ولاء مظلوم يكشف «اكبر الفاسدين» في «حزب الله».. بالارقام والوقائع!
شارك هذا الخبر
Sunday, December 29, 2019
يستمر نجل الشهيد القائد حسين علي مظلوم المعروف بالحاج ولاء، عبر حسابه الخاص على موقع فيسبوك بنشر فضائح “حزب السيد”. وولاء ملاحق قضائياً من مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا بسبب ما يدلي به من معلومات يبدو انها تضرب في مقتل في بيئة الحزب ومناصريه وتهز صورة مسؤوليه الكبار “المنزهة” عن كل شيء وخارج المحاسبة والمساءلة. وفي هذا النص يسرد ولاء علي مظلوم عبر صفحته على الفايسبوك :” قصة اكبر الفاسدين في “حزب الله” وهو مسؤول وحدة النقل في “حزب السيد”، أو ما يعرف بوحدة ٤٤٠٠ المدعو محمد جعفر قصير، مواليد العام ١٩٦٧ من بلدة دير قانون النهر الجنوبية، وهو شقيق الاستشهادي أحمد قصير الذي فجر نفسه عام ١٩٨٢ بمبنى الحاكم العسكري الصهيوني في صور. عقوبات اميركية وفي ايار من عام 2018 وضع اسم محمد جعفر قصير المعروف باسمه الحركي الحاج فادي، على لائحة العقوبات الاميركية. وذكرت الخزانة الأميركية ان قصير هو المسؤول المالي لجماعة حزب الله ومسؤول عن نقل الأسلحة الإيرانية من سوريا إلى لبنان. واتهمت الولايات المتحدة قصير ومقربا من نصرالله، بلعب دور الوسيط في نقل الدعم المالي من فيلق القدس الايراني إلى حزب الله. ويتولى وحدة نقل الأسلحة الدقيقة بحزب الله، ويعرف بقربه الذي أوكل إليه العديد من المهام الحساسة، كما يدير نشاطات غير الشرعية، مثل تجارة وتهريب المخدرات والتبغ من سوريا إلى لبنان، مستغلا في ذلك نفوذه داخل الحزب. “طاقة القدر” ويقول ولاء ان لمحمد قصير أسماء حركية عدة منها “فادي” و “الحاج ماجد”، وهذا الأخير هو الإسم الأشهر الذي ذاع صيته في السنوات القليلة الماضية كأحد أبرز الأسماء المرتبطة بالفساد والثروة في الحزب. بدأ “الحاج ماجد” رحلة الفساد في العام ٢٠٠٨، ومع توسع انتشار حزب الله في الجغرافيا السورية توسعت صلاحيات وحدة النقل التي يرأسها بشكل كبير وتضخّمت موازنتها بما يتلاءم مع حجم المهام الجديدة الموكلة اليها، الأمر الذي فتح له ابواب المجد والثروة، خصوصا بعد اغتيال القائد العسكري مصطفى بدر الدين الذي كان حجر عثرة في طريقه، وكان يسعى على الدوام الى الحد من صلاحياته وإعاقة نشاطاته من باب التنافس على النفوذ والسلطة، وغالبا ما كانت تصل الأمور بينهما الى حد الخلاف والقطيعة، وتؤكد مصادر مطلعة من داخل الحزب ان “الحاج ماجد” كان من أول الواصلين الى مكان تصفية بدر الدين في قصره قرب مطار دمشق الدولي. دعم ايراني ويتابع مظلوم أتاحت المهام المناطة “بالحاج ماجد” له أن يبني علاقات واسعة مع قيادات الحرس الثوري الايراني، كما تعززت علاقاته خلال سنوات الحرب مع القيادة السورية، وبات يحظى بصلاحيات مالية وأمنية هائلة شملت مطار دمشق وبعض المرافئ السورية والنقاط الحدودية بين سوريا والعراق ولبنان، ويبدو أنه فهم اللعبة جيدا فاختار بدلا من العمل المقاوم التفرغ لجمع الثروة وبناء القصور والتمتع بملذات الحياة الدنيا عملاً بالآية الكريمة : “ولا تنسَ نصيبك من الدنيا”. وباعتبار أنه مسؤول وحدة النقل فقد قرر بالشراكة مع ضباط ايرانيين، أن ينقل (يهرّب) التنبك والسجاد العجميين وغيرها من المنتجات الايرانية الى سوريا ولبنان، اضافة الى تهريب الدخان من سوريا وتخزينه في مستودعات كبيرة داخل الضاحية الجنوبية لبيروت بالشراكة مع شخص من آل رباح، وكل ذلك كان يتم باستخدام مواكب الحزب التي لا تجرؤ القوى الامنية اللبنانية والسورية على تفتيشها، كما أن بعض العاملين معه من دائرته الضيقة (اخوة واصهرة ومقربين) استغلوا مهامهم في مجال النقل لتهريب المخدرات من لبنان الى سوريا ومنها الى دول عربية وأجنبية، اضافة الى تهريب البضائع والسلاح