انطوان سعادة- الاحتلال إيراني والاستعمار فرنسي

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 8, 2021


بدأت المبادرة الفرنسية في لبنان على انقاض جريمة مرفأ بيروت وأشلاء الضحايا مما شكل ارضية ممتازة لمبادرة مبطنة النوايا.
ومنذ انطلاق المبادرة الفرنسية التي بالشكل دغدغت أحلام اللبنانين وخاصة بطرح فكرة الحكومة المحايدة اللاحزبية والاختصاصية، بدأ معها بالتوازي دفق ودفع ديبلوماسيَّين فرنسيَّين باتجاه إيران وبدأ التراجع بنوعية الحكومة، الى ان وصلنا الى حكومة ال "كيف ما كان". المهم هو الحكومة ولم يعد المهم عناصرها.

نعم تراجعت المبادرة الفرنسية من حكومة تأمل اللبناني منها الخير على أساس انها بالشكل والمضمون مختلفة عمّا مرَّ من حكومات، أقلّه في هذا العهد، الى حكومة على شاكلة الحكومة المستقيلة.

بعد جريمة المرفأ ب٤٨ ساعة كان الرئيس الفرنسي في بيروت وشوارعها الجريحة واجتمع بكل القيادات السياسية وبعض مجموعات الحراك المدني للحث على إخراج حكومة منتجة تحوز على ثقة الشعب والمجتمع الدولي للنهوض بالاقتصاد واعادة اعمار بيروت ومرفأها؛ ولكن يومها، لم نرَ الا حسن النية من الدولة التي نقيم لها كل سنة قداسًا على نيّتها، ولَم نكن نظنّ ان تكون لديها مصالح شخصية مع محتل لبنان واصحاب السلاح الغير شرعي وحامي منظومة الفساد ومستبيح خيرات هذا الوطن.

نعم لم نكن ندري يومها لان رئيس اميركا ترامب لم يكن يستسيغ ما تُضمِر له فرنسا. أمّا اليوم وبعد التغيير في رئاسة اميركا ووصول بايدن، تغيرت البوصلة ولم يعد هناك من قيود على حركة فرنسا وخصوصًا على علاقتها مع ايران، واصبح التنسيق الفرنسي-الايرانى علنيًّا مع أن الاميركي اليوم لا هم لديه الا حماية حدود وامن اسرائيل، ولهذا ترك امر ادارة الملف اللبناني الى الفرنسي.

الفرنسي عينه على مرفأ بيروت وطرابلس، والبترول اللبناني، المرافق من خلال رودولف سعادة صاحب ثاني أكبر اسطول نقل بحري في العالم ومشغل مرفأ مارسيليا، ليكونَ البترول بشكلٍ أكيد درة التاج الفرنسي عبر شركة توتال.

اذاً العلاقة مع الايرانى من خلال لبنان كانت حلم الفرنسي الذي بدأ يتحقق من خلال الرئيس الاميركي بايدن لنعود الى نفس المعادلة التي كانت سائدة بين الرئيس الشهيد رفيق الحريرى والنظام السوري. الامن للسوري والاقتصاد للحريري وهنا الامن للايراني والاقتصاد للفرنسي.

لكن، وللتذكير فإن الدول الافريقية التي تدور في الفلك الفرنسي وبعض دول الكاريبي هي الدول التي لا تملك حتى الحد الادنى من استقرار الاقتصاد أو حتى الاستقرار الأمني.

لا يهتم الفرنسي بالشعب ولا باستقراره طالما يستفيد من النفط لصالح فرنسا وتؤمن مرافئ لبنان غايته بالضغط على تركيا، وطالما ظلَّت ارباحُه "كارت أصفر" في وجهها لحماية بوابة اوروبا التركية.

من هنا لا يهتم الفرنسي بنوعية الحكومة او إذا حازت على ثقة المجتمع الدولي والعربي، كل ما يهم ولادة حكومة توقّع الاتفاقيّات مع الفرنسي، خصوصًا ان الرئيس ميقاتي له حصة من الاتفاقيات مع وجود اخيه في العاصمة الفرنسية للإشراف على صفقة العصر الموعود، او المتفق مع الرئيس سعد الحريري على حصة مضمونة له مقابل الغطاء السني للرئيس ميقاتي.

للوصول إلى هذه الغاية هناك عقبتان واحدة ايرانية-اميركية، والأخرى لبنانية. فالاميركي طالب الفرنسي بحماية حدود اسرائيل والفرنسي يطالب الايراني بتعهد حماية الحدود من خلال السيطرة على حزب الله. لكن إلى الآن لم يتعهد الإيراني إذا كان الفرنسي لا يستطيع التعهد. لذا يحاول الفرنسي بشتى طرق الترغيب والترهيب. إذًا الى الآن لا حكومة.

اما العقبة الداخلية هي عند الرئيس عون الذي استشعر خطرَ الصفقة على مشروعه الشخصي لأن صفقة كهذه تلغي الحاجة الى الرئيس عون وتياره.
اذا لا حكومة