سفير أوكرانيا في لبنان: للضغط على الاتحاد الروسي من أجل استعادة شبه جزيرة القرم

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 23, 2020

وزعت سفارة أوكرانيا في لبنان بيانا للسفير إيهور أوستاش، جاء فيه: "لقد مرت 6 سنوات: ولا تزال روسيا تحتل أراضي أوكرانيا. في شباط 2014 - قبل ست سنوات، كان العالم المتحضر بأكمله شاهدا على الأعمال العدوانية والعنف التي ارتكبها الاتحاد الروسي ضد أوكرانيا. احتلت روسيا جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول وهما جزء لا يتجزأ من أراضي أوكرانيا. لا يمكننا أن ننسى أن احتلال شبه جزيرة القرم كان مقدمة لحملة عدوانية أوسع تشمل احتلال روسيا لأجزاء معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا.

إن الثمن الإنساني للعدوان يتزايد باستمرار (أكثر من 40000، منهم أكثر من 14000 قتيل، ومليون نصف من النازحين داخليا اضافة الى مقتل 298 مسافرا دوليا على متن الرحلة MH17 التي أسقطت بصاروخ عسكري روسي).
لقد كان انتهاكا لم يسبق له مثيل في أوروبا ما بعد الحرب للمعايير والمبادىء الأساسية للقانون والنظام الدوليين.

ان تصرفات روسيا تعد انتهاكا صارخا لمذكرة بودابست. واسمحوا لي بالتذكير أنه في عام 1994، تخلت أوكرانيا عن أسلحتها النووية - ثالث أكبر سلاح في العالم - وبموجب مذكرة بودابست، ضمنت الدول الموقعة، ولا سيما روسيا، السلامة الإقليمية للدولة الأوكرانية وسيادتها واستقلالها.

يبدي المجتمع الدولي فهما واضحا في ما يتعلق بالوضع القانوني لشبه جزيرة القرم باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا وتصنيف أعمال روسيا على أنها أعمال عدوانية عسكرية ضد أوكرانيا.
وقد أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها "السلامة الإقليمية لأوكرانيا" في آذار 2014، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع ومنظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا واليونسكو وهيئاتها البرلمانية في العديد من الوثائق التزام المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بتغيير وضع جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول نتيجة الأعمال غير المشروعة المذكورة أعلاه.

تتجاهل روسيا تنفيذ التزاماتها الدولية كقوة احتلال عن طريق الاضطهاد السياسي المنهجي في الأراضي المحتلة مؤقتا، ولا سيما لأسباب عرقية ودينية، وعن طريق انتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وإجراء انتخابات غير قانونية وتجنيد المواطنين الأوكرانيين في الجيش الروسي، ومواصلة اصدار جوازات السفر غير القانونية للمواطنين الأوكرانيين، وتسهيل الهجرة الجماعية للسكان الروس إلى شبه جزيرة القرم من أجل تغيير الوضع الديموغرافي في شبه الجزيرة.
وقد أبلغت المنظمات غير الحكومية وهيئات المنظمات الدولية الرئيسية بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. لقد أجبر جو الخوف والترهيب والضغط البدني والنفسي حوالي 60 ألف مواطن أوكراني على مغادرة شبه جزيرة القرم المحتلة والاستقرار في مناطق أخرى من أوكرانيا. وعلى وجه الخصوص، ما يثير السخرية القرار بحظر "مجلس التتار" بحجة اتهامه الباطل بالنشاط المتطرف.

لقد أدى احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم إلى عسكرة المنطقة وانتهاك المبادىء الأساسية لحرية الملاحة.
تعاملت أوكرانيا مع منطقة القرم كمنتجع، لكن روسيا تعاملت معها كقاعدة عسكرية. لقد أدخلت روسيا إلى شبه الجزيرة كمية هائلة من الأسلحة، مما يشكل خطرا على منطقة البحر الأسود بأكملها. قامت روسيا بشكل غير قانوني ببناء جسر إلى شبه الجزيرة المحتلة مؤقتا ثم استخدمته كحاجز.

ان جميع الديمقراطيات الرئيسية في العالم، التي تفهم السابقة الخطيرة التي احدثتها مثل هذه القرصنة الخارجة عن القانون، فرضت عقوبات على روسيا.

اليوم، تم بالفعل تحديد المعايير الرئيسية للسياسة الدولية لإزالة الاحتلال من شبه جزيرة القرم.
ويستند إلى مبادىء القانون الدولي، وسياسة عدم الاعتراف بمحاولة ضم شبه جزيرة القرم، والعقوبات، والقضاء الدولي، وإدخال آليات المراقبة وما إلى ذلك.

من المهم أن يواصل أصدقاء أوكرانيا ممارسة الضغط السياسي على الاتحاد الروسي، وإلزامه باحترام حقوق الأفراد في الأراضي المحتلة واستعادة شبه الجزيرة المحتلة بشكل غير قانوني إلى أوكرانيا.

تدرك قيادة أوكرانيا أن استعادة الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني لجمهورية القرم ذات الحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول ممكنة فقط من خلال الطرق السياسية والدبلوماسية، بدعم قوي من الدول الشريكة للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. في الوقت نفسه، تدرك القيادة العسكرية والسياسية لأوكرانيا أن منع مثل هكذا عدوان في المستقبل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إنشاء جيش قوي. لذلك صرح وزير الدفاع الأوكراني أندريه تاران أن تعاون أوكرانيا مع الناتو سيحسن بشكل كبير قدرة أوكرانيا على الدفاع عن سلامتها الإقليمية واستقلالها. ووفقا لقوله، فإن الهدف النهائي لأوكرانيا هو استعادة جميع الأراضي المحتلة مؤقتا، ووقف العدوان المسلح الروسي واستعادة النظام والسلام الدوليين، الذين تم تجاهلهما بشكل خبيث لأول مرة منذ عام 1945. وأكد أن الناتو هو الوحيد القادر على مساعدة أوكرانيا على هذا النحو".