خاص - مافيا مولدات الكهرباء هكذا يسرقون.. - مارغوريتا زريق

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 17, 2022

خاص - الكلمة أونلاين

مارغوريتا زريق

فوضى قاتلة، فقر بطالة وذل مستشري، الحكام مشغولون في حروب الحصص والصلاحيات والرئاسة، ، في حين ان حياة المواطنين يتحكم بها الجميع الا أنفسهم . صحتهم، حياتهم، اولادهم، مستقبلهم ،بيوتهم كلها رهن الآخرين ،من أصحاب السوبرماركات، الى اصحاب المواد الغذائية ، الى شركات الهاتف، اصحاب المحال التجارية ، أصحاب المحطات وغيرهم ... لكن أخطرهم أصحاب المولدات الكهربائية.
أصبح المواطن بكل ما في الكلمة من معنى في قبضة أصحاب المولدات .

هذه الأزمة اليوم تخطت كل الحدود وتحول اللبناني الى سجين محاصر بين اهتراء الدولة ومزاجية أصحاب المولدات ، هذا طبعا بالاضافة الى كل الأزمات التي تميز بها هذا الزمن الرديء، والغالبية أصبحت بين حلّين اما العيش في أحضان العتمة الشاملة واما دفع كل الراتب للمولدات والعيش في أحضان الفقر الشامل.

هكذا اكتمل سيناريو قهر المواطن .تقصير على كافة الأصعدة بدءا من الوزارة المختصة وصولا الى البلديات ، متجاهلين أو مقصرين أو متواطئين ، وأتت أزمة المحروقات لتفاقم الوضع.

إعتدنا على مواجهة المحتل والعدو لكن لم نشهد يوما مواجهة بين ابناء الوطن وانحطاط وذل الى هذا الحد، فأصبحت الشكاوى تصل بالمئات وصرخات الاستغائة لا تحصى، وكما العادة، مع بداية كلّ شهر، يصاب اللبناني بالقرف واليأس. وكل اول شهر تصلك رسالة تصيب المشترك بالذهول والصدمة بسبب قيمة الفاتورة، مما يدفع العديد من المواطنين الى اتخاذ قرار ايقاف الاشتراك، لعدم قدرتهم على الدفع، ولرفض اصحاب المولدات اي تسوية او تقسيط، كل ما يقدمونه لهم جواب بسيط " اذا مش عاجبك روح تشكى ، او طفي الاشتراك".

في هذا السياق وردتنا شكاوى عديدة ، منها أنّ صاحب الاشتراك يصدر الفواتير بالليرة وبالدولار في آن واحد، وهو أمر مستغرب، وهذا مخالِف لقرار وزارة الاقتصاد، ومنهم من يفرض ضريبة على القيمة المضافة TVA على فاتورة الاشتراك ضارب عرض الحائط قرار الوزير، والبعض الآخر يضع زيادات على الفواتير بما يحلو له بحجّة ارتفاع سعر الدولار فى السوق السوداء، ويقرر في اي يوم يقوم بجباية الفاتورة حسب ارتفاع سعر الصرف، واذا حصل معجزة وانخفض السعر يرفضون التسعيرة الجديدة بحجة انهم دفعوا سعر المازوت على السعر السابق المرتفع. وكما تجري العادة يستعمل اللبناني ذكاءه للاحتيال فقط ول"يتمرجل " ويسرق اخيه في الوطن، وبحسب الشكاوى الواردة ، فكرة مبتكرة جديدة تبلورت حديثاً، يلجؤون فيها الى سرقة كهرباء الدولة وتحويلها الى المشتركين على انها كهرباء مولد، اما عن بدعة ال700 متر حدث ولا حرج، مناطق عدة ساحلية تدفع فواتيرها على انها تقع على علو اكثر من 700 متر وهي لم تتخطى حتى 200 متر.
وأكثر، لا يتحمل اصحاب المولدات اي عبء يترتب من تغيير عدادات الى تصليح عطل يطرأ ، بل يتم زيادتها على المشترك .
هذه الشكاوى وغيرها وردت من عدة مناطق في المتن وبيروت والشمال والجنوب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، الضبيه ، الدوار ،ذوق الخراب، المنصورية، طرابلس وعدة مناطق اخرى.

انهم دويلة داخل دولة، طبعا نحن لا نعمم، انما من يقوم بهذه التعديات والسرقات والمخالفات، اما شخص لا يتمتع بالضمير، ام مدعوم من جهة سياسية، ام الاثنين معا.
في الختام ، في ظل ال "لا" دولة و"لا" محاسبة ، نقول لمن يسرق النور من عيون اللبنانيين ، نتفهم ان يكون الحكام فاسدين في لبنان غير آبهين بأوجاع الشعب ومعاناته اليومية ، انما انتم من رحم الشعب،لا نطلب ان تحملوا مسؤولية ما اوصلتنا اليه دولتنا، فقط احملوا ضميرا حيا.