ميشال جبور- هل سيأتي من يقول لنا... إغفر لهم؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, November 16, 2019

في البدء عندما نزل الشعب إلى الشارع، هنالك من راهن فعلاً، وبموجة مضادة، أن الجيش سيضرب المتظاهرين ويردعهم ويردهم لمنازلهم، غير أن الجيش الوطني اللبناني أظهر وعياً كبيراً واحتراماً عالياً لكل من كان في الشارع وهو الذي يعلم أن هذا الشعب الموجوع هو من الصلب الأكبر للجيش والمؤمن به... أتذكرون حين نزلت دمعة العسكري أمام الناس، هذه هي المحبة الخالصة والإيمان المطلق بالعلاقة القوية بين مطالب الشعب وحماية الجيش.
آنذاك نزل الجيش لكي يحمي وخاب أمل من أعتقد أن الجيش سيلبي رغبات الحاقدين على الحراك الثوري، الجيش نفذ عقيدته بحماية الوطن وحماية الشعب... والشعب هو الوطن.
بعد أن سقطت الحكومة كان لا بدّ من فتح الطرقات لكي ترتاح بعض الخطوط الإجتماعية والإقتصادية، وشهد الشارع تجاوباً كبيراً مع الجيش.
لكن ما حصل في الأيام الأخيرة يثير الريبة، فبعد أن عادت التشنجات الى الشارع بفعل التقاعس والتسويف السياسي، تنبه الجميع لمشهد الإشكالات المتنقلة بين الجيش والثوار، جُلَّ من لا يخطئ، لكن قيادة الجيش تتابع دائماً وهي المؤسسة الوحيدة التي أثبتت أن من يخطئ فيها يحاسب، فلم البعد عن احترام، ولم رشقه بالحجارة ولم التهجم عليه في الشارع وفي الإعلام وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، لذلك نشد على أيدي الجميع بالحذر العميق ووضوح الرؤية، لأن الجيش هو خط الدفاع الأول والأخير عن كل متظاهر في أية بقعة وُجد في لبنان وهو الذي يقف على مسافة واحدة من كل الساحات ومن كل المتظاهرين وهو الذي يفرّق بين مندّس ومتظاهر مزيف هدفه التخريب والتأجيج وبين متظاهر محق هدفه إيصال صوته إلى العالم أجمع وقد وصل الصوت إلى الدول الكبرى وإلى الفاتيكان وكلهم أثنوا على رقي الثورة... ولكن...
لا تدعوا المتلاعبين واللاعبين لعبة الشوارع ينفذون مآربهم بتعميم الفوضى والشرذمة لكي يمتطوا صهوة الحراك... لا تفقدوا الثقة بالجيش لأنه الضمانة الوحيدة لحمايتكم والمدافع الوحيد عن كيان الوطن، لا تسقطوا الجيش أمام المتآمرين عليه، فعنفوانكم لا أجمل منه ولكن تزيده الحكمة جمالاً وروعة...
لا تجعلوا من أنفسكم فريسة لأمراء التخريب وإلا كل من يناصركم ويتطلع إلى ثورتكم الطموحة سيقول... إغفر لهم لأنهم فقدوا الثقة بالجيش.