ونقل بعض السوريين الى الأراضي اللبنانية مقابل مبالغ مالية كبيرة، وكل ذلك كان يتم تحت نظر “الحاج ماجد” وحمايته. وتجدر الاشارة الى أن شقيقه علي قصير هو شريك له في الكثير من عمليات التهريب خصوصا بين سوريا والعراق، ويشاركه أيضا في فساده عدد من مسؤولي الحزب الذين سنأتي على ذكرهم في مقالات لاحقة. حديد ومنافسة “الحلفاء”! ويشير مظلوم الى ان في العام الماضي قام “الحاج ماجد” بإدخال آلاف الأطنان من الحديد الايراني الرديء الى لبنان عبر العراق وسوريا، كما أنه يشارك أحد رجال الأعمال الشيعة في بعض الكسارات وقد ساعده هذا الأخير في تصريف الحديد المهرب، ويقال أيضاً أنه شريك لآل فتوش في بعض أعمالهم. ثروات هائلة و3 زوجات ويسرد ولاء مظلوم عن ثروة “الحاج ماجد”، التي تراكمت سريعا وتحول من مسؤول وحدة عسكرية الى مدير لامبراطورية مالية تمتد من طهران الى بيروت، فافتتح في لبنان مطعما فخما اسمه “مرجوحة” بفرعيه في الحدث وصور تديره زوجته الثانية، ويشاركه فيه مسؤول كبير من آل هدوان مقرب من الأمين العام للحزب، كما بنى قصرا في بلدة المشرف في قضاء الشوف بلغت تكلفته عدة ملايين من الدولارات، اضافة الى شرائه عقارات بآلاف الهكتارات وسرقته لعدد من الخيول العربية من إحدى المزارع خلال الحرب السورية ونقلها الى قصره في لبنان، وهو غالبا ما يبرر الثروة لمحيطين به بأنها لزوجته الثانية التي ورثت عن طليقها السابق الملايين، ولكنه ما لبث أن تزوج عليها الثالثة التي يقال أنها ابنة حاكم المصرف المركزي السوري السابق. ويملك الحاج ماجد أيضا شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت تبلغ قيمتها حوالي ٧٠٠ الف$ ومنزلا في بلدته دير قانون النهر، وتعيش عائلته -خصوصا ابناؤه من زوجته الثانية- حياة مترفة يسودها البذخ والتبذير، وتؤكد مصادر مقربة منه أنه اهدى زوجته الثانية في عيد الحب منذ عامين سيارة بورش باهظة الثمن، وأن ابناءه منها لا يأكلون الا في افخم المطاعم ولا يشترون ثيابهم الا من أفخر محلات الثياب في وسط بيروت، فيما علاقته بأولاده من الزوجة الأولى شبه مقطوعة. تاجر “غلوك” وتؤكد المصادر أيضا الى أن “الحاج ماجد” أدخل الى لبنان منذ عدة سنوات دفعة كبيرة من مسدسات غلوك الجيل الرابع بهدف التجارة، اضافة الى عشرات الأطنان من التنبك والدخان والسجاد والسلع الايرانية التي ضاقت بها المستودعات في الضاحية الجنوبية، حتى ان العارفين من عناصر الحزب كانوا كلما رأوا موكب السيارات رباعية الدفع ذات الزجاج الداكن تمر في شوارع الضاحية يتهامسون فيما بينهم: “وصلت حمولة التنبك”. ويعاون “الحاج ماجد” في ادارة اعماله المدعو نور الشعلان الذي اتهمه حزب الله منذ أشهر باختلاس مبلغ ٥ مليون $ وتم سجنه لدى وحدة الحماية (يرأسها فاسد من آل عواضة من بلدة كفردونين) لعدة أيام ولكن ماجد تدخل مستخدما نفوذه وعلاقاته مع الايرانيين فأطلق الحزب سراحه ليعود الى رأس عمله. والى جانب الشعلان يعاون “الحاج ماجد” المدعو محمد البزال المعروف في اوساط الحزب بالحاج معين. ويختم مظلوم: اخيراً فاحت رائحة فساده كثيرا الى حد أحرج الأمين العام، خصوصا أن بعض تجار الحديد المسيحيين اشتكوا من تهريبه للحديد الايراني الى لبنان ما أثر على تجارتهم، لذلك تمنى عليه نصر الله التخفيف من نشاطاته في مجال التهريب، الا أنه لم يكترث مستنداً الى علاقاته السورية والايرانية. وتفيد مصادر مطلعة أن الإيرانيين تدخلوا سريعا لحمايته، وفي رسالة ايرانية لمن يعنيهم الأمر ظهر “الحاج ماجد” بشكل مفاجئ يتوسط الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الايراني حسن روحاني خلال زيارة الاسد الاخيرة الى ايران. ويختم مظلوم نصه بالقول: هذا غيض من فيض فساد كوادر الحزب الذين وصفهم حسن بالمجاهدين الشرفاء، ولدينا مزيد”.
من هو الحاج فادي رجل أموال حزب الله؟ سامي خليفة/المدن/18 أيار/2019 كثيراً ما تنشر إسرائيل معلومات عن عمليات التهريب، التي يقوم بها حزب الله في منطقة الشرق الأوسط، من دون التطرق إلى الأسماء. وبعد تردد اسم محمد جعفر قصير، المعروف بالحاج فادي، خلال الأشهر القليلة الماضية، نشر الكاتب الإسرائيلي، يوآف ليمور، تحقيقاً مطولاً في صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مسؤول تهريب الأسلحة والمال للحزب اللبناني. رجل الظل ولد الحاج فادي، 50 عاماً، في قرية دير قانون النهر جنوب لبنان. يمضي قصير معظم وقته على الطريق بين بيروت ودمشق. وهو شقيق حسن قصير، صهر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله. لكن قليلاً من الناس يعرفون من هو، أو حتى ماذا يفعل. كان الحاج فادي، حسب ليمور، يتعامل مع تهريب حزب الله على مدار العشرين عاماً الماضية، منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. وهو يعمل بحرية في سوريا، ويتمتع بدعم من النظام ومستوى عالٍ من القدرة على الوصول إلى المسؤولين في هذا المجال. وهنا تجدر الإشارة إن قربه من الأسد، الذي كشفته صورة طهران في شباط الماضي، يوضح أن أي شخص يعتقد أن دمشق شعرت بالاستياء من نشاط حزب الله داخل حدودها كان مخطئاً. فحزب الله وقادته مرحب بهم في سوريا، ولهم الحرية في فعل ما يحلو لهم. عمليات التهريب يتمتع الحاج فادي بحرية بالتواصل المباشر مع كبار ضباط الجيش السوري. إذ يشير ليمور بأن معظم قوافل التهريب تمر عبر الحدود السورية اللبنانية. وهي تشمل أسلحة من طهران، وكذلك بعض الأسلحة المصنعة في سوريا. ويقوم قصير بالإشراف على نقل الأسلحة، عبر المعابر غير الشرعية، بالقرب من الزبداني في لبنان والقصير في سوريا. وأحياناً، تُستخدم البنية التحتية المدنية اللبنانية مثل معبر المصنع الحدودي، الذي حاول من خلاله عدة مرات تهريب أجزاء من صواريخ عالية الدقة إلى حزب الله. قامت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة بشن غارات مكثفة على الأهداف الإيرانية في سوريا. وكان الممر الجوي إلى مطار دمشق الدولي هدفاً رئيسياً للغارات. إذ اعتبرته الدولة العبرية قاعدة رئيسية للتهريب الإيراني. إلا أن الحاج فادي، حسب ليمور، كان هو القناة الرئيسية لكل عمليات التهريب، من الأسلحة إلى المياه المعدنية، التي جرت عبر المطار لحزب الله في لبنان أو القوات الإيرانية في سوريا. ارتياب الروس يعود ليمور بالذاكرة إلى أيلول 2018، عندما أسقطت إسرائيل طائرة مقاتلة روسية في سوريا، مما تسبب في موجة من التوتر بين تل أبيب وموسكو. وهنا يروي ليمور بأن كل شيء بدأ عندما استهدف سلاح الجو الإسرائيلي آلة لتصنيع صواريخ دقيقة لمنع إرسالها إلى لبنان، وهو مشروع كان الحاج فادي سيشرف على تهريبه. بعد هذه الحادثة، يشير الكاتب الإسرائيلي بأن موسكو عبرت عن ارتيابها، عبر توضيحها لحلفائها في سوريا أن الهدف هو محاربة الإرهاب، وأي عمل آخر من قبل حلفائها سيعطل عملية استعادة الهدوء إلى سوريا. لم يكن النقد الروسي حينها موجهاً إلى شخص محدد، لكن ليمور يجزم بأن كل من يعمل في دوائر القرار يعلم أن الروس كانوا يشيرون إلى الحاج فادي. فموسكو تعرف اسمه جيداً، وقد دفع نشاطه المالي، وخصوصاً في صناديق الإرهاب، وزارة التجارة الأميركية إلى إدراجه في قائمتها الخاصة بالمواطنين الذين يُمنع على الأميركيين والشركات الأميركية من إجراء المعاملات معهم. لقد حدث هذا نتيجة لتزايد مشاركة الحاج فادي، ليس في تهريب الأسلحة وغيرها من المعدات للحزب وحسب، ولكن أيضاً في كل الحركة النقدية في جميع أنحاء المنطقة. وزير مالية الحزب يضع الحاج فادي، كما يشير ليمور، أصابعه في كل شئ تقريباً، من صفقات بيع السلع والأسلحة إلى بيع النفط، ونظراً لأن إيران ممنوعة من استخدام البنوك لإرسال الأموال إلى حزب الله (وهو مبلغ يُقدر بحوالى 800 مليون دولار سنوياً)، يتم تحويل الأموال من طهران إلى بيروت نقداً، ومن بيروت يتم صرفها لأغراض مختلفة. في الماضي، حاولت إيران استخدام عملات افتراضية مثل البيتكوين ولكنها لم تنجح. أما اليوم، فيتم دفع كل شيء نقداً. وعلى عكس المعركة شبه المفتوحة للحد من تهريب الأسلحة، لم تكن هناك أي هجمات معروفة تستهدف تحويل الأموال النقدية. ولكن لا ينبغي، حسب الكاتب، استبعاد هذا الاحتمال، فالهجوم على قافلة تحمل عشرات الملايين من الدولارات نقداً، من شأنه أن يتسبب في أضرار جسيمة لكل من الدافع والمستفيد. ويبدو أن الحاج فادي لا يقيد مبادراته المالية على المحور الإيراني السوري اللبناني. إذ أن هناك دلائل تشير إلى أنه يلعب دوراً في تمويل إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن والمساعدات المالية التي تقدمها طهران لحلفائها في غزة. مركزٌ جديد للقوة حتى وقت قريب، كان الحاج فادي شخصية محاطة بالغموض، وكان معروفاً لعددٍ قليل جداً من الناس. إلا أن ظهوره العلني في طهران إلى جانب روحاني والأسد فاجأ كل من يتعقب نشاطه. كانت الصورة الفوتوغرافية تشير إلى ثلاثة أشياء: أنه يعمل بشكل أكثر انفتاحاً من الماضي؛ وأنه يتمتع بثقة كاملة ليس من الحزب وفيلق القدس وحسب، ولكن أيضاً من قادة المحور الراديكالي نفسه؛ وأنه الآن مركز هائل للقوة، بالنظر إلى أنه مسؤول عن اللوجستيات، بدلاً من أن يكون مقاتلاً أو ضابطاً. بعد وقت قصير من التقاط الصورة في طهران، شوهد الحاج فادي مرة أخرى بالقرب من مزارع شبعا، وقد ظهر قصير إلى جانب نشطاء آخرين في الحزب والقائد البارز في حزب الله محمود قاسم البصل، الذي يعمل تحت قيادته ويساعده في تحويل الأموال. ليس من الواضح بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية، سبب قيام الحاج فادي بزيارة حدود مزارع شبعا، لكن لا شك أنه أصبح لاعباً رئيسياً في المنطقة. ومن المرجح أن إسرائيل تتابعه عن كثب، بالنظر إلى الضربات المنسوبة لها والتي استهدفت عملياته. وخلال التصعيد الأخير مع غزة، نفذت إسرائيل أول عملية اغتيال منذ سنوات مستهدفةً حامد الخضري، المسؤول عن نقل الأموال بشكل واسع من إيران إلى المنظمات العاملة في قطاع غزة. لذلك يلمح ليمور بأن إسرائيل قد تلجأ إلى خطوة مماثلة، خصوصاً وأن الحاج فادي يُعتبر أهم بكثير من الخضري، بعد ترسيخ علاقاته الوثيقة بالقصور الرئاسية في دمشق وطهران.