بلدية المحيدثة تطلق بروتوكول تعاون مع كلية العمارة في اللبنانية

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 22, 2019



نظمت بلدية المحيدثة، لقاء حواريا مفتوحا عن "برنامج التوثيق واعداد مشاريع نموذجية لإعادة تأهيل التراث العمراني المحلي"، في خطوة لحفظ التراث العمراني وتسليط الضوء على العمران المحلي القديم في البلدة في قضاء راشيا، مع انطلاق أعمال التوثيق في سياق بروتوكول التعاون بين الجامعة اللبنانية - كلية الفنون الجميلة والعمارة والبلدية ضمن سياستها التنموية والبيئية.

شارك في اللقاء عميد الكلية الدكتور محمد الحاج ورئيس البلدية مروان شروف ومديرة الفرع الرابع في دير القمر الدكتورة مي كرامة ومنسق بروتوكول التعاون الدكتور حبيب صادق والمهندسة بابل قيصر ومجموعة من أساتذة الفرع الرابع وطلاب قسم العمارة في الفرع الرابع في دير القمر والفرع الأول في الحدث.

افتتح شروف الحوار بكلمة رأى فيها أن "التراث ليس عمارات قديمة تبحث عمن يقدسها ولا هو تاريخ جامد لا يتحرك، التراث فن قابل للحياة والتجدد، خاضع لجاذبية الحركة والتفاعل والمحاكاة إذا ما تلاقح مع الفن الناضج والإبداع الخلاق الذي يقارب الجمال من منظور مختلف". وقال: "ليس غريبا على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الأستاذ وليد جنبلاط أن يقف في كثير من المحطات مدافعا عن تراث بيروت وغيرها من المناطق بوجه هجمة الإسمنت المتوحشة، لأنه على يقين أن التراث هو الهوية ولن يكون لنا مستقبل في تضييع تلك الهوية، وعهدنا أن نحفظ تراث بلدتنا ومنطقتنا لنحفظ هويتنا وكرامتنا ومستقبلنا".

وشدد على أن "تراث بلدة المحيدثة من لوحات حية وناطقة، لهو دليل إلى تلك الهندسة وذلك الفن"، وتحدث عن "معالم العمارة الشاخصة بمنازلها الحجرية الدهرية وعقودها المتدلية المتماسكة، وقرميدها المقاوم لكل أشكال عنف الطبيعة ومغريات المدنية، وخلوة البلدة وكنيستها كإرث حضاري وتراثي إلى جانب كونهما بيت عبادة وصلاة، وتلك المغاور في جبل المحيدثة تاريخ محفور بالصخر يحمل في طياته وبين تقاسيمه ارث حضارات استوطنت هنا وتركت بصماتها ومضت لكن إبداعها استمر بوصفه فنا ناضجا لا يموت ولا يعرف الأفول، بوصفه مشروعا نموذجيا يهدف إلى احياء التراث واخراجه من صنميته وجموده لدمجه في حركة تكاملية في سياق التنمية المعاصرة في ميادين الهندسة المعمارية والتخطيط الحضاري".

وشكر لوزير الصناعة وائل أبو فاعور "مؤازرته ودعمه ووقوفه بجانب البلدة وأهلها وحرصه على حماية تراثها"، وختم: "سيتم اختيار افضل مشروع من المشاريع النموذجية لاعادة التأهيل وستقدم البلدية جوائز مالية قيمة للمشاريع الثلاثة الأولى الفائزة".

وقدمت منسقة البرنامج من البلدية المهندسة بابل قيصر صورة عن بلدة المحيدثة ومحاور العمل وحجم الأبنية التراثية المحلية، ثم تحدث المشرف على البرنامج أستاذ العمارة في الجامعة اللبنانية حبيب صادق عن مراحل البرنامج من التوثيق الى تقديم دراسات مشاريع نموذجية وصولا الى توصيات خطة التنمية والمحافظة على التراث المحلي وادارته.

وتحدثت كرامي عن برنامج الجامعة في سياق التعاون مع البلديات وأهميته على المستوى الأكاديمي والعملي بالتواصل مع المجتمع المحلي. وتناول عميد كلية الفنون الجميلة والعمارة الدكتور محمد الحاج، سياسة الكلية والتواصل مع المجتمع عبر البلديات.

وتضمن اللقاء مداخلات لمهندسين وفنانين وصحافيين شددت على أهمية التراث الريفي.

التوصيات
ولخصت المداخلات بتوصيات عدة عن المؤسسات التعليمية ودورها في تعليم الفنون الجميلة، الروح في الأرياف وضرورة العودة والتفتيش في خصوصيات اماكننا وتراثنا، على من تقع مسؤولية التلوث العمراني، الاغتراب في التصاميم المعمارية، إشكالية التراث والمعاصرة كالتشريعات وسيادة الفكر الاستباحي وهل ما ننتجه اليوم سيصبح تراثا بعد 100 عام؟، الخطط والاستراتيجيات وموقع التراث فيها ودورها في التنمية المحلية، وضع البلديات وقبولها بالتخطيط وبرمجة التنمية، موضوع معالجة واستخدام التراث مرتبط بالسياسة والثقافة الاجتماعية، المعالم التراثية هي ملكية اجتماعية وعلى البلديات ان تبتكر آليات للحفاظ وإدارة هذا التراث، موضوع المعايير والآليات المتعلقة بتحديد التراثي والقرارات والخيارات القانونية، أهمية البرنامج في توثيق تراث المحيدثة وبناء قاعدة معلومات تؤسس لدراسة التراث الخاص بالبلدة وانماطه وخصائصه وتقنياته وآفاق استخدامه بالتنمية المحلية وأي خطة ستؤسس على معطيات وخصوصيات الواقع.

وبعد جلسة الحوار توزع الطلاب على المجموعة الأولى من الأبنية (11 مبنى)، وتمت معاينتها ورفع قياساتها وأجريت المقابلات مع أصحابها، رافقهم العميد ورئيس البلدية والأساتذة.


الوكالة الوطنية للاعلام