خاص - لا رئاسة قريبا: فشل مسعى تمرير فرنجية بالوقت الضائع - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, March 19, 2023


لم تنجح المحاولات الفرنسية وتلك التي يقودها "الثنائي الشيعي" داخليا بانجاز عملية سريعة نظيفة وخاطفة تؤدي لانتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. فهم الذي حاولوا الاستفادة من المناخ الذي ارساه الاتفاق السعودي- الايراني سريعا من خلال الضغط على اكثر من مستوى لاستثمار اللحظة الاقليمية "المفصلية" بما يخدم اجندتهم الرئاسية، لم يوفقوا بجر الرياض، المنهمكة بأكثر من ملف يفترض ان يبت تباعا مع عودة العلاقات مع طهران، للسير بتسوية بالملف اللبناني تقول بانتخاب فرنجية مقابل تعيين السفير السابق نواف سلام رئيسا للحكومة، وهما شخصيتان تفضلهما باريس، وقد وافق حزب الله على السير بسلام رغم موقفه المعروف منه لضمان رئاسة فرنجية.
وفي هذا المجال تقول مصادر واسعة الاطلاع ان "مواقف رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الاخيرة والذي التقى قبل نحو اسبوع السفير السعودي، وقوله بالفم الملآن ان فرنجية مرشح "تحد" والمطلوب مرشح، هي مؤشر واضح لكون طريق رئيس "المردة" غير معبدة بعد الى قصر بعبدا وان السعوديين ليسوا بصدد تقديم اي تنازل في الملف اللبناني رغم اعتبار حزب الله وحلفائه ان سيرهم بنواف سلام يشكل تنازلا مقابلا من طرفهم". وتشير المصادر الى ان "الشهرين المقبلين سيكونان بمثابة اختبار لمدى نجاح اتفاق الرياض- طهران على ان يتخللهما بت بملفات تحظى بأولوية لهما وعلى رأسها اليمن، ليحين موعد البت بالملف اللبناني بوقت لاحق والارجح ان احد الطرفين سيقدم تنازلا في ملف آخر للحصول على مكاسب على الساحة اللبنانية والعكس صحيح. اما كل ما يحكى عن عدم تدخل البلدين بالشؤون اللبنانية فكلام لا ينطلي على احد خاصة انهما البلدان الاكثر تأثيرا لبنانيا، خاصة في مرحلة البلد بأمس الحاجة للدعم والمساعدات الخارجية". ولا تعتبر المصادر ان "عدم امكانية تمرير فرنجية راهنا تنسف حظوظه كليا، من منطلق ان لا شيء يمنع ان يتم التوافق على اسمه في مرحلة لاحقة، لذلك تحرص المملكة على عدم رفع فيتو بوجهه".

ويبدو واضحا ان باريس ورغم انشغالها بشؤونها الداخلية التي تفجرت مؤخرا في الشارع الباريسي الذي تشبّه بشوارع بيروت، لن تفلت الملف اللبناني من يدها. فهي التي تتخذ دور الوصي منذ فترة، ستبقى تحاول العمل على خروقات لا تضع الملف طويلا على رفوف الانتظار خاصة وان هناك اكثر من استحقاق داخلي وابرزها استحقاق تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان في تموز المقبل تتطلب انجاز "الرئاسة" قبل ذلك، هذا اذا افترضنا ان الحاكم الحالي رياض سلامة سيستمر بموقعه حتى ذلك الوقت.

ولعل المعطيات التي رشحت مؤخرا وبخاصة بعد اللقاء الفرنسي- السعودي في باريس في الساعات الماضية، دفعت البطريرك الماروني بشارة الراعي لدعوة النواب المسيحيين إلى يوم خلوة روحية وصلاة الأربعاء 5 نيسان في حريصا… دعوة البسها طابع صلاة وتأمل علما ان باطنها معروف ويهدف لحث النواب ومن خلفهم القيادات المسيحية على التفاهم على رئيس للبلاد واستعادة الطابة الى الملعب المسيحي. وهنا تقول مصادر متابعة:"بدا واضحا ان مهمة المطران انطوان أبو نجم لم تنجح كما ان البطريرك الراعي لن يجازف بدعوة الاقطاب او النواب الى اجتماع تحت عنوان التفاهم على رئيس وهو يدرك ان حظوظ الفشل تتقدم بأشواط على حظوظ النجاح، لذلك وجد "تخريجة" للتحرك من دون ان يلزم نفسه بنتائج مبهرة".

بالمحصلة، بات محسوما ان ملف الرئاسة الذي تحرك بقوة في الاسبوعين الماضيين عاد الى مربع الانتظار، وانه صار منذ مدة خارج الملعب اللبناني… لذلك وحتى تتبلور انعكاسات التسوية السعودية- الايرانية على لبنان، سيكون على اللبنانيين التعامل مع مزيد من مظاهر الانهيار وتفكك الدولة!

بولا أسطيح