ريمون شاكر- الخيانة

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 6, 2020

أن تنقُلَ البارودة من كتِف إلى كتِف، وتنقلِب على مَن أوجدكَ ورعاكَ وأوصَلك.. فهذا غير أخلاقي وغير إنساني، ولكنه يحصَل في السياسة، لأنّ السياسة في بلادي وسِخَة، وغالبيّة السياسيّين يتزلّفون ويركعون، ويتنكّرون للمبادئ والقِيَم، ويلحَسون الأرضَ والنِّعال ليتسلّقوا الكراسي..

أمّا أن تنقُل البارودة إلى ظهرِ صديقكَ وتطعنهُ بالحربَة، فهذه أحقر خيانة...

سُئلَ السبعينيّ العتيق :
لماذا أنتَ حزين؟.. أجاب:
لأني كنتُ أعمى البصيرة والبصَر..
لم ترَ عيني سوى العِصاميّة وطيبة القلب والمحبّة والكرَم والخير..
لم أكن غبيّاً، ولكن هكذا تكون الصداقة.
الصديق الحقيقي لا يرى عوراتك ولا قبائحك، لا أطماعك ولا جشعك، لا حسدك ولا غيرتك، ولا حتى أكاذيبكَ وأنانيّتك.. يكون معكَ في السرّاء والضرّاء، في الفرح والحزن، في السِّعة والضيق، وفي الغِنى والفقر...
نعم، أنا حزين، لأني "بُلِفت"، ولم أتوقّع الخيانة..
"ما أبشع أن تخونَ صديقاً،
ولكن الأبشع أن تجِد الخيانة سهلَة".

ماذا يُفيدكَ، لو جمّعتَ وكدّستَ أموال الدنيا كلّها، وبنيتَ القصور وناطحات السحاب، وحصلتَ على أعلى المراكز.. ولكن خسِرتَ أقرب الناس إليك، وليسَ في قلبكَ محبّة ولا وفاء، فلستَ شيئاً، وتكون قد صُرتَ، كما قال بولس الرسول، نُحاساً يَطنّ وصُنجاً يَرنّ....
"الخائن لا يؤتمَن على شيء".