خاص- إعتذار ميقاتي قد يسبق إستقالة "التيار" من مجلس النواب!... محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 2, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

دخل ملف تأليف الحكومة العتيدة برئاسة نجيب ميقاتي مرحلة "حامية" تُعيدنا بالذاكرة إلى فترة تولي الرئيس سعد الحريري التأليف، حيث يختلف رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على عدة نقاط هامة، ليس فقط على الجهة أو الطرف الذي سيتولى وزارة الداخلية، وأبرز نقاط الخلاف هي شعور الرئيس عون بأن ميقاتي هو "نسخة طبق الأصل" عن سلفه سعد الحريري، وأنه متمسك بدرجة كبيرة بالمسار الذي توافق عليه ميقاتي مع الحريري وفؤاد السنيورة قبل تكليفه تشكيل الحكومة.

بالتزامن مع الإختلافات القائمة حاليًا بين عون وميقاتي، ورغم سعي حزب الله إلى إيجاد حلول ترضي طرفي التأليف، إلا أن ميقاتي لن يلبي طلبات عون، خصوصاً فيما يتعلق بالحصول على الثلث المُعطل كونه الجهة الوحيدة التي ستسمي الوزراء المسيحيين، ولا بإعطاءه حقيبة الداخلية، وذلك لأن ميقاتي لا يريد كسر الجرة مع دول الخليج التي تعتبر أنه أتى خلفًا للحريري على أكتاف حزب الله، ومواقفه المتشددة مع عون يمكن وضعها في إطار الرسائل غير المباشرة إلى المملكة العربية السعودية بأنه ليس بوارد عقد تسوية مع "العهد" ومنحه أوكسجين سياسي قد ينقطع نهائياً عند إعلان نتائج الإنتخابات النيابية المفترض إجراءها في أيار 2022.

لم تنجح مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في دفع الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل إلى تبني مطلبه بضرورة حصول رئيس الجمهورية على حقيبة الداخلية، كونه يريدها منذ العام 2005، ورغم تهديده بعدم إعطاء الثقة للحكومة في حال بقية حقيبة المالية بحوزة الثنائي، يعتبر رئيس مجلس النواب أن موضوع "المالية" أصبح من الماضي، وهذه الحقيبة ستكون من حصة "الشيعة" في أي حكومة قد تتشكل حاضرًا ومستقبلاً.

لا شك أن باسيل في حال لم يتمكن من فرض شروطه الحكومية، ولو عبر رئيس الجمهورية، قد يلجأ إلى نسف مجلس النواب عبر إستقالة نواب تكتل لبنان القوي، بالإضافة إلى إستقالة نواب القوات اللبنانية الذين ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر، لكن ما لا يعلمه كثيرون أن إعتذار ميقاتي عن التأليف سيسبق الإطاحة بمجلس النواب، لأن الرئيس المكلف لا يريد الدخول في متاهات التأليف الطويلة، وأن يتهم بالتعطيل بعد أن اتهم سابقًا بعدة ملفات لا تزال بحوزة القضاء، لذلك فإن ميقاتي لن ينتظر طويلاً حتى يرمي ورقة التكليف بوجه "العهد".

إضافة إلى ما ذُكر، لا بد من الإشارة إلى ميقاتي يتعاطى بجدية مع الملف الحكومي وفي مشاوراته شبه اليومية مع رئيس الجمهورية، لكن هناك من لا يريد لرئيس تيار العزم أن ينجح في مهمته، لأن أي حكومة سيشكلها ميقاتي ستتمكن حتمًا من تخفيض سعر صرف الدولار في السوق السوداء، كما ستعالج أزمة المحروقات والكهرباء وستتولى الإشراف على الإنتخابات النيابية، وبذلك سيتحول ميقاتي إلى بطلاً قوميًا ترفع صوره في شوارع لبنان، وهذا بالتأكيد سيكون على حساب باقي الشخصيات السنية التي لا تخفي تنافسها الإنتخابي خصوصاً في الشمال، لذلك فإن مهمة ميقاتي شبه مستحيلة، وهو أمام خيارين لا ثالث لهما، أما أن يفرض على رئيس الجمهوريّة وباسيل شروطه الوزارية وهو ما يبدو مستحيلاِ، أو أن يعتذر وينضم إلى نادي الرؤساء "المعتذرين" عن تأليف الحكومة.

أمر آخر يجب التطرق إليه، وهو أن الرئيس المكلف لم يستطع حتى اللحظة الحصول ضمانات من حزب الله تتعلق بمواقف الأخير من المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وذلك لأن ميقاتي يعتبر أن هذه الخطوة قد تدفع السعودية إلى التفكير جديًا بمساعدة حكومته على لجم الإنهيار عبر مساعدات مادية، لكن الحزب ليس بوارد التضحية إلى هذه الدرجة، بل متمسك بمواقفه المتعلقة بالحرب في اليمن ودعمه للحوثيين، بإنتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الدائرة بين إيران والمملكة.