلى تسجيل أدنى المستويات منذ أشهر. حيث انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام إلى أقل من 4.2% وهو أدنى مستوى منذ ثلاثة أشهر.

عوائد السندات المعدلة بالتضخم شهدت انخفاضاً حاداً خلال نوفمبر الفائت مع هبوط العوائد الاسمية. حيث يقع العائد الحقيقي لسندات الخزانة لأجل عشرة أعوام عند 0.974% وهو ما يقع بالقرب قليلاً من أدنى المستويات منذ منتصف أكتوبر الفائت.

على الرغم من الأداء الباهت لعوائد السندات سواء الاسمية أم الحقيقة، إلا أننا لا زلنا نرى المزيد من اتساع فجوة العائد ما بينها وبين مقابلتها من سندات دول منطقة اليورو والبريطانية خصوصاً منذ الأسبوع الأخير من نوفمبر الفائت.

انظر إلى الرسم البياني الآتي الذي يعرض فجوة العائد ما بين سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ومقابلتها من سندات بعض دول منطقة اليورو والبريطانية إضافة إلى العائد المعدل بالتضخم لسندات الخزانة لأجل عشرة أعوام وأداء مؤشر الدولار

يبدو أن اتساع فجوة العوائد يعكس بعض من الجوانب حول المسار المستقبلي لسعر الفائدة على جانبي الأطلسي. فمن ناحية، يبدو أن الولايات المتحدة تتجه إلى تحقيق الهبوط الناعم للتضخم وتجنب الركود على الرغم من المستويات القياسية لسعر الفائدة وذلك مع متانة النظام المصرفي وربحية الشركات لكن مع بعض جانب الضعف في سوق العمل.

على الجانب الآخر، لا تزال مختلف الأنشطة الاقتصاد في منطقة اليورو تسجل المزيد من الانكماش وإن كان بوتيرة مستمر في التباطؤ، إلا أن الانكماش لا يزال مستمراً ولا يبدو أن استعادة النمو تبدو قريبة وذلك على الرغم من التراجع المستمر لتشاؤم المستثمرين والأفراد خلال الأشهر الثلاثة الفائتة.

ذات الحال تقريباً في بريطانيا لكن مع علامات أكثر إيجابية في قطاع الخدمات في مقابل استمرار هشاشة سوق الأسكان التي تتمثل في الطلب الضعيف والتراجع المستمر لأنشطة الانشاء.

قد تدفع جوانب الضعف السابقة في حال استمرارها مطولاً وتفاقمها صناع السياسة النقدية في كلا الاقتصادين إلى إعادة النظر في التمسك بأسعار الفائدة المرتفعة والاتجاه إلى خفضها في وقت ليس ببعيد.

هذا التفاوت في اتجاهات عبر ضفتي الاقتصادات قد يبقي المستثمرين أكثر انجذاباً إلى السندات الأمريكية. هذا ما تجلى فعلاً عبر المزيد من التدفقات الضخمة نحو صناديق السندات خلال الشهر الفائت وطيلة النصف الثاني من هذا العام.

يبدو أن اتساع فجوة العوائد يعكس بعض من الجوانب حول المسار المستقبلي لسعر الفائدة على جانبي الأطلسي. فمن ناحية، يبدو أن الولايات المتحدة تتجه إلى تحقيق الهبوط الناعم للتضخم وتجنب الركود على الرغم من المستويات القياسية لسعر الفائدة وذلك مع متانة النظام المصرفي وربحية الشركات لكن مع بعض جانب الضعف في سوق العمل.

على الجانب الآخر، لا تزال مختلف الأنشطة الاقتصاد في منطقة اليورو تسجل المزيد من الانكماش وإن كان بوتيرة مستمر في التباطؤ، إلا أن الانكماش لا يزال مستمراً ولا يبدو أن استعادة النمو تبدو قريبة وذلك على الرغم من التراجع المستمر لتشاؤم المستثمرين والأفراد خلال الأشهر الثلاثة الفائتة.

ذات الحال تقريباً في بريطانيا لكن مع علامات أكثر إيجابية في قطاع الخدمات في مقابل استمرار هشاشة سوق الأسكان التي تتمثل في الطلب الضعيف والتراجع المستمر لأنشطة الانشاء.

قد تدفع جوانب الضعف السابقة في حال استمرارها مطولاً وتفاقمها صناع السياسة النقدية في كلا الاقتصادين إلى إعادة النظر في التمسك بأسعار الفائدة المرتفعة والاتجاه إلى خفضها في وقت ليس ببعيد.

هذا التفاوت في اتجاهات عبر ضفتي الاقتصادات قد يبقي المستثمرين أكثر انجذاباً إلى السندات الأمريكية. هذا ما تجلى فعلاً عبر المزيد من التدفقات الضخمة نحو صناديق السندات خلال الشهر الفائت وطيلة النصف الثاني من هذا العام.

سامر حسن- محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com