خاص بالصور – رحلة اعلامية الى أضنة.. محطة في التاريخ والسحر والجمال!

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 25, 2019

عبير بركات - الكلمة أونلاين

بعد رحلة استمرت حوالي 40 دقيقة من الزمن وصلنا إلى أحضان إحدى المدن التركية ذات الطبيعية الخلابة التي يأسرك سحرها ويسري في أعماقك شعوراً بالسلام الداخلي يجعلك تتمنى لو تزورها كُل يوم، "أضنة" مدينة رائعة مُطلة على الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط، تحتضنها جبال طوروس الأخاذة من كل جنب والتي لشدة جمالها تتوه الكلمات ويتلعثم اللسان عاجزاً عن التعبير عن روعتها وجمالها وسحرها.


هنا على هذا النهر المترامي أمام أعيُنينا كانت أولى محطاتنا في مطعم صغير قدم لنا طبق من الكباب التُركي الشهي اللذيد المذاق، وبعد هذه الجلسة الرائعة توجهنا نحو برج الساعة ومن ثُمَّ إلى جامع صابنجي المركزي الذي يعتبر أكبر جوامع تُركية والشرق الأوسط، وقد تمَّ بناؤه على أنقاض مقبرة أرمنية ويعود تصميمه للمهندس "نجيب دينتش"، وتأسرك في هذا الجامع الزخارف التي تمثل مزيجاً من الطابع الإسلامي والعثماني.


ما إن انتهت جولتنا في الجامع الأكبر توجهنا إلى أحد المعالم السياحية في أضنة "الجسر الحجري" الذي يعود بناؤه إلى العصر الروماني ويتميز بأرضيته المرصوفة بالحجارة التي تم بناؤها بشكل جميل وجذّاب، ويشكل هذا الجسر نافذة نشاهد من خلاله أجمل المناظر الطبيعية الممتدة على ضفّتي نهر سيحان، في هذا المكان انتهى يومنا الأول وعلى الرغم من الأمطار الغزيرة التي رافقتنا طيلة فترة جولتنا إلاّ أنه كان يوماً ممتعاً ومميزاً للغاية .


طرسوس المدينة التي انطلقنا إليها في يومنا الثاني تثير الدهشة بسكانها الذين ما زالوا يتمتعون بالبساطة المفقودة في أيامنا هذه، وما يخبئ أطفالها من ضحكات بريئة باتت شبه مفقودة في زمن التكنولوجيا، في طرسوس كانت محطتنا الأولى "كهف الإنسان الأول" ومن ثمَّ مغارة حفرت تحت الأرض لتكون معلماً سياحياً جديداً في هذه المنطقة تشبه إلى حد كبير مغارة جعيتا في لبنان.


بسرعة ولهفة كبيرة أخذتنا خطواتنا إلى كنيسة "مار بولس" الموجودة في طرسوس وقد بنيت في القرن الثاني عشر ميلادي وكانت مسقط رأس القديس بول ومنها كانت البداية لنشر المسيحية، ما يميز كنيسة مار بولس أنه يقام فيها القداس لأقلية مسيحية تعيش في المنطقة كما تقام الاحتفالات الطقسية المسيحية.


أما وجهتنا الأخيرة فكانت في مرسين حيث الطبيعة الساحرة التي تحتضن الكثير من المعالم التاريخية الأثرية إضافةً إلى المعالم الطبيعية .


كما التقى التلفزيون التركي الرسمي TRT الفريق الاعلامي اللبناني الذي أشاد بالعلاقات بين تركيا ولبنان السياحية والتجارية والاقتصادية وشجع على زيارة كلتا البلدين


بعد نهاية رحلتنا الممتعة وما تخللها من ضحكات بين الفريق المتناغم المسافر عُدنا إلى لبنان، و كلنا امتنان لِـشركة نخال التي نظمت هذه الرحلة التي ستبقى مطبوعة في ذاكرتنا جميعاً بتفاصيلها الساحرة.


و أخيراً تركيا نموذجاً يُحتذى به حقاً في مجال السياحة من حيث تسويقها الرائع لمعالمها السياحية وطبيعتها الخلابة فضلاً عن بساطة سكانها ومحبتهم، على أمل أن يدعم لبنان السياحة خاصة أننا نملك كافة المقومات التي تجعلنا في مقدمة الدول السياحية.



Abir Obeid Barakat