خاص- الشارع يغلي.. وهناك من يستمتع!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 14, 2019

خاص - عبير بركات

تقول أوساط مصرفية ان هنالك حوالي مليونين و900 ألف حساب موجودين داخل المصارف، وحوالي مليون و700 ألف حساب فيها اقل من 3000 دولار!

اذا، اكثر من نصف اللبنانيين لم يدخروا سوى 3000 دولار في حسابهم! فماذا تنتظرون من هذا الشعب الذي بعد ثمان وعشرين يوما منذ اندلاع الانتفاضة، ما زال ينتظر كلمة خلاص.. 

ولكن لم تكن كلمة فخامة الرئيس ميشال عون على قدر تطلعات الشارع، مع انه أكد انه "عند فقدان الثقة بين الشعب والحكومة، بالتأكيد على الحكومة أن تسمع مطالب الشعب وتنفذها، لذلك تجاوبت شخصيا ووجهت نداءا للحراك بان مطالبه محقة، ودعوته للتفاهم"، وقال أيضا: "لم أصل الى موقع الرئاسة إلا لأبني دولة، فأنا لا أبحث عن مستقبل لأنه أصبح ورائي، انا لدي تاريخ وكلفني 15 سنة خارج مجتمعي من اجل الحرية والسيادة والاستقلال"، وتابع: "لدي الإدراك ولكني لا املك السلطة، فأنا مكبل بتناقضات في الحكم والمجتمع، وبما أن الشعب ثار، أصبح هناك مرتكز للقيام بالإصلاحات".

وكالعادة، من يحب الجنرال وجد له ألف عذر، ومن يكرهه لم ير من حديثه سوى "فلوا من البلد".. فمنهُم مَن رأى ان المضمون تحدّث عن مؤشرات إيجابية، ومنهم مَن رأى أن المقابلة لم تحمل جديدًا لا على مستوى موعد التكليف، ولا على مستوى صورة التشكيلة، كما لم يعلن موعد الاستشارات النيابية.

وكان استشهاد علاء ابو فخر الذي اعتُبِر "شهيد الثورة" الشرارة التي ألهبت الشارع من الشويفات إلى سائر المناطق اللبنانية، وكسر موته أمام زوجته وطفله قلوب جميع اللبنانيين.. 

طبعاً في بلد منقسم طائفيا وسياسيا، هناك من يستفيد من الفوضى، فالعودة الى تسكير الطرقات لن تحل مشكلة البلد، بل ستضع شارعا بوجه شارع آخر كما حصل اليوم، ولو ان هناك من يعتقد أنها وسيلة ضغط للإسراع بالتشكيل.. والعودة الى الفوضى تناسب الكثير ممن يعارضون قانون إعادة الأموال المنهوبة.. فكلما ازدادت الفوضى وكلما انهدر دماء أبرياء، استمتعوا..

ان عامل الثقة قد فقد، ولو ان عددا كبيرا يعلم ان الرئيس هو رجل شهم، شجاع، محب لوطنه، صادق بمواقفه الى حد التطرف في بعض الأحيان، يكره الطائفية ويحلم بدولة تحكمها المؤسسات، لا يقبل الارتهان للخارج وتاريخه يشهد، عشق والمؤسسة العسكرية التي ترأسها.. هو الجنرال المتمرد..

وفي العودة الى التاريخ، انقسم من أحبه بين موافق ومعارض، حين قرّر قلب الصفحة مع سوريا بعد خروج جيشها من لبنان والتصالح معها، وعقد شراكة وطنية مع حزب الله، وايضا انقسم اللبنانيون حينها بين من اعتقد انها جنّبت البلاد حروبا أهلية وحمته من موجات الإرهاب، وبين من نقم على جنرالهم!

عندما انتخب رئيسا للجمهورية تأمل كل من أحبه ان يحقق الإصلاح في مؤسسات الدولة والتغيير في محاسبة مافيات المال والسياسة... ففي لبنان نرى الفساد في الوزارات والقضاء ومؤسسات الدولة والادارات العامة وأينما كان..

طبعا ومن دون شك، حاول الجنرال مواجهة "الزعران" المتجذرين في التركيبات السياسية لكن جذور فسادهم العميقة لم تسمح له، وفي لبنان عليك ان تكون ديبلوماسيا في السياسة ولا تستطيع ان تسمي الاشياء في اسمائها..

وقد خسر الجنرال ايضا شعبية كبيرة بعد ان عيّن صهره الوزير جبران باسيل رئيسا للتيار الوطني الحر دون انتخابات داخلية، مبعدا بذلك مناضلين كثر وقفوا الى جانبه وضحوا بشبابهم وهم يهتفون "ترتتتا جنرال".. ربما كان هدفه من تعيين باسيل حماية المسيحيين لكسب جمهور اوسع، خاصة انه وزير كفوء ونشط ولو لم يتمتع بكاريزما الجنرال مما جعل مهمة الرئيس صعبة وجعل دفاع الحلفاء عنه أصعب!

اما بعد، فاغلبية الشعب يطالب ان يكون الحراك سلميا ليبقى ورقة ضغط على السلطة وليس على الشعب الذي يؤيده، ولتسرع الحكومة في اتخاذ قرارت مصيرية وجذرية لحماية البلد من كل مؤامرة!

Abir Obeid Barakat
الكلمة اونلاين