ميشال جبور - تحية مضرجة بدماء الإستشهاد

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 6, 2019

في خضم المشهد الطرابلسي القاتم... دماء عسكريين لم تنشف بعد في ساحة الشهادة... ودموع امهات لن تجف صراخاً... اما جرح قلب الآباء لن يلتئم مهما مر الزمن...
عبد الرحمن المبسوط... وبطريقةٍ مبسطة وتافهة تم تظيهره بأنه "مريض نفسي"... اذا ما ارتكبه من شناعةٍ يندى لها الجبين حتى ولو كنا في القرون الوسطى حاول بعضهم كعادته ان يستصغر بعقول الناس وايهامهم بأن المبسوط فاقد للتحكم الإرادي والعقلي... وهل يعتقدون بأن الناس سذج لهذه الدرجة؟!...

تنفيذ الجريمة تم عن سابق اصرار وتصميم اذ ان القاتل السفاح انتقل من قتل الى قتل، وحتى لو تعمد البعض عدم الذكر،مع اشخاصٍ عاونوه وكأنه كان ممهد الطريق... الى ان استرجعت القوى الأمنية زمام الأمور... ففجر نفسه بحزام ناسف... تماماً كما ينهي العقرب حياته عندما يشعر انه محاطٌ من كل الجهات...
عبد الرحمن... فقد كل رحمةٍ بقلبه يوم تجند لدى جهات اقل صفاتها "داعشية" وذهب للحرب في سوريا... له من الخبرة ما يكفي ان كان قد تتلمذ على ايدي من ينشرون الفكر التفكيري... ويريدوننا ان نتقبل انه عليل الأهواء...
حارب الجيش وقاتل ابناء بلده ايضاً في معارك طرابلس... وله ايضاً من الخبرة اذاً في شوارع طرابلس... لكنه وُضع في اطار نفسي... لئلا تتعمم حالته المرضية فينتبه اليها من لا يريدونه ان ينتبه اليها...

فلذات كبد لبنان تُقتل في شوارع طرابلس لأن مريضاً نفسياً مزعوماً استيقظت شهوته لسفك الدماء، فضرب ضربته الموجعة حتى دون ان يحترم حرمة العيد... فآتانا من يكنس غبار الجريمة بعبارات "حادث فردي" وكأن غبار الدم يمكن مسحه بكل بساطة... لأجل المبسوط...
غريبٌ ما حصل... ليس لأن ما جرى يمكن ان يحصل في اية بقعة من الكرة الأرضية... بل هو غريب بطريقة التستر عليه... وهنا بيت القصيد... ارهابي معروف وله ملفات عديدة يعيش حراً بين الناس... ينتظر اللحظة المؤاتية لكي يطبق على عنق من يجده كافراً... داعشي مغمور يعيش كقنبلة موقوتة بين البشر وهذا ان لم يكن له اعوان من نفس زمرة المرض...

الشهداء العسكريون قد نذروا حياتهم للدفاع عن الوطن ولدرء الأخطار... فآتاهم العدو من اهل البيت وانهى مستقبلهم في العائلة والوطن... فمن يكون المسؤول؟... الذي تركه متفلتاً بين العباد... او الذي غض النظر عن نمو تلك الأفكار في الأوكار التكفيرية؟...
لا يكفي ان نلوم الدولة على تقاعسها فهذا امر بات مفروغاً منه... بل هنالك ما هو اخطر... قيادات امنية نائمة فوق الخلايا النائمة... وسياسيون ساديون يفرحون لقتل الأبرياء ويجتهدون الحجج... حجج اقبح من ذنب...

ان حذاء الجندي والدركي اللبناني لهو اهم بكثير من بعض الذين يدّعون الحرص على المؤسسات الأمنية ويطعنونها في الظهر...
ان دماء الشهداء لهي مياه الخلود للبنان وفي كل مرة يدق الخطر باب لبنان سنرى بأن القوى الأمنية ستكون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المناطق والوطن، واذ اننا نذكر ان الجيش والقوى الأمنية لهي خط أحمر لأنها تمثل هيبة الدولة ووجودها الكياني وهذا عصي على اي ارهابي تكفيري ان يدعي انه يدافع عن نفسه او عن معتقداته، فما من كتاب سماوي دعى للقتل وانما من يلجأ للإختباء تحت المظلة الظلامية للإرهاب لهو فاقد لإنسانيته وفاقد للبنانيته وفاقد لدينه.