معركة خان يونس.. إسرائيل وأميركا أمام صدام متوقع

  • شارك هذا الخبر
Thursday, December 7, 2023

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن معركة خان يونس جنوب قطاع غزة، تهدد بوضع إسرائيل على مسار تصادمي مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي دعت إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.

وتعتبر مدينة خان يونس هدفاً حاسماً للجيش الإسرائيلي من الناحية الاستراتيجية والرمزية، خصوصاً أنها تعد "المخبأ المشتبه به" لزعيم حركة حماس يحيى السنوار، وأهم معقل عسكري للحركة الفلسطينية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وتقول الصحيفة إن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة في الأوقات العادية، تضاعف حجمها تقريباً مع نزوح سكان غزة إليها من المناطق التي تعرضت للقصف، وهذا يجعلها ساحة معركة وسط الأحياء المزدحمة.

وإسرائيل أمام خيارين، وفقاً للصحيفة، الأول هو مواصلة شن حرب تقليدية ضد ما تبقى من حماس من خلال الغارات الجوية والقوات البرية والمدفعية التي تسببت أيضاً في سقوط ضحايا من المدنيين، أما الثاني هو التحول إلى عمليات محدودة للقوات الخاصة، وهو قتال من المحتمل أن يستمر لسنوات ويحظى بدعم الولايات المتحدة ولكنه يتطلب أيضاً وجوداً طويل الأمد يمكن انتقاده باعتباره احتلالاً.
في إسرائيل الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمسؤولين في حكومة الحرب الإسرائيلية إن إدارة بايدن تعتقد أن الصراع يجب أن ينتهي في غضون أسابيع، وليس أشهر، حسبما قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على المناقشات.
وذكر المسؤولون أن المسؤولين الإسرائيليين لم يقدموا أي ضمانات، لكنهم أعربوا عن اهتمامهم بالعودة إلى الحياة الطبيعية، خاصة حتى لا تتعرض البلاد لضربة اقتصادية .
وقال مسؤول أمريكي: " ندرك جميعاً أنه كلما طال أمد هذه الحرب، أصبحت الأمور أكثر صعوبة على الجميع".

كما استخدمت الولايات المتحدة وإسرائيل خطاباً مختلفاً حول أهداف الحرب، حيث ركزت الولايات المتحدة على إنهاء حكم حماس في السلطة، بينما تحدث بعض المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، عن القضاء على الجماعة المسلحة، وهو أمر تراه واشنطن مستحيلاً، بحسب الصحيفة.
وهناك أيضاً بعض التناقض بين مواقف الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن حجم المساعدات المسموح بدخولها إلى غزة ومتى يتم التفاوض من أجل إطلاق سراح الرهائن، ومن بينهم على الأقل 8 مواطنين أمريكيين إسرائيليين مزدوجي الجنسية.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن أهدافهم تظل متوافقة مع الولايات المتحدة، حتى لو اختلفت الرسائل في بعض الأحيان.
ويخيم على كل ذلك شعور بأن الضغط السياسي الداخلي على الرئيس بايدن، مع قرب الانتخاب، قد وضع حداً زمنياً لمثل هذا الدعم النشط للمجهود الحربي الإسرائيلي.
وتظهر استطلاعات الرأي أن دعم بايدن لإسرائيل أثار استياء الديمقراطيين ذوي الميول اليسارية، مع انتشار صور الأطفال القتلى وغيرهم من المدنيين الأبرياء عبر الصفحات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وقال بلينكن أخيراً، إنه أبلغ المسؤولين الإسرائيليين أن عدد القتلى المدنيين المرتفع بسبب الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة يجب ألا يتكرر في الجنوب.
ومع ذلك، أكد المسؤولون أن حجب المساعدات الأمريكية عن إسرائيل والعقوبات المحتملة الأخرى ليست مطروحة على الطاولة بعد، إذا لم تلتزم الدولة العبرية لدعوات واشنطن.
ولم تؤكد إسرائيل إن كانت ستنقل القتال إلى رفح بعد خان يونس.

وتهدد رفح بأزمة إنسانية أكثر تحدياً من خان يونس، حيث يوجد مئات الآلاف من الفلسطينيين المحاصرين بين الجيش والحدود المصرية، وسط تأكيدات أمريكية أن تهجير سكان غزة هو خط لا ينبغي لإسرائيل أن تتجاوزه.
وخارج غزة، تنقسم الولايات المتحدة وإسرائيل أيضاً حول كيفية الرد على ميليشيا الحوثيين المدعومة إيرانياً، التي استهدفت التجارة في البحر الأحمر.
وكشفت مصادر أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل السماح للجيش الأمريكي بالرد على الحوثيين، بداً من المخاطرة برد إسرائيلي قد يؤدي إلى توسيع الصراع.


24.AE