العميد د. علي عواد- في ضوء حراك قدامى المحاربين وسواهم تجربة حول إنتفاضة العدالة 2019

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 23, 2023

حيث أننا اليوم في مركز عملنا خارج لبنان فتتعذّر المشاركة في الساحات بهدف الرصد العلمي والتحليل الموضوعي من أجل التقويم والكتابة والتصويب وطرح مسارات الحلول كما فعلنا على مدى سنوات،ولكن سنعرض في المضمون التالي تجربة حيّة علّها تكون غنية وتضيء قليلاً للمنتفضين الذين ينزلون اليوم الى الساحات.
  أولا- في بدايات الانتفاضة بتاريخ ٢٨ ت١ ٢٠١٩ - وبعد رصد علمي وتحليل موضوعي هادف - كتبنا اول مدونة سلوك نشرتها صحيفة اللواء ووسائل التواصل الجماهيري، فتلقفها (مديرو! ورموز!) الإنتفاضة - اي أولئك أظهروا أنفسهم أنهم محرّكيها والذين لم نكن «نعرفهم!» أو نعرف مرجعياتهم او مصادر تمويلهم لكننا وثقنا بهم في البدايةً ثقة كبيرة - ونشروها على اللوحات الالكترونية والكرتونية العملاقة في ساحتي الشهداء ورياض الصلح..ولكن : هل كان يكفي نشرها أم كان يجب تطبيقها وترجمتها على أرض الواقع؟ هل تمّ احترامها والتقيد بها؟ الجواب عند القاريء الذي نطلب اليه مراجعة «مدوّنة سلوك إنتفاضة العدالة 2019»
المنشورة في صحيفة عدد ٢٨ ت١ ٢٠١٩  
http://aliwaa.com.lb/share/212877

ثانياً - في وسط الانتفاضة - بتاريخ ١٠ نيسان ٢٠٢٠ - وبعد رصد علمي وتحليل موضوعي هادف - نشرنا في صحيفة الجمهورية مقالا بحثيا استشرافيا بعنوان: (انتفاضة العدالة 2019، هذه خريطة طريق أو تخبط وهزيمة). ولكن، هل كانت هذه الرؤية العلمية كافية إذا لم يكن هناك من فكرٍ نيّرٍ يقرأ وقرار موحد يفعل وإرادة صلبة تنفذ ونوايا وطنية طيبة تضحّي؟ الجواب أيضا عند القاريء.

ثالثاً - عشنا نبض الانتفاضة وواكبناها « يوما بيوم ونَفَساً بنَفَس» وبحثنا وكتبنا حول كلّ « يوم ونفس» بعد ان شاركنا في الساحات خصوصا في ١٧ و٢٠ و٢٧ ت١ وفي المفاصل الهامة كي نرصد انماط الخطابات السياسية والسلوكيات، ثم استشرفنا ووضعنا السيناريوات المتوقّعة من قبل خصوم الانتفاضة الماكرين، كما وضعنا الحلول المتوجبة على (مديري! ورموز!) الانتفاضة، وحذّرنا مراراً ونبّهنا تكراراً، كما حاولنا ترجمة «ميثاق انتفاضة العدالة ٢٠١٩» و»استراتيجية الامن القومي اللبناني» بما تتضمنه نظرية «الحوار الصلب» حول مسائل وطنية تاسيسية ميثاقية جوهرية مثل : الاصلاحات البنيوية، السيادة، قرار السلم والحرب، الحياد، التربية، الاعلام ... الخ : ولكن صرخاتنا بقيت في وادٍ سحيق لسببين : لا رأي لمن لا يطاع، وبقاء أغلبية الاصوات العالية الهادرة من نصيب المال وحظ الاعلام المسبق الدفع.
رابعاً - حيث انه لم يتم الالتزام برؤية خريطة طريق الانتفاضة ومدونة سلوكها، وبعد أن استشرفنا محاولات إجهاض زخمها ب: الدسّ الذكي، العنف المبرمج، الشغب المنظّم المسبق الدفع، التحقيقات المفبركة، الاستدعاءات غبّ الطلب، الترهيب والترغيب، الاشتباكات المسلحة والتوترات الأمنية المُستحضَرة، الإغراق الاعلامي السّام ...الخ وبالتالي كان لا بد من مقاربة علمية بحثية هادفة حول «ميثاق الاعتدال لبناء الدولة في لبنان» وضرورة العمل على نشر ثقافة الانتفاضة وثقافة المواطنة وثقافة الاعتدال وثقافة الرفض وثقافة التغيير وثقافة الحوار وثقافة بناء الدولة وثقافة الإنتخاب والتمثيل الوطني ...ألخ ... كي يكون الحصاد مؤكّداً في انتخابات العام ٢٠٢٢، اذ ان التغيير باتجاه بناءِ دولةٍ ووطن غير مستحيل ولكن يلزمه رؤيةً علمية ونهجاً واضحاً وصبراً طويلاً واستعداداً للتضحيات.. ولكن، ماذا كانت أفعال (المديرين! والرموز!) الذين كان بيدهم قرار الساحات والميدان والاعلام والمال؟ الجواب ايضاً عند القاريء في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة ومآل اشكالية التغيير وخيبات التغييريين!.
 خامساً - في الخلاصة : لنعد الى قراءة ما كتبناه وقلناه نحن وغيرنا على مدى سنوات أربع في قراءات بحثية معمقة، لنرصد سلوكيات (الشعوب والجماهير!) اللبنانية والفيديراليات الحزبية-الطوائفية-المذهبية في الامر الواقع الحالي، فنتبصّر الحلول «العلمية-الفكرية» والعملية التي كتبناها بوضوح طيلة سنوات يوماً بيوم وحدثا ً بحدث، ولن ينقصنا الا التنفيذ بهدي خلاصاتها وتوصياتها من أجل بناء الدولة والعيش الكريم في وطن...فيكون النزول الى الساحات ليس من أجل راتب فقط بل من أجل بناء الدولة وبقاء الكيان اللبناني..
... ولن يكون لنا دولة دون «فكر الدولة».


اللواء