خاص - لائحة سرية بـ3 مرشحين مفضلين لبكركي..وهذه خطة باسيل للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي - بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 26, 2022

خاص - الكلمة أونلاين

بولا أسطيح


في اطلالته التلفزيونية الأخيرة عقّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل مشهد الانتخابات الرئاسية المعقد أصلا. ففيما كان كثيرون، ومن بينهم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، يتوقعون أن يخرج باسيل ليُرسل اشارات ايجابية بخصوص امكانية دعم ترشيح زعيم بنشعي للرئاسة، شكلت مواقفه في هذا الخصوص مؤشرا سلبيا للاخيرة كما لحليفه الاساسي حزب الله الذي وان كان لم يدخل بعد مباشرة على خط قيادة الاستحقاق بما يضمن فوزه به من خلال شخصية محسوبة عليه، الا انه يراقب عن كثب توجهات حلفائه "الرئاسية" ليتدخل في التوقيت المناسب لتصويب الأمور بما يؤمن مصلحته العليا.

يعتقد البعض أن باسيل يتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي بذكاء، اي انه لن يُقدّم تنازلات مجانية سواء للحزب او لفرنجية من دون ضمان مكاسب كبيرة على اكثر من مستوى. من هنا كان اول موقف يطلقه بخصوص دعم فرنجية سلبيا من دون ان ينسف حظوظ وصوله الى بعبدا نهائيا. فهو آثر تعداد الاسباب التي لا تجعل من رئيس "المردة" مرشحا مثاليا للرئاسة وأبرزها تمثيله النيابي المحدود بمقابل تعداد تلك التي يفترض ان تجعله هو (اي باسيل) المرشح الطبيعي الاوفر حظا بخلافة العماد ميشال عون. فبالرغم من اعلانه اكثر من مرة انه غير متحمس اصلا للرئاسة، فضحته مواقفه واجوبته اكثر من مرة اذ بدا واضحا انه أكثر من متحمس لكنه مضطر للرضوخ للظروف التي تجعل من رئاسته أمر شبه مستحيل أقله في المرحلة الراهنة، وهو ما دفعه للقول انه ليس مرشحا طالما لم يعلن ترشيحه، اي انه لم يحسم بعدم نيته الترشح، اولا لأنه قد يكون يعول على فراغ رئاسي طويل الامد يخلق ظروفا جديدة قد تكون مؤاتية لوصوله الى بعبدا، وثانيا، لأنه يسعى لرفع السقف لمحاولة حث حزب الله وفرنجية على تقديم أكبر الأثمان لمباركة اي قرار بالسير برئيس "المردة" مرشحا رسميا للفريق المؤيد للحزب.

وابعد من ذلك، ذهب باسيل بالضغط على من يفترض انهما حليفاه (حزب الله وفرنجية) الى حد اعلانه انه قد يتلاقى من اخصامهم السياسيين على مرشح يدعمه للرئاسة.

فاذا ما حاولنا الوصول الى خلاصة بما يتعلق بموقف وقرار باسيل الاولي من الانتخابات الرئاسية، يبدو واضحا انه يدرك ان لا حظوظ له لكنه في الوقت عينه يسعى لتهشيم كل المرشحين الآخرين الذين يتم التداول بأسمائهم سعيا للوصول الى فراغ رئاسي. فالتوافق السلس على احد المرشحين وانتخابه في الموعد الدستوري المحدد سيشكل صفعة كبيرة لرئيس "التيار" الذي ردد اكثر من مرة خلال المقابلة انه لا يمكن التخلي عن معادلة الرئيس القوي اي الاكثر تمثيلا بهذه البساطة معلنا صراحة عدم توافقه مع بكركي بخصوص مواصفات الرئيس التي وضعتها وأبرزها ان يكون غير حزبي وحيادي.

وبالرغم من انشغال البطريركية منذ أيام بقضية المطران موسى الحاج، الا ان البحث والنقاش بالاستحقاق الرئاسي لا يزال متقدما في دوائر الديمان خاصة ان البطريرك بشارة الراعي نفسه أعلن صراحة ان ما يحصل مع المطران الحاج رسالة له شخصيا لتطويعه بالسياسة، ما يعني تلقائيا ارتباط الملفين الواحد بالآخر.

وبحسب مصدر مقرب من الراعي فان لديه لائحة بـ3 مرشحين رئاسيين مفضلين لن يعلن عن اسم اي منهم الا في الوقت المناسب، وهم مرشحون لا شك ينسجمون مع المواصفات التي كان قد وضعها اي انهم غير حزبيين وحياديين. ويقول المصدر ان "الراعي حين رعا تفاهم القيادات المسيحية في العام 2016 على ان يكون الرئيس واحدا منها، لم يكن مقتنعا بمعادلة الرئيس القوي اي الاكثر تمثيلا بقدر ما كان يسعى لمباركة اتفاق المسيحيين بين بعضهم البعض، اما اليوم فالمعطيات مختلفة تماما خاصة بعد دخول عامل اساسي جديد على الخط من خلال قضية المطران الحاج والمتمثل بمحاولة تخوين البطريركية والمسيحيين، ما يستلزم موقفا صارما من خلال تبني رئيس بمواقف واضحة في هذا الخصوص".

ويُدرك كل الراغبين بخلافة العماد عون ان معاداة الراعي في هذه المرحلة ليست في صالحهم، لذلك نشهد نوعا من الاجماع المسيحي حول الوقوف خلفه بقضية المطران الحاج وان كان البعض ينتقد في دوائره الضيقة الموقف الرسمي للبطريركية ويتماهى مع موقف أخصامها.

بالمحصلة، كل ما نعيشه اليوم ليس الا "تحمية" لمرحلة الانتخابات الرئاسية التي بات محسوما انها لن تمر بسلالة وستشهد الكثير من المفاجآت وعلى الارجح الخضات، فهل تكون قضية المطران الحاج بوابة لهذه المرحلة والى اي مدى سيبقى الموقف المسيحي واحدا موحدا في التحديات المقبلة في ظل الخلافات المستشرية بين القيادات المارونية؟