خاص- مي مخزومي: ما كنّا نعتبره أمرًا عاديًا أصبح مستعصيًا

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 24, 2021

عبير عبيد بركات

رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها من تغيير الذهنية وكسر حواجز الإختلاف المذهبي والطائفي والمناطقي، وبناء الثقة لتعزيز حس الإنتماء الوطني، لم تستسلم السيدة مي مخزومي رئيسة مؤسسة مخزومي وعملت على تمكين المرأة بارتيادها مجال العمل والمساواة بين الجنسين وإتاحة الفرصة للشباب لتعلّم التقنيات الجديدة التي تمكّنهم من تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وأولت اهتمام خاص بالبيئة، واعتمدت على برامج التدريب والتعليم المهني بهدف التشجيع على طلب المعرفة وتحفيز الاعتماد على النفس وإكساب مهن تمكن المستفيدين من الاندماج في المجتمع، والحصول على الاستقلالية المادية لمواكبة العجلة الاقتصادية كالبرمجة، المعلوماتية، الأشغال اليدوية والحرفية، فن الطبخ، الكمبيوتر والمحاسبة، والتزيين النسائي والماكياج غيرها، بأحدث الوسائل التعليمية.


وانطلاقًا من الرغبة القوية للمساعدة في تمكين المواطن، تؤمن المؤسسة قروضًا صغيرة لأصحاب المشاريع الصغيرة والموظفين ذوي الدخل المحدود والمتوسط ممن يرغبون في توسيع عمله وتحرص على تنفيذ مشاريع تنموية تهدف الى تمكين الافراد والمجموعات من خلال تزويدهم بالمهارات، لإحداث تغيير داخل المجتمع إضافة إلى المشاريع التي تهدف إلى تعزيز مفهوم التنمية المستدامة.


في هذا السياق، إلتقت الكلمة أونلاين بالمرأة الجبارة التي ارتبط إسمها بإسم مؤسسة مخزومي وكان هذا اللقاْء:

تقدمون مساعدات كثيرة أبرزها المساعدات الغذائية السنوية خاصة في شهر رمضان الكريم، ما هي الخطة التي تتبعونها هذه السنة مع ازدياد التدهور الاقتصادي؟

منذ 24 سنة، لم يتوقف عمل مؤسسة مخزومي، لطالما عملنا كخلية نحلٍ بهدفٍ واحد: تمكين المجتمع. وهذا التمكين حمل أوجهٍ عدّة: صحيّاً عبر برنامج الصحة، وأكاديميًا عبر برنامج التدريب المهني، وتوعويًا عبر برنامج البيئة والتنمية، ومهنيًا عبر برنامج القروض الصغيرة، ودعم المجتمع عبر برنامج الإغاثة والمساعدات الاجتماعية.

وفي الشهر الفضيل كما كل عام، لا تغيب مؤسسة مخزومي عن دعم أصحاب الحاجة. وهذا العام أطلقنا حملة "كلنا لبع"، وبالفعل تم توزيع عشرات آلاف قسائم الشراء للمواد الغذائية، بالإضافة لمئات ربطات الخبز يوميًا ضمن مبادرة خبزي خبزك. وللمساعدة والتمكين أُطر مختلفة أيضًا في حملة كلنا لبعض، تشمل محاضرات توعوية حول التغذية الصحيحة في رمضان، وكيفية الحفاظ على صحة جيدة خلال الصيام، ودورة لتعليم تلاوة القرآن الكريم، ومسابقة فوازير رمضان الأسبوعية.


هل لمستم فرقا بين السنوات الماضية وهذه السنة في العائلات الأكثر عوزا؟

للأسف، الأزمات المتتالية التي تصيبنا في لبنان، أثقلت كاهل شريحةً كبيرة من المجتمع اللبناني، وزادت الحمل عليهم. الظروف الاقتصادية الخانقة، والظروف الصحيّة الصعبة، ساوت أبناء الطبقة الوسطى بأبناء الطبقة الفقيرة، وزادت الهوة بين طبقات المجتمع.

رغم كل الظروف كلنا أمل بغدٍ أفضل، وسنبقى نعمل، بكل ما أوتينا من قوة وقدرات، لدعم مجتمعنا وتمكينه على كافة الأصعدة.

سيدة مي تم تعيينك مبعوثة دولية في مجال الدبلوماسية الإنسانية، ماذا أضاف هذا اللقب في مسيرتك المهنية والإنسانية؟

للحقيقة، يضيف هذا اللقب مسؤولية كبيرة، لأنه يزيد على المسؤولية الاجتماعية مسؤولية إنسانية، ليس فقط في لبنان، بل في دولٍ أخرى أيضًا. إذ من خلال عملنا في مؤسسة مخزومي ومشاركتي في عدة مجالس مؤسسات تعليمية واستشارية أخرى، سيكون دوري مزدوج، لأشارك خبرتي في كافة المجالات التي تؤدّي الى أفضل النتائج في أمور الاستدامة، والاستناد الى المعايير الدوليّة للأهداف السبعة عشر المعتمدة من الأمم المتحدة. وكذلك المشاركة في تمثيل الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية حين تدعوا الحاجة، وتقديم الدراسات والأوراق خلال المناقشات وورش العمل.

ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية؟

كنت أوّد أن أسترسل في سرد طموحات كثيرة أتمنى وأحلم بالوصول إليها، لكن ما يحدث في لبنان خصوصًا، والعالم أجمع، غيّر من طريقة عملنا ونظرتنا إلى الأمور. ما كنّا ،نعتبره أمرًا عاديًا أصبح مستعصيًا.

ما أطمح له هو أن نكمل ما نفعله، رغم كل العوائق التي تعترضنا لنتمكن من خدمة المجتمع. وأتمنى أن نصمد في مواجهة المستجدات كافة. وسيكون الوصول والتواصل مع البلدان الأخرى حافزًا لنقل خبراتنا إلى الجهات التي تحتاجها. كذلك تطوير مهاراتنا وصقلها والحصول على شهادات معياريّة، مما يساعدنا على العمل في مشاريع مختلفة. وفي الختام، نأمل أن تنتهي كل المحن التي يمرّ بها لبنان، حتى نستطيع أن نعيش حياة كريمة، ونعمل على تحقيق المساواة والعدل و التقدم المعيشيّ.

Abir Obeid Barakat