خاص- فعلاً "اللّي استحوا.. ماتوا"

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 11, 2022

خاص - عبير عبيد بركات

عشية الصمت الإنتخابي، أتحفنا المرشحون من الطبقة السياسية ذاتها التي حكمتنا لأعوامٍ بمهرجاناتهم وخطاباتهم واتهاماتهم المتبادلة لبعضهم البعض بهدف شدّ العصب الإنتخابي وحث المواطنين على النزول الى صناديق الاقتراع للانتخاب وعدم التهاون في ممارسة هذا الاستحقاق

فقد هاجم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الأحزاب والثورة، معتبراً أنهم اجتمعوا من أجل شن حرب إلغاء إنتخابية على التيار وقال : "نحن كتبنا قبل الإنهيار وبعده ما ينبغي أن يعمل، لكن أنتم يا أحزاب النكد السياسي وثورة الشتائم، ما هو برنامجكم؟ لم تكتبوا فكرة، ولم تطرحوا حلا، وكلما قدمنا إقتراحا ترفضونه. وكلما سألناكم ما هو البديل، تقولون سنرى بعد الإنتخابات".

ثم سأل: "هذه الإنتخابات تمس وجودكم ومصيركم أيها اللبنانيون وليس وجود التيار فحسب لأنه سيطرح فيها من سيمثلكم في المؤسسات، من سيمثلكم على طاولة الحوار، من سيمثلكم في أخذ القرار؟ من يقدر على مواجهة أكبر دولة في العالم إذا أرادت أن تلغينا من بلدنا، ومع اكثر شخص في لبنان يخشى الجميع مواجهته اذا أراد إلغاء دورنا؟ من سيحصل لكم حقوقكم السياسية أو المالية؟ ويقاتل الكل ليعيد لكم أموالكم متل كما أعاد لكم حقوقكم السياسية؟ وأعاد لكم تمثليكم في الحكومة وفي مجلس النواب وفي رئاسة الجمهورية وفي الإدارة والإقتصاد؟ من سييمثلكم على طاولة القرار ليحفظ لكم دورا وبلدا؟ من؟"

ماذا؟؟ فعلاً يا معالي الوزير "اللي استحوا ماتوا"..

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمسك بالمجلس النيابي منذ ٣٠ سنة فقد أعلن عدم القبول بأي قانون أو بأي خطة للتصحيح المالي والإقتصادي لا تكرس ولا تعيد حقوق المودعين، كل المودعين، كاملة دون أي مساس بها"

ماذا؟؟ فعلاً يا دولة الرئيس "اللي استحوا ماتوا"..

أيضاً ذكر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه حقوق المودعين، والحمدالله أنهم تذكروا هذه القضية قبل أيام من الاستحقاق النيابي ومحاسبة الناس لهم.. أيضاً تكلّم عن مواجهة الفاسدين.. حقاًّ.. هل ما زلتم حتى اليوم لا تعلمون من هو الفاسد في هذا البلد؟

أيضاً وأيضاً ضجّت الوسائل الإعلامية بمشاريع ووعود لأشخاص ووجوه وأسماء رافقتنا طيلة السنين الماضية وطبعت بصمتها في مختلف الإختصاصات، بعضهم أهل للثقة والبعض الآخر لا خبرة له في الحقل السياسي، ولكنهم جميعاً قرّروا اليوم محاربة الطبقة الحاكمة رغم الظروف الصعبة والقانون الأعوج.

هم أشخاص لم يتهربوا من مسؤوليتهم تجاه الوطن والشعب في انفجار 4 آب، وليسوا السبب وراء انقطاع الأدوية والكهرياء وتدمير القطاع الصحي وهجرة الشباب ، ليسوا هم من ضرب إقتصادنا وجوّع شعبنا..

هم تجرّؤوا وترشحوا وقرّروا مواجهة المافيا وعصابات المصارف
وسماسرة النفايات والمولدات والتجار وصناديق السرقة والجمعيات الوهمية التي تستفيد منها زوجاتهم..

هم أشخاص كفوئين ومتألقين في إختصاصاتهم، فلننتخبهم ولنُعطهم فرصة تاريخية لكي يواجهوا بإسمنا هذا الوباء السياسي..

Abir Obeid Barakat