اليوم هو الرابع من هذا الشهر. ومثل كل رابع من كل شهر منذ ثلاث سنوات ونصف، نأتي ونقف هنا أمام المرفأ لإضاءة الشموع لراحة نفس ضحايانا لأننا متأكدون أن الذين سبقونا يسمعوننا اكثر من اهل الأرض! ولأننا لم ننسَ كما نسي كثيرون وتعايشوا مع الجريمة! نسوا أن العاصمة تفجرت في ثالث اكبر انفجار غير نووي في العالم! دمرتم بيروت وقتلتم شعبًا بلا رفّة جفن وضربتم بعرض الحائط كل مذكرات التوقيف والجلب، لا بل القضاء برمته تستعملونه لمصالحكم وتعطلونه لمصالحكم أيضًا! أنتم السياسيون وبعض القضاة والامنيين، تاجرتم وقمتم بصفقات وعطلتم التحقيق والعدلية ألف مرة ولا زلتم مثابرين على اجرامكم بكل وقاحة !
اما بخصوص مشروع القانون المعجل المكرر الذي تقدم به بعض النواب الداعمين والمتعاطفين مع قضيتنا على حد تعبيرهم، والذين طالبوا فيه أن يكون الموظفون المدعى عليهم بتصرف رئيسهم التسلسلي أو المرجع المختص، فسقط سهوًا منهم أن لا يفصلوا قضية المرفأ عن باقي قضايا الفساد... لأنه لا يمكن مساواة جرم المرتشي بجرم الذي أدخل النيترات! ولا يمكن أن يكون المرتشي في وظيفته في نفس الخانة مع الذي تواطأ وأدخل النيترات. هذا المشروع يجب أن يعدل فورًا ولن نرضى أن يمر.
كما نطالب القاضي حبيب رزقالله أن يباشر بالتحقيق من دون تلكؤ لأن العطلة القضائية انتهت منذ أشهر وباتت العطلة القضائية المقبلة قريبة.
ونطالب أيضًا مجلس القضاء الاعلى بتشكيل الهيئة الاتهامية من قضاة شرفاء لا يسمعون سوى صوت ضميرهم لأنه رغم كل شيء نحن على ثقة أنه لا يزال هناك قضاة شرفاء في لبنان! ولأن القضاء والدول المعنية التي نعول عليها لمساعدتنا على تحقيق العدالة بقضية المرفأ باتت بموقف المتفرج لا يعنيها لا حقوق الإنسان ولا الابادة الجماعية. بل تواطأت مع المجرم وشرعت القتل والدمار. كما حصل في غزة. فكيف لنا أن نبني أمالنا على هكذا مجتمع دولي ومؤسسات تدافع عن حقوق الأنسان أن تساعدنا في تحقيق العدالة. وهذه الدول ذاتها لم تسلم القضاء اللبناني حتى الآن صور الأقمار الصناعية لكارثة ٤آب!
وفي الختام، لكل المسؤولين الذين بات صوتنا ومثابرتنا لمعرفة الحقيقة كاملة حتى العدالة يزعجانهم، نسألهم: هل أنتم يا مسؤولين سياسيين كنتم او قضاة أو قوى امنية، لو كان أحد من اولادكم أو أهلكم أو إخوتكم ضحايا في هذا التفجير، هل كنتم سترضون أن تحبس دماء ضحايانا في الجوارير والملفات المغلقة وأن يسرح ويمرح كل من أُطلِق سراحه بصورة غير قانونية؟
نعدكم، كرمى لعيون ضحايانا ودمائهم، ولعيون الجرحى وأوجاعهم، أننا لن نستسلم، وأن العدالة آتية آتية آتية مهما طال الزمن.