الراعي للسفير الإيراني: تبعية "حزب الله" لكم تعرِّض لبنان للدمار

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 3, 2020

م يكشف السفير الإيراني محمّد جلال فيروزنيان عن جوانب مهمة من وقائع حديثه مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان مؤخراً، بل إكتفى بالتحدث للصحافة كما عادته في معظم الأحيان بكلام ديبلوماسي منّمق، يظهر بلاده وكأنها تتعاطى مع لبنان من باب الحيادية والحرص على مصلحته كما هي حال الدول الصديقة الأخرى، في أوروبا أو شرق آسيا مثلاً، ولا تتدخل بشؤونه الداخلية، ولا تهيمن عليه، لا من قريب أو بعيد ولا علاقة لها بحزب الله وممارساته وسلوكياته وليست معنية بالمواقف والتصريحات التي يرددها كبار المسؤولين الإيرانيين من قمّة الهرم إلى اسفله ويتباهون فيها بأن لبنان أصبح منطقة نفوذ إيراني خالصة في مواجهة الغرب والولايات المتحدة الأميركية، أو حتى لجنوح بعضهم لاعتباره ولاية تابعة للجمهورية الإسلامية دون رفّة جفن أو مراعاة للحدّ الأدنى من مشاعر اللبنانيين الرافضين بمعظمهم لهذه السياسة الإيرانية تجاه لبنان.

اما في الحديث مع البطريرك داخل أروقة الصرح، فكان له جوانب مهمة أخرى، لم يشأ السفير الإيراني بدبلوماسيته المعهودة التطرق إليها في الخارج، لأنها قد تسبب له بأسئلة واجوبة واحراج هو بغنى عنه في هذا الوقت بالذات، أو لأن ما أثاره البطريرك سيتسبب بتأجيج المواقف المحلية والخارجية الرافضة اساساً للتدخل الإيراني والسياسية الإيرانية بالمنطقة عموماً..

كان حديث البطريرك الراعي مع السفير الإيراني كما روته جهات متابعة اطلعت على تفاصيله، صريحاً إلى أبعد الحدود، ويكاد يكون أوّل كلام متشعب ويلامس جميع نقاط الخلاف والتباينات والاعتراضات بين البطريرك ومسؤول إيران على مستوى السفير، بدون مجاملة أو قفازات، وتناول نقطتين اساسيتين، الأولى فكرة الحياد التي طرحها البطريك مؤخراً ويسعى إلى تسويق دعم مختلف الأطراف لها لوضعها موضع التنفيذ العملي، والثانية وضعية «حزب الله» وسلوكياته تجاه لبنان واللبنانيين.

وقد أسهب البطريرك الراعي في شرح فكرة الحياد بكل ابعادها ومعانيها والأهداف المتوخاة منها، مبيناً انها ليست موجهة ضد أي طرف أو جهة داخلية كما يروّج البعض لذلك، أو يحاول تحويرها في غير موضعها، بل هي تهدف لحماية لبنان من الصراعات الإقليمية والدولية المستفحلة هذه الأيام والسعي من خلالها بأن لا يكون لبنان إحدى ساحات هذه المنازلات، وبالتالي يدفع اللبنانيون اثمانها الباهظة على حسابهم وحساب وطنهم، في حين تجري الأطراف المتصارعة صفقات وتسويات بالخفاء لصالحهم كما يتبين من وقت لآخر، وهذا لا يمكن ان نقبل به أو نوافق عليه.