خاص- تيمور "الثاني".."الأمر لي"!- سحر الزرزور

  • شارك هذا الخبر
Friday, July 1, 2022

سحر الزرزور

خاص-الكلمة أونلاين


من يتابع الأحداث السياسية وتفاصيلها في لبنان، لا بد له أن يدرك أن أداء ومواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، في النسخة الثانية من ولايته النيابية الجديدة، تختلف كلياً عن النسخة الأولى.
وقد تجلى هذا الأمر بشكل واضح عبر "طحشاته" خلال الاستحقاقات الاخيرة في مجلس النواب، تحت عناوين محددة ولاءات واضحة لا مسايرة فيها.

فكما بات معلوماً، لم يكن جنبلاط الابن بصدد الادلاء بصوته للرئيس نبيه بري خلال جلسة انتخابات رئاسة المجلس بل كان يفضل استبدالها بوضع ورقة بيضاء، ما استدعى التدخل المباشر من والده الذي كان خارج لبنان قبل انعقاد الجلسة للعزوف عن هذا القرار، نظراً للصداقة التي تجمع الطرفين، وحفاظاً على ميثاقية واستقرار الجبل، وعدم تكرار تجربة الدعوة لعزل حزب الكتائب كما حصل في منتصف السبعينات على حد قول مصادر مقربة من المختارة، فتراجع عن قراره في اللحظات الاخيرة واقترع "اللقاء الديمقراطي" لبرّي.
أما بالنسبة الى الإستشارات النيابية الملزمة، فقد كان قرار تيمور حاسماً بعدم تسمية ميقاتي. وهذا الاسلوب نفسه سيعتمده في الإستحقاق الرئاسي، على قاعدة "الأمر لي".

وتضيف المصادر ذاتها أن الزعيم الجنبلاطي الشاب، الذي تعاطى مع الواقع السياسي والحزبي بعقلية غربية خلال السنوات الماضية، بدأ يقرأ في كتاب الناس ومطالبهم، من محازبين وأنصار وقواعد شعبية وحاجة الناس الى التغيير لحد وصولهم إلى انتخاب 13 نائباً تغييريا"، ما دفع الاخير لأن يكون صارماً مع نواب اللقاء الديمقراطي: "الخطأ ممنوع، والعمل مطلوب، ولن أسمح بالتقاعس والتقصير، فالناس ستحاسب".



وتعلياً على الكلام عن أن رئاسة تيمور جنبلاط للحزب التقدمي الاشتراكي هي بمثابة زعامة مطلقة، تقول المصادر بأن التحضيرات للجمعية العامة للحزب، قد تنطلق خلال الأشهر القليلة المقبلة لانتخاب قيادة جديدة للحزب، وهذه القيادة هي من تنتخب الرئيس، وعليه، فإن رئيس "اللقاء الديمقراطي" منتسب حزبياً، ما يسمح له بأن يخوض معركة رئاسة الحزب، أكان ترشيحاً أو تزكيةً. وبمعنى آخر، فإن تسلّم تيمور رئاسة الحزب التقدمي، بات مسألة وقت، وأن تغييرات ستحصل على هيكلية الحزب تنظيمياً، لكي تتلاءم وتتطابق مع المواصفات التي يريدها الاخير، الذي يحيط به فريق من المستشارين الشباب، ومن يتمتعون بخبرة سياسية وحزبية. عدا عن أن "اللقاء الديمقراطي" قد تقدّم بمشروع قانون لإلغاء الطائفية السياسية، كخطوة جدية نحو التغيير.


الا ان السؤال المطروح، هل أخذ النجل الضوء الأخضر من سيد المختارة؟ وهل يتحضّر لاتخاذ القرارات السياسية وغير السياسية بعيداً عن الماضي وتداعياته، أي عبر الخروج عن مظلّة والده؟
تقول المصادر بأن جنبلاط الأب، طلب من كبار مستشاريه في كافة الحقول والميادين، أن يكونوا إلى جانب تيمور، وقد تجلى ذلك في الأيام القليلة الماضية على هامش استقبالات السبت التقليدية في دارة المختارة.

وللاستحقاقات القادمة أن تثبت مدى جدية هذا الاداء وحقيقته فيكون قدوة أو عبرة للآخرين، على ألا يختلط التغيير بالشعبوية وألا تصطدم النسخ الجديدة من الاحزاب والتكتلات بقعر جهنم الذي لا يزال ينحدر صوبه البلد، حيث سيتعذر على الجميع ممارسة الحياة السياسية، بأي شكل كانت.



سحر الزرزور