دعوات في لبنان للتنبّه من نظرية أن لدى الدروز جينات مقاومة لفيروس كورونا

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 21, 2020





كتب الاعلامي سعد الياس في “القدس العربي”:

بعد تداول محدود على خدمة “واتساب” خبر أن جينات الطائفة الدرزية غير قابلة للعدوى بفيروس كورونا، أعرب بعض الناشطين الدروز عن قلقهم من أن يكون تسريب هذا الخبر نوعاً من التوريط للدروز، أو أن يخفي من ورائه نوايا سيئة، لأنه إذا صدّق أحد هذه المقولة قد يُصاب بالعدوى وينقلها الى غيره في المجتمع.

وقبل أن ينتشر هذا الخبر، سارع رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، إلى إصدار تعليق جاء فيه: “تتناقل بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبراً تصفه بهامٍّ جداً، مصدره معهد إسرائيلي، يقول إن الدروز لا يصابون بكورونا لأن جيناتهم مميزة وطبيعتهم قوية ومقاومة للمرض… مثل هذه الأخبار السخيفة تنتشر من حين لآخر، مرةً تقول إن جينات السيد المسيح مطابقة لجينات الدروز، ومرةً إنهم أقوى من الوباء والمرض، ومرةً إن للدروز هوية خاصة، عرقية ودينية.. كل ذلك بقصد فصلهم عن أصولهم العربية والإسلامية، ولتغذية روح التميّز والانفصال عند بعضهم، ومحاولة لزرع بذور العدائية والكراهية بينهم وبين أبناء جلدتهم”.

وأضاف: “الحقيقة أن الموحدين الدروز، بقدر ما يعتزّون بأصلهم وتراثهم وتاريخهم، وتعلّقهم بوطنيتهم وقوميتهم العربية، وبقدر ما يفاخرون بتضحيات أجدادهم ومواقف رجالاتهم واندفاع أبطالهم وحكمة شيوخهم ورفعة مسلكهم التوحيدي ومناقبهم المعروفية، فإنهم عقلانيون في تفكيرهم، متواضعون في عيشهم، صادقون في محبتهم وتعاملهم، مدركون أنهم معرّضون كسواهم لعلل النفوس والأجساد، وأنه لا يحميهم منها سوى التزام الوقاية الروحية والجسدية، وإفراغ الجهد في إقامة التوازن وسلوك نهج الاعتدال في عيشهم الروحي والمادي، دون تفريط أو إفراط، بما يتطلبه ذلك العيش من صدق وأخوّة ومحبة ورحمة، وفي هذا العيش الصادق مع الذات ومع الله ومع إخوانهم في الإنسانية يتحصّنون من المخاطر بقدر ما يعقلون، وبقدر ما يستعينون بالله، وما يتضامنون في مجتمعاتهم، ويرتقون في مسيرتهم بالجدّ والاجتهاد والرضى والتسليم، لا بغير ذلك مما تحاول المعاهد المغرضة بثّه ونشره لتشويش العقول وتأجيج المشاعر السلبية. وقانا الله وإياكم من وباء كورونا ومن أوبئة السوء والشرّ الخبيثة، ونوّر عقولنا بنور الحكمة، وملأ قلوبنا بنعمة اليقين”.

وكان أحد المواقع الإخبارية نقل أن المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا تحدث “عن وصول شخصيات رفيعة المستوى من الصين تعمل في مجال التحليل الجيني للبشر وستبدأ ببحث خاص في الجينات لدى الطائفه الدرزية للبحث والوصول الى إجابات حول ما إذا كانت بالفعل جينات هذه الطائفة غير قابلة للعدوى بفيروس الكورونا. ويأتي هذا القرار بعد التأكد أن الفئة الخاصة في نوع الدم والجينات الدرزية تعرّضت لأقل نسبة للمرض، وحتى الذين أصيبوا بالفيروس من أبناء الطائفة الدرزية في كل العالم تماثلوا للشفاء خلال أقل من ثلاثة أيام، ولم تظهر عليهم أي علامات أو عوارض تذكر لا ارتفاع الحرارة ولا حتى السعال، مما أثار الشك أن لدى ابناء الطائفة الدرزية مقاومة طبيعية أو آلية طبيعية في أجسامهم ترفض تقبل هذا النوع من الفيروس”.

وأضاف التقرير: “لقد جمع العلماء هذه المعلومات من جميع الجاليات الدرزية حول العالم وصولاً إلى دروز اسرائيل، وقد أثار الشك عدم إصابة الدروز الذين يسكنون البرازيل خلال فترة تفشّي المرض هناك كما هو معروف هناك اكبر جالية درزية في العالم”.

وفيما رأى بعض من وصله هذا التقرير بأنه عبارة عن “نكتة”، علّق آخرون بأن “الدروز مثلهم مثل باقي البشر ولا يوجد أي اختلاف على الإطلاق “، داعين إلى “الحيطة والحذر وإتباع الإجراءات الوقائية”.

وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أول من دعا الى اتخاذ الإجراءات الوقائية من “كورونا” ، وألغى الاحتفال بذكرى اغتيال والده كمال جنبلاط في 16 آذار تماشياً مع حظر التجمّعات الشعبية.