علي ضاحي- الحكومة اهتزت ولن تسقط.. ومعركة «كسر عظم» مارونية بدأت

  • شارك هذا الخبر
Sunday, April 5, 2020

بسحبه بند التعيينات من جلسة مجلس الوزراء الخميس الماضي، أجلّ رئيس الحكومة حسان دياب «المشكل» الى وقت آخر وسحب صاعق التفجير. ولكن بقيت القنبلة موقوتة على حد تعبير اوساط بارزة في 8 آذار. وتؤكد الاوساط ان الحكومة اهتزت وترنحت ولكنها لن تسقط ولا مصلحة لاحد بذلك. حتى الذين «يحرتقون» عليها وخصوصاً القوات اللبنانية والمستقبل بدرجة اقل لا مصلحة لهم بذلك في أوج زمن «الكورونا».

وتشير الاوساط الى ان جهوداً بذلها «حزب الله» بالتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ساهمت مع رئيس الجمهورية العماد وميشال عون ورئيس الحكومة ساهمت في احتواء تفجير الحكومة وتأجيل بند التعيينات المالية وقبلها القضائية. وبعد التأجيل، شكلت لجنة وزارية ستبدأ الاثنين اعادة درس الملفات والسير الذاتية، ومن منطلق الكفاءة والجدارة. وسيتم تقديم لكل موقع سير 4 مرشحين ولكن هذه التعيينات اذا لم يكن هناك آلية واضحة، ومعايير عادلة لن تنجح وستبقى مؤجلة وستفجر «القنبلة الموقوتة» عند عرضها من دون توافق.

وتقول الاوساط ان الحديث عن محاصصة وبازارات سياسية موجود، وكل طرف يسعى الى تحصيل حصة له. ولكن نسي الجميع ان هناك اولويات وان مصير البلد وشعبه في زمن «الكورونا» اهم بكثير من مقعد او حصة او حتى وزير. وربما لو ان الظروف مريحة من كل الصعد لكان لـ«الثنائي حزب-حركة» و 8 آذار كلام مختلف. مع تحميل البعض «حزب الله» والرئيس بري تبعات كل الموبقات المالية و«الكورونية» وتغطية الكباشات الحاصلة داخل الساحة المارونية.

وتكشف الاوساط ان ليس هناك من فرز بين الحلفاء او تمييز داخل صفوف 8 آذار وحلفاء «الثنائي». رغم انه لم يعد وفق تشكيلة الحكومة الحالية، من حصرية مسيحية او درزية او سنية. ورغم ان الصراع يتركز بين شخصيتين مارونيتين لهما حسابات رئاسية مستقبلية، لا توجه بعد ولا تفكير حتى في هوية الرئيس المقبل لبعد المسافة الزمنية عن الاستحقاق وان الموضوع ليس اولوية اليوم بوجود الرئيس عون وما تبقى من ولايته كاف لتحقيق كل الانجازات المطلوبة ولو كانت بطيئة. والمطلوب مؤازرة العهد ودعمه مع الحكومة ودعم رئيسها والحكومة لتنجح وتتخطى الامتحان الاصعب.

وتكشف الاوساط ان الكلام الذي يتردد عن مفاضلة «حزب الله» بين حليفيه سليمان فرنجية وجبران باسيل رئاسياً ليس صحيحاً، ولم يطرح الموضوع حتى داخل 8 آذار لا من قريب ولا من بعيد. وصحيح ان هناك جهات تفضل فلاناً واخرى تفضل في السياسة او الجانب الشخصي شخصية عن اخرى، لكن لا يعني هذا ان هناك انقساماً داخل فريقنا حول هوية الرئيس العتيد عندما تحين اللحظة.

وعلى هذا الاساس يتصرف الثنائي من منطلق التوازن بين حلفائه معنوياً وسياسياً وهل من عاقل يفرط في حلفائه في ظل هجمة عاتية لاسقاط الحكومة وإفشالها؟ رغم التأكيد على حجم التمثيل الكبير والوازن الذي يمتلكه تحالف التيار الوطني الحر- العهد والثنائي. ولكن هذا لا يعني ان يكسر «حزب الله» حلفاءه واحداً كرمى للآخر في حين ان المعركة ليست بين الحلفاء بل هي معركة وطن بكامله، اي ان ملف الاقتصاد والمال، وعدم القدرة على السداد، وودائع الناس كلها امور تعني المعارضة والموالاة الاكثرية والاقلية الشعب والمسؤولين.

في المقابل هناك ازمة «كورونا» وكل الجهد يجب ان ينصب على هذا الوباء ومنع تفشيه ومعالجة تداعياته.

وتلمح الاوساط الى مأزق اقتصادي واجتماعي كبير يطل برأسه في حال تمددت الامور لبنانياً «كورونياً» حتى نهاية نيسان، وان ينتهي ايار ايضاً في ظروف استثنائية. فهذا يعني ان الامور صعبة جداً ولا تحتمل الرفاهية او الغنج او الحديث عن تعيينات او محاصصة. وتشدد الاوساط على تأجيل كل الامور لفترة قد تكون لاسابيع او لاشهر، ويبقى القديم على قدمه من منطلق «تصريف المرفق العام» حتى تتوافر اللحظة السياسية المؤاتية للوصول الى تفاهم في ملف التعيينات وباقي الملفات الخلافية وخصوصاً المالية منها.