خاص ــ "الثوري الإيراني" يضعضع مجددا علاقة التيار بالحزب.. ما تحت الطاولة وما فوقها! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 6, 2021

خاص ــ الكلمة اونلاين

بولا أسطيح

لا تكاد قيادتا حزب الله و"التيار الوطني الحر" تتجاوزان مطبا يهدد تفاهمهما الذي يوشك قريبا على اتمام عامه ال١٥، حتى يعترضهما مطب جديد اكثر حدة وقوة.
فبعد التصدعات الكبيرة التي اصابت علاقتهما في المرحلة الاخيرة على خلفية ملفي الحكومة وترسيم الحدود ما دفع بعض مناصريهما للمطالبة علنا بفك التحالف، جاءت العقوبات الاميركية على رئيس "التيار" جبران باسيل لتحقق نوعا من النتائج العكسية، فالعقوبات التي قال الأخير انها استهدفته لرفضه فك ارتباطه بحزب الله، اعادت وصل ما انقطع بينهما في الفترة الماضية مع شعور قيادة الحزب بواجب الوقوف مجددا وبثبات الى جانب باسيل سواء في الملف الحكومي او غيره من الملفات وصولا لحديث البعض عن ان ما حصل قد اعاد رفع اسهمه لدى الحزب لرئاسة الجمهورية ٢٠٢٢.

الا ان شهر العسل بين الطرفين لم يستمر طويلا. فبعد ما نقل عن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، عن أن "كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، تم بدعم إيران، وهما الخط الأمامي للمواجهة"، ما استدعى ردا غير مباشر من رئيس الجمهورية كما من "التيار الوطني الحر"، عادت الجبهات “الافتراضية" لتشتعل بين جمهوري الحزبين.

واذا كان الموقف الحاد الذي اطلقه الناشط في "التيار" ناجي حايك الذي انتقد فيه بقوة امين عام حزب الله و"التبعية للغريب" لا يلزم قيادة التيار، الا ان الردود عليه بينت عمق الخلاف بين الحزبين والذي يتخذ بعدا استراتيجيا بعكس ما يصر الطرفان على التأكيد عند كل منعطف، متحدثين عن خلافات عابرة بمقاربة عدد من الملفات.

وتقف القيادات العونية محرجة عند كل محطة او موقف على علاقة بارتباطات حزب الله الخارجية، وهي في معظم الاحيان لا تجد اي مبررات تخرج فيها للعلن فتفضل اللجوء للظل حتى تلاشي موجة الاعتراضات. الا ان ذلك لم يكن خيارا بعد موقف الحرس الثوري، اذ وجد عون كما قيادة التيار نفسيهما مضطرين لاصدار مواقف حاسمة في هذا المجال وان استدعى ذلك "زعل" الحزب.

ولم يعد خافيا على احد ان ما يحكى تحت الطاولة ليس مطابقا لما يحكى فوقها بين الطرفين. فاذا كانت القيادتان مقتنعتان الى حد كبير بجدوى التحالف واستمراره، يجد قسم كبير سواء من القاعدة العونية او من قاعدة حزب الله ان اوان الانفصال قد حان. ويقول عونيون في مجالسهم ان "ما يجعل التحالف مستمرا هو ان تفادي الحرب والمواجهة المفتوحة خاصة في ظل الضغوط الكبرى التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية على الحزب ومعه لبنان ككل"، وهم لا ينفكون يرددون انهم ليسوا هم من اوصل الحزب الى الموقع والقوة التي هو فيها اليوم، وانهم لو لم يوقعوا ورقة التفاهم معه لكان البلد في مكان آخر على مستوى الاستقرار الامني. وقد ارتفعت اصوات العونيين اكثر من اي وقت مضى في الآونة الاخيرة ضد الحزب، وراء الكواليس لاعتبارهم ان ثمن التحالف بات غاليا جدا وبات يطال كل لبنان واللبنانيين بعدما كان محصورا بالحزب. ولعل اكثر ما يثير استياء هؤلاء ما يقولون انه اضطرارهم لدفع الاثمان عن الحزب مقابل وقوفه عند كل مفترق طرق الى جانب حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري خوفا على تضعضع "البيت الشيعي" الذي يبقى اولوية الاولويات لقيادة الحزب.

واذا كنا نتحدث هنا عن استياء عوني، ففي دفة حزب الله ما هو اكثر وابعد من ذلك. ويرد مسؤول حزبي خروج بعض الخلافات مع "الوطني الحر" الى العلن لغياب الانضباط الحزبي في "التيار" مقابل الانضباط الكلي في صفوف حزب الله. وفيما تحاول قيادة الحزب استيعاب الخلافات وتخطيها عبر حصر النقاش بقنوات داخلية بين الحزبين، تتفاجأ دائما باخراج الخلاف الى العلن بطريقة او بأخرى. ولا ينسحب الانضباط الحزبي على مناصري حزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث لا يتردد حتى اعلاميون محسوبون مباشرة على الحزب بخوض "مواجهات افتراض" مستخدمين الاسلحة كافة غير آبهين بخط الرجعة. وينتقد هؤلاء ومناصرون آخرون للحزب مرارا ما يقولون انها اجندات خاصة ل"الوطني الحر" مرتبطة بتبوؤ باسيل سدة الرئاسة بعد عون، تدفع العونيين لتقديم تنازلات في اكثر من ملف ولتجاوز خطوط حمراء لطالما منع تجاوزها.

وفي الخلاف الاخير الذي نشب على خلفية موقف "الحرس الثوري"، عاد مناصرو الحزب ل"تمنين" العونيين بوقوف قيادة حزب الله الى جانب عون حتى ايصاله الى قصر بعبدا، من دون ان يحاولوا ولو لوهلة تبرير ما ورد على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري... فالامر بالنسبة للحزب والمقربين منه محسوم وقد عبر عنه السيد نصرالله بوضوح منذ العام ٢٠١٧ حين قال أن "أي حرب مقبلة من إسرائيل، ستلغي كلّ الحدود، وتوحدّ الساحات من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وايران، وربما على مساحة جغرافية أكبر، وستكون مسرحاً لمئات آلاف المقاتلين".

ومن المتوقع ان يكون هذا البند ابرز البنود الذي ستنكب اللجنتان الحزبيتان اللتان تم تشكيلهما لاعادة النظر بورقة التفاهم، على النظر والتدقيق فيه خاصة وانه يشكل لب الخلاف الاستراتيجي بين الطرفين والذي يهدد بالاطاحة بكل شيء بينهما!


Alkalima Online