ميشال جبور- ونزل الوحي على أهل السلطة...

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 15, 2019

فبعد استمهال الشعب والحراك وأهل الثورة وحتى القابعين في منازلهم والمحتارين من مشهد التسويف الحكومي وبطء العمل السياسي، وبعد أن اضطر الجيش الى فتح الطرقات بعديده بسبب تقاعس الطبقة الحاكمة عن اداء واجبها بسبب اعتمادها نفس النهج الخرافي في معالجة الأمور ورهانها الدائم على امتصاص الثورة واندثارها، وهذا ما لن يحصل ابداً بعدما رأيناه في اليومين الأخيرين، ها هي السلطة تلقي أمام الحراك بإسم محمد الصفدي كخيار لرئاسة الحكومة العتيدة... يعني أنها ما زالت مصّرة في نهجها ومصّرة على استفزاز الحراك والشعب الذي ينتظر شيئاً إصلاحياً ملموساً وها هي تأتي بإسم مشبوه يلبس رداء الفساد وكأن المطلوب فعلاً هو شخص من حاشيتهم ومن قماشتهم... تمخض الجبل فولد فئراً...
إسم مشبوه، ملفات فساد وصفقات... وعدد بلا حرج...
هذه السلطة وإن حصل وتراجعت عن إسم الصفدي إنما لأنها أخطأت وإن لم تتراجع فلأنها تريد تأجيج الحراك لكي تحرف الثورة عن مسارها... لكن نطمئنهم،حتى الجالس في البيت إلى الأن هو أيضاً الآخر قلبه يحترق وجعاً من هذا الحكم الجائر لكنه ينتظر "رمز اطلاقه" كصاروخ وهؤلاء الحكام سيعطونه فرصته على طبق من فضة إن استمروا في فشلهم وتخبطهم بين أمواج الفساد...
حقاً، "كلكن يعني كلكن"!... ولا نعلم لماذا حزب الله ما زال مصراً على الترابط فيكم فأنتم لن تحموه ولم تفعلوا ببيانكم الوزاري وحرب ٢٠٠٦ اكبر مثال على ذلك، الشعب هو الذي وقف بظهر المقاومة، نفس هذا الشعب الموجوع اليوم.
نقول لحزب الله، لا تراقب كربلاء جديدة في لبنان وظلماً بائساً في حق الشعب ولا تقف مكتوف اليدين، نقول لك الأجدر بك أن تترك هذه الطبقة المهترئة لكي لا يصيبك مصابها وأن تعود إلى الشعب، لا حاجة لسياستهم ولا حاجة لهم لكي يحموا سلاحك، التقط سلاحك وتوجه الى العدو وكلنا وراءك شهداء ولا عودة حتى النصر... اتركهم يفشلون لوحدهم واكسب رهانك بالشعب الذي يحبك ويثق بك، فيكن لبنان أقوى وأكثر تحصيناً من أي وقت مضى.
ولهذه السلطة الحاكمة نقول، تسويفك ونهجك وطريقتك الإعتباطية والكيدية في التعاطي مع القاعدة الشعبية لهذا الوطن العزيز ستسرع في عملية فقدانك للشرعية الوطنية وانت على بعد قاب قوسين من الإنهيار، أهل الثورة لن ينهاروا بل سيزيد عددهم وسيعلو الصوت أكثر... والغد لناظره قريب.