خاص - قطبة مخفية بين أمين عام "الحزب" وجعجع..؟ - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 20, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني

لم يكن مستغربًا أن تنال القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع الحصة الأكبر من خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، ولم يكتفِ الأخير بتوجيه تهديد مباشر إلى القوات اللبنانية، بل أعلن عن بدء معركة سياسية حادة بين حزب الله والقوات اللبنانية، ويبدو أن المسيحيين هم الجهة البارزة في هذه المعركة، فجعجع يريدهم ضمن مشروع مواجهة حزب الله، ونصر الله يرغب بأن يكونوا كما التيار الوطني الحر.

تشير مصادر مقربة من حزب الله إلى أن نصر الله أستشعر خطر أن يصبح غالبية المسيحيين في لبنان ضده، وأن ينجح رئيس حزب القوات اللبنانية في التأثير بالوجدان المسيحي خصوصاً بعد الراوية التي تقول بأن "الشيعة" أرادوا اقتحام منطقة عين الرمانة في 14 تشرين وأن والقوات اللبنانية كانت لهم بالمرصاد ما يجعل جعجع بمثابة "غيفارا" للمسيحيين (أي الثائر والمنقذ والمخلص)، لذلك قام نصر الله بسرد وقائع تاريخية لمواقف قام بها الحزب تجاه المسيحيين داخل وخارج لبنان، للتأكيد أن مشروعه يقوم على الوحدة الوطنية والعيش المشترك، لا على فرض الوصاية الإيرانية على الداخل اللبناني كما تروج القوات وحلفاءها.

يستكمل السيد نصر الله بحسب المصادر، عملية تسلله إلى الوجدان الشعبي اللبناني من بوابة محاولة القوات تضليل الشارع المسيحي للإيهام بأن حزب الله عدوّ المسيحيين، وهو أصاب في سرد جملة معطيات تؤكد أن للحزب تاريخ عريق في صون الوجود المسيحي الحر في كل منطقة له وجود فيها، منتزعاً بذلك من قيادة معراب "فزّاعة" المجتمع المسيحي فوق كل إعتبار.

وعن إعلان نصر الله أن لديه 100 ألف مقاتل جاهزين ومدربين ومسلحين، ذكرت المصادر أن "الأمين العام أراد ترهيب جعجع ومن خلفه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكل من يسعى لمواجهة حزب الله، ومن هنا كان طلبه من المسيحيين أن لا يسمحوا لأحد بجرهم نحو حرب أهلية تكون عواقبها وخيمة".

وتلفت إلى أن نصر الله وللمرة الأولى في تاريخ خطابات استرسل بالتركيز على نزع فتائل التفجير من يد جعجع، على قاعدة ساهم بإرسائها الإمام المغيب موسى الصدر وهي أن "كل طلقة بإتجاه دير الأحمر وشليفا وعيناتا والقاع هي على صدري"، وقد شاء السيد توجيه تهديد رادع مباشر لجعجع في الميدان، وطمأنة مباشرة للمسيحيين في خطوط المواجهة.

في المقلب الآخر، لم تخفِ مصادر قواتية أهمية ما تتطرق إليه نصر الله، ولفتت إلى أن نصر الله ربما لا يريد إحتلال البيوت والأملاك العائدة للمسيحيين، لمنه بالتأكيد يرغب بمصادرة القرار المسيحي السياسي، وخطابه عبارة عن رسالة لجميع المسيحين، بأن حزب الله هو ضمانة أمنكم ووجودكم.

واعتبرت أن "تحذير نصر الله المسيحيين من الوقوف خلف سمير جعجع يؤكد أن مشروع القوات السيادي يرعب حزب الله، وهو يعلم أن القوات كانت ولا تزال رأس حربة في الدفاع عن اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصاً، لكنه أراد من خطابه التحريضي على القوات اللبنانية أن يدعم حليفه جبران باسيل الذي بات أقرب من أي وقت مضى إلى الإنتهاء سياسيًا".