خاص - هل يتراجع دور "الضاحية" بعد إنتهاء "عهد" عون؟... تواصل غير معلن بين الحزب والقوات!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 27, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني


يعمل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على ترويج "فكرة"، مضمونها أن دور حزب الله سيتراجع عند إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ليدفع الحزب إلى التمسك بالتحالف مع التيار عبر دعم وصول باسيل إلى سدة الرئاسة عام 2022 خلفًا للعماد عون.

لا شك أن الكلام عن تراجع دور حزب الله بعد إنتهاء عهد رئيس البلاد يفتقد إلى "الصوابية"، لأن دور الحزب ليس مرتبطًا أو محصورًا بهذا الرئيس أو ذاك، والحزب هو حالة سياسية شعبية وعسكرية وجدت قبل وصول عون إلى بعبدا وستستمر بعد رحيله، حتى لو تغيرت الظروف.

أوساط سياسية معارضة لـ فريق 8 آذار، رأت أن "لا رابط بين إنتهاء عهد ميشال عون وتراجع حزب الله، بل العكس صحيح"، معتبرة أن "ميشال عون يسقط مع سقوط حزب الله، لأن عون واحد من نتائج سياسة الحزب وليس المسبب لها، وبالتالي ليست النتيجة من تُلغي السبب بل السبب يلغي النتيجة".

ولفتت إلى أن "إنتهاء حزب الله أو تراجعه مرهون بوجود مقاومة لبنانية جدية للإحتلال الإيراني، ليس بالضرورة أن تكون عسكرية، بل اقتصادية وفكرية وثقافية وحضارية وإعلامية واجتماعية هدفها مواجهة كل مظاهر الإحتلال المتمثل بتغيير الهوية اللبنانية"، موضحة أنه "مع وجود هذه المقاومة المحلية ومع توافر ظروف إقليمية تمكن من التصدي لمشروع التمدد الإيراني في المنطقة، تكون بمثابة قوة دفع لسقوط مشروع حزب الله وليس سقوط الطائفة الشيعية، ويجب التمييز بين هاتين المسألتين، لأن سقوط الحزب يعني نهضة الطائفة الشيعية ولبنان على مختلف المستويات السياسية والفكرية والإقتصادية".

وقالت: "رئيس الجمهورية شكل غطاءًا للحزب على مستويين، الأول عبارة عن غطاء شعبي - مسيحي، والثاني يتمثل بالأكثرية النيابية في البرلمان بين عامي 2006 و 2016، كما أصبح لدى الحزب ثلثًا معطلاً في الحكومات بعد اتفاق الدوحة من خلال التحالف مع ميشال عون ذو الأكثرية النيابية".

وأضافت "مع إنتهاء عهد ميشال عون، يُنزع الغطاء الرئاسي عن الحزب، لكن يبقى الغطاء الشعبي والنيابي، رغم أن الغطاء المسيحي تراجع مع تراجع شعبية ميشال عون والتيار الوطني الحر، والغطاء النيابي حتمًا سيتراجع بعد إجراء إنتخابات عام 2022".

واعتبرت أن "أزمة حزب الله لا يمكن أن تعالج إلا من خلال أمرين، إما أن يصبح الحزب على قناعة بأن هناك أولوية لبنانية على الأولوية الإيرانية وأن يسلم سلاحه الدولة اللبنانية بشكل تلقائي وعفوي، وهذا أمر مستحيل، وإما عبر تسوية إقليمية سعودية _ إيرانية برعاية أميركية وتسوية أميركية_ إيرانية تفضي إلى انحسار الدور الإيراني وأن يتحول من عسكري - أمني إلى سياسي، فتطلب إيران بموجب هذه التسوية من حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية".

في المقلب الآخر، أكدت مصادر مقربة من حزب الله لـ"الكلمة أونلاين" أن "دور حزب الله مرتبط بإستراتيجية واضحة في الدفاع عن لبنان بوجه الإعتداءات الإسرائيلية، والقوة التي يتمتع بها الحزب خارجة عن إطار أن يكون بحاجة لدعم سياسي من هذا الطرف أو ذاك".

واعتبرت أن "دعم ميشال عون للحزب له تأثيرات إيجابية، لكنه لم يكن هاجسًا أو هدفًا بحد ذاته لدى حزب الله، لأنه يعلم تمامًا طبيعة الإنقسامات اللبنانية حول طبيعة دور المقاومة على المستوى الوطني، وعلى مستوى حملها للقضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية".

وقالت: "فيما يتعلق بالموضوع الداخلي، لا يزال البعض يتحدث عن ضرورة أن تسلم المقاومة سلاحها وتكون تحت إمرة الجيش اللبناني، وهذا يطرح معادلة خطيرة لا يقبل بها حزب الله على الإطلاق، وإذا كان هناك مرونة لدى الحزب فيما يتعلق بموضوع الإستراتيجية الدفاعية، فهذا لا يعني أنها ستقيد المقاومة في حقها بالدفاع عن الأراضي اللبنانية".

ورأت أن "من يطرح هذه المعادلة يريد أن يأخذ لبنان إلى دور آخر تمامًا، وهو الدور الذي ممكن أن يتوافق ويتماشى مع المناخات الدولية الضاغطة على لبنان، والتي كان من نتائجها أن الكثير من الدول العربية ذهبت إلى التحالف والتطبيع مع إسرائيل".

وأشارت إلى أن "حزب الله هو جزء من هذه التركيبة اللبنانية التي لها حضور واسع في المجلس النيابي، وهو يتمتع بأكبر صفة تمثيلية على مستوى الأحزاب اللبنانية، وهو نال أكثر نسبة من الأصوات في تاريخ الإنتخابات النيابية حتى مع القانون التفضيلي الذي عليه الكثير من الملاحظات".

وكشفت المصادر أن "حزب الله يبني منظومة سياسية واجتماعية واقتصادية قوية ليكون الطرف السياسي الأقوى في المرحلة المقبلة، خصوصًا اذا نجحت المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى، والتي حتمًا ستؤدي إلى ازدياد دور الحزب وقدراته".

وأكدت أن "قوة الحزب تتمثل بعلاقاته مع جميع الأطراف الداخلية ولا يعتمد على خيار واحد، فالحزب له علاقات مستقرة مع الجميع، فاذا بقي عون وجاء باسيل خلفًا له فهو رابح، واذا أتى سليمان فرنجية فهو رابح، واذا ترأس الحريري الحكومة فهو رابح واذا جاء بديلاً عنه فهو رابح، بالإضافة إلى أن علاقة الحزب مع الرئيس نبيه برّي قوية، ومع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مستقرة"، كاشفة عن "تواصل غير معلن بين حزب الله والقوات اللبنانية يبحث خلاله الطرفين العديد من القضايا الوطنية الهامة".

من الواضح أن دور "الضاحية" لن يتراجع مع تغير ساكن قصر بعبدا، وحزب الله سيبقى في واجهة المشهد السياسي حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا.