خاص- "الثوار" يدرسون التصدي لجلسات البرلمان والتصعيد مؤجل لما بعد "كورونا"... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 19, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح


يستعد "الثوار" الذين التزموا بالتعبئة العامة طوال الفترة الماضية وأُجبروا على الانسحاب من الساحات بعد ازالة خيمهم سواء من وسط بيروت أو في طرابلس، للعودة تدريجيا الى "العمل الثوري"، وهم أطلقوا اولى الاشارات في هذا المجال عندما اقتحموا وزارة الاقتصاد يوم الخميس مطالبين الوزير راوول نعمة بتشديد اجراءاته والتصدي بحزم للتجار الذين يعمدون الى رفع أسعار البضائع ما يؤدي لرزوح المواطن تحت أزمة معيشية غير مسبوقة.

ولا يبدو أن الخطوات التي سيقومون بها ستكون يومية انما مدروسة لتحقق هدف معين في زمن ومكان معينيين، كي لا يعطوا فرصة للحكومة وأحزاب السلطة باتهامهم بالسعي لنشر الوباء بعد كل العمل المضني الذي تم لاستيعابه.

وبحسب المعلومات، تدرس قيادة الثورة عن كثب موقفها من الجلسات العامة المرتقبة لمجلس النواب والتي ستنعقد في قصر الاونيسكو أيام الثلاثاء والاربعاء والخميس لضمان تأمين المسافات الواجب الالتزام بها بين النواب لمنع انتشار كورونا. ويبدو أن التوجه لن يكون منصب على منع انعقاد الجلسات خاصة وأنه بين القوانين المدرجة على جدول الأعمال قوانين يؤيدها الثوار كتعليق المهل والعفو العام طالما أنه لا يشمل قتلة العسكريين. وهو ما يشير اليه العميد المتقاعد جورج نادر ممثل العسكريين المتقاعدين في "هيئة تنسيق الثورة"، لافتا الى ان القرار بشأن امكانية التصدي لانعقاد الجلسات كما حصل في آخر مرة تمت الدعوة فيها لاجتماع للهيئة العامة، لم يتخذ بعد.

ونفى نادر في حديث لـ"الكلمة اونلاين" ان تكون قد انطلقت تحركات يومية للثوار، مشيرا الى ان الحركة الاحتجاجية في وزارة الاقتصاد كان الهدف منها التصدي للغلاء الفاحش وحثّ الوزير على القيام بواجباته، فأين هو بعدما وصلت الاسعار الى مستويات خيالية فأصبحت بعض البضائع الاساسية أغلى بـ4 أو 5 مرات؟

واوضح نادر ان الثوار حاليا في مرحلة التنظيم والتجهيز لما بعد كورونا، مشيرا الى ان "الثورة الحقيقية ستنطلق ما بعد كورونا، فما كنا بصدده انتفاضة أما ما هو مقبل فثورة جياع". واضاف:"نحنا نحتك بالمواطنين بشكل يومي، وأؤكد ان هناك من ينام جائع لأنه لا يقبل أن يطلب المساعدة من أحد. وتساءل:"ما قيمة الـ 400 الف ليرة التي باتت تساوي مئة دولار أميركي؟" لافتا الى ان "مجموعات الثورة تقوم بأكثر مما تقوم به الدولة بحيث أمّنت مئات آلاف الحصص للعائلات المحتاجة من دون الافصاح عن ذلك، حتى اننا كنا نضع الحصص أمام ابواب المنازل كي لا نحرج أصحابها". أما عن مصدر الأموال، فأكد أن "أناسا نقتدرين يؤمنون مبالغ بسيطة لشراء الحصص".

ويعتبر الثوار ان اعادة اطلاق شرارة الثورة لن يتطلب منهم بذل أي جهد يُذكر، فهم مقتنعون بأن مئات آلاف اللبنانيين سيخرجون قريبا جدا الى الشوارع وسيسبقونهم اليها بعدما انحدرت اعداد كبيرة الى ما دون خط الفقر وبخاصة بعدما فقد الآلاف وظائفهم من دون ان يكون هناك اي اشارات على توافر فرص عمل في الاشهر لا بل السنوات المقبلة